إسلام عفيفي

"والشيء إذا صَدَرَ من أهله، وبدا من أصله، وانتسَبَ إلى ذويه= سَلِمَ في نفسِه، وبانتِ فَخامتُه، وشُوهِدَ أثر الاستحقاق فيه. وإذا صدر من مُتَكَلّفٍ، وبدا من متصنّع= بان أثرُ الغُربة عليه، وظهرت مخايل الاستيحاش فيه، وعُرف شمائل التَّحيّر منه". ــــــــــــــــــــــــــــــــ [إعجاز القرآن، الإمام الباقلاني، ص297-280].

« تعرض لنفحات مولاك في هذا العشر؛ فإن لله فيه نفحات يصيب بها من يشاء، فمن أصابته سعد بها آخر الدهر».

[ابن رجب]

﴿وٱلفجر ۝ ولیال عشر ۝ وٱلشفع وٱلوتر ۝ وٱلیل إذا یسر ۝﴾ قال الطاهر ابن عاشور: «القسم بهذه الأزمان من حيث إن بعضها دلائل بديع صنع الله وسعة قدرته فيما أوجد من نظام يظاهر بعضه بعضا. من ذلك: - وقت الفجر الجامع بين انتهاء ظلمة الليل وابتداء نور النهار. - ووقت الليل الذي تمخضت فيه الظلمة، وهي مع ذلك أوقات لأفعال من البر وعبادة الله وحده، مثل الليالي العشر، والليالي الشفع، والليالي الوتر. .. وقوله: ﴿وليال عشر﴾: هي ليال معلومة للسامعين موصوفة بأنها عشر واستغني عن تعريفها بتوصيفها بعشر وإذ قد وصفت بها العدد تعين أنها عشر متتابعة وعدل عن تعريفها مع أنها معروفة ليتوصل بترك التعريف إلى تنوينها المفيد للتعظيم، وليس في ليالي السنة عشر ليال متتابعة عظيمة مثل عشر ذي الحجة التي هي وقت مناسك الحج، ففيها يكون الإحرام ودخول مكة وأعمال الطواف، وفي ثامنتها ليلة التروية، وتاسعتها ليلة عرفة وعاشرتها ليلة النحر. فتعين أنها الليالي المرادة بليال عشر. .. ومناسبة عطف ليال عشر على الفجر أن الفجر وقت انتهاء الليل، فبينه وبين الليل جامع المضادة، والليل مظهر من مظاهر القدرة الإلهية فلما أريد عطفه على الفجر بقوله: ﴿والليل إذا يسر﴾ خصت قبل ذكره بالذكر ليال مباركة إذ هي من أفراد الليل».

【التحرير والتنوير】

فأما لياليه فمن المتأخرين من زعم أن ليالي عشر رمضان أفضل من لياليه؛ لاشتمالها على ليلة القدر، وهذا بعيد جدا. ولو صح حديث أبي هريرة «قيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر»؛ لكان صريحا في تفضيل لياليه على ليالي عشر رمضان، فإن عشر رمضان فضل بليلة واحدة فيه، وهذا جميع لياليه متساوية لها في القيام على هذا الحديث. ولكن حديث جابر الذي خرجه أبو موسى صريح في تفضيل لياليه كتفضيل أيامه أيضا. والأيام إذا أطلقت دخلت فيها الليالي تبعا، وكذلك الليالي تدخل أيامها تبعا.

【ابن رجب، لطائف المعارف، وظائف شهر ذي الحجة】

«وأفضل الأعمال ما كثر ذكر الله تعالى فيها».

【ابن رجب، لطائف المعارف، وظائف شهر ذي الحجة】

«وحقيقة الاستقامة ألا يقابل ما استقبل من عمره بمثل ما وقع الاعوجاج به. وأن يتبع سبيل من أناب إلى الله. وألا يصحب جاهلًا فيرديه. ثم الاشتغال بإصلاح ما أفسد في أيام بطالته؛ ليكون من المصلحين الذين تابوا وأصلحوا ما أفسدوا ..»

【قوت القلوب】

وقال تعالى: ﴿فأعْرِضَ عَمَنْ تَوَلّى عنْ ذِكْرِنا﴾ ففي دليله الإقبال بالصحبة على من أقبل إلى ذكره تعالى، والإعراض عمن أعرض عن وجهه، فلا تصحبن إلاّ مقبلًا عليه،كما قال الله تعالى: ﴿واتَّبعْ سَبيلَ مَنْ أنابَ إِليَّ﴾

【قوت القلوب】

عن عبدالملك ابن جريج، في قوله: ﴿واتبع سبيل من أناب إلي﴾، قال: محمد ﷺ

عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وبه قال مقاتل، ويحيى بن سلام، وقال السمعاني: الأكثرون أنه محمد. ونسبه الواحدي في [البسيط] إلى السدي، وفيه، وفي أسباب النزول له: قال عطاء عن ابن عباس: يريد أبا بكر، وذلك أنه حين أسلم أتاه عبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعثمان وطلحة والزبير فقالوا لأبي بكر رضي الله عنه آمنت وصدقت محمدا؟ فقال أبو بكر: نعم،، فأتوا رسول الله ﷺ فآمنوا وصدقوا، فأنزل الله تعالى يقول لسعد: ﴿واتبع سبيل من أناب إلي﴾ يعني أبا بكر.

قال الرازي: «واتبع سبيل النبي ﷺ بعقلك؛ فإنه مربي عقلك، كما أن الوالد مربي جسمك». قال البقاعي: «وفي هذا حث على معرفة الرجال بالحق، وأمر بحك المشايخ وغيرهم على محك الكتاب والسنة؛ فمن كان عمله موافقا لها اتبع، ومن كان عمله مخالفا لهما اجتنب».

اللهم لا حول ولا قوة إلا بك، نعوذ بك اللهم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ومن أن تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا. الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. اللهم صل على محمد وعلى آله وسلم.

الحمد لله وحده. أربع نصائح لمن عسرت عليه نفسه، فلم يدرِ من أين يبدأ، وماذا يفعل، وقد هجم عليه موسم الطاعة: الأولى: اقطع الحرام والغفلة عن الطريقين إلى قلبك، وهما: العين والأذن، فلا تنظر إلى حرام، ولا تسمع إلى لهو. وبدون ذلك لن ينفعك شيء. فإذا نظرت في المصحف، وسمعتَ القرآن والإيمان، فليس بينك وبين اليقظة، بل المتعة، إلا أن تصدق اللهَ وتصبر، وبعض الوقت. الثانية: اجعل شكواك من نفسك وحالك إلى الله، فإنه بارئك، ولا يهديك إلا هو. قل: يا رب، عسرت علي نفسي، ولست أقدر عليها بشيء من دونك. الثالثة: استغفر الله وأكثِر، وقل: لا حول ولا قوة إلا بالله وأكثر. أما أنا، فلا أعرف مثل الاستغفار، ولو أن تبدأه باللسان، ولا تحُل عنه أبدا، فإنه دواء ليس له نظير، لكن لا تعجل. الرابعة: تصفحك للفيسبوك، وما هو مثله من المواقع، الجامعة بين الخير والشر، والبكاء والضحك، والوعظ والشهوة، والإيمان والكفر؛ هو أصل داء عضال، مقلق للقلب، لا أعرف له دواء، إلا أن تكف عنه، وتدرك إيمانك وسلامة قلبك. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.