فتوحات علمية

جزى الله الأخ الحبيب والصديق الشيخ/ زين الدين الحسيني والشيخ/ إبراهيم بن بخيت البيضاني وفضيلة الشيخ/ صهيب حسن الشافعي المتفنن والمتحلي بمهارات التكنولوچيا التي قلما يلتفت لها طلاب العلوم الشرعية ووسع عليهم، وزادهم، وفتح لهم🌹 وقد قام العلامة الشيخ/ محمد زاهد عزيز خيل -حفظه الله- بشرح هذا القدر في 312 صفحة، وأتى فيه بفوائد عجيبة، وإن شاء الله يكون جاهزًا للطباعة قريبًا💐

جزى الله الأخ الحبيب والصديق الشيخ/ خالد الحسيني والشيخ/ إبراهيم بن بخيت البيضاني وفضيلة الشيخ/ صهيب حسن الشافعي المتفنن والمتحلي بمهارات التكنولوچيا التي قلما يلتفت لها طلاب العلوم الشرعية ووسع عليهم، وزادهم، وفتح لهم🌹 وقد قام العلامة الشيخ/ محمد زاهد عزيز خيل -حفظه الله- بشرح هذا القدر في 312 صفحة، وأتى فيه بفوائد عجيبة، وإن شاء الله يكون جاهزًا للطباعة قريبًا💐

جمعتكم مباركة 🌷

اللهم اجعلنا من المنتشرين بالخيرات والمنافع بين عبادك يا أكرم الكارمين🤲💐🌹❤️

أقر الشيخ تقي الدين ابن تيمية في رده على الشيخ تقي الدين السبكي في مسألة تعليق الطلاق أن السبكي اجتهد فيها، وأتى من النقول والبحوث بما برز به على غيره. تأمل: على الرغم من مخالفة ابن تيمية للسبكي في المسألة إلا أنه مقر بأن ذلك نابع من اجتهاده فيها لا محض تقليد لمذهبه الشافعي، وعمر السبكي آنذاك ٣٥ عاما. وقال السبكي في السيف المسلول ص ٢١١ في مسألة قبول توبة الساب إذا أسلم: "ولكنا متعبدون بما وصل إليه علمنا وفهمنا. اللهم إنك تعلم أن هذا الذي وصل إليه علمي وفهمي لم أحابِ فيه أحدا، ولا قلدت فيه إمامًا، غير ما فهمته من نفس شريعتك وسنة نبيك" وله نصوص كثيرة أبلغ من هذا في كتبه. ونص أكثر من ثلاثين إماما على أن السبكي مجتهد، منهم الأذرعي وابن النقيب والصفدي والبرزالي والحافظ ابن حجر والسيوطي وزكريا الأنصاري والسخاوي وغيرهم. ثم يعجز بعض الناس عن الجمع بين ذلك وبين توليه للتدريس والإفتاء والقضاء على مذهب الشافعي ولو قرأوا رسالة "المَعلم في اتباع ما يعلم" للشيخ الإمام لفهموا ولو فقهوا نظام القضاء أيام المماليك لرشدوا فالمجتهد لا يقلد مجتهدا، وهذا مما نص عليه الشيخ الإمام وغيره في غير موضع. فمن اعتزى إلى مذهب وعرفت منه رتبة الاجتهاد: - فما وافق إمامه فيه فهو من توافق المجتهدين. - وما ضاق وقته عن النظر فيه فهو محيل فيه على مذهبه ظانا صوابه في الجملة. - وما استفرغ فيه نظره وفكره فلاحت له مخالفة إمامه فهو مذهبه لا مذهب إمامه، وللسبكي من ذلك أكثر من ١٠٠ مسألة. وكان المدرس يُعطى راتبه على تعليمه للمذهب ومعرفته به ولهذا ولي ابن تيمية - وهو موصوف بالاجتهاد - بعض مدارس الحنابلة مع مخالفته للمذهب الحنبلي في غير مسألة، وكذلك كان السبكي. أما الإفتاء: - فمن سئل عن مذهب الشافعي فلا يسعه أن يفتي برأيه هو لأنه تغرير للمستفتي. - ومن سئل عن رأيه هو بينه للمستفتي ويجوز له تقليده ما دام قولا له مساغ من الأثر أو النظر. وفي فتاوى الشيخ الإمام أمثلة لهذا وذاك وأما القضاء فله حالات بينها الشيخ الإمام في مَعلمه، وسأذكرها في منشور آخر، وخلاصته أن القاضي لا بد أن يعلم حقيَّة ما يحكم به: - فالقاضي المجتهد الذي أطلقت له التولية لا بد أن يحكم بما يراه إن ظهر له بدليل شرعي. - أما المجتهد الذي لم تُطلق له التولية وظهر له بدليل شرعي خلاف مذهبه فلا يحكم بمذهبه الأصلي؛ لأنه لا يعتقده حقا في هذه المسألة، ولا يحكم برأيه؛ لأنه لم تُطلق له التولية وكانوا يُنيبون غيرهم من المتأهلين للحكم في مثل هذه المسائل ليحصل المقصود. والمجتهد الذي نظر ولم يترجح لديه شيء أو ضاق وقته عن النظر في مسألة ما فله أن يقلد مذهبه الأصلي على المختار عند الشيخ الإمام. ومن ذا الذي يتسع وقته للاجتهاد في مئة ألف مسألة فقهية ولو عُمِّر ما عُمِّر نوح عليه السلام! وللناس حاجات ومهمات لا بد للأكابر من تلبيتها وإلا اتسع الخرق على الراقع. وبعد فمن ترك كل هذه التفاصيل الفقهية والسياسية والاجتماعية وظل يردد ما ذكره الولي العراقي لشيخه البلقيني ظانا أنه ينقض ما سبق فما أبعده عن الفهم! وللولي الدهلوي في إنصافه كلام جيد على هذا كاف للمنصف، وما ذكرته هنا مبسوط في كتب الشيخ الإمام وفتاويه وقضاياه. ورحم الله علم الدين البرزالي الذي علّم موقِّعي الدولة أن يصدروا أحكام السبكي بعبارة : قال الشيخ الإمام ... أوحد المجتهدين. الدكتور سامح غريب.

العلوم مواهب: قرأت للعلامة أنور شاه الكشميري ت١٩٣٣م رحمه الله كلمة عجيبة، يذكر فيها أن كثيرا من مسائل علم المعاني التي لم يتعرَّض لها علماء الفن يمكن أن تُستنبَط من " الكشاف " للزمخشري، مع أنها مسائل لم يشمَّ لها رائحة في شيء من كتب الفن، بل ذكر أن هذا المسائل يمكن أن تبلغ نصف ما هو موجود في كتب القوم. ومنذ قرأتُ هذه الكلمة وأنا أتعجّب، وبغضِّ النظر عن إمكان ذلك أو استحالته فإنَّ مما جنى على العقول وأوقَف مِداد الأقلام أن يقال إن العلم الفلاني نضج واحترق، وما زال المُخلِص للعلم الصادق في طلبه يُخبّئ الله له بين السطور من أصناف الفهوم وأنواع المسائل ما يليق بإخلاصه وطلبه.

مِن فطرة الإنسان أنه يُوجِد كُلّيَّات من عند نفسه، وليس هذا إلا لعدم إحاطته بأطراف الأشياء وجوانبها، وليس حالُ عامة الخَلق كالطبيب؛ فإن الطبيب حين يحكم مثلا على دواء بأنه مفيد أو مُضِرّ فإنه لا يَحكُم إلا بظنِّه الغالب، فإذا جاءه واحد من الأغبياء فإنه يَجعل دواء هذا الطبيب كُليًّا ويزعم أنه مفيد في كل الأحوال ولا يمكن عنده خلاف ذلك، حتى إذا تخلَّف عنه الحُكم مرة واحدة سَبَّ الطبيب وكَذَّبه وتكلَّم فيه بالسُّوء، ولا يدري المسكين أنه لا يَسُبُّ إلا نفسَه. فكذلك إذا أخبَر الشرعُ الشريف عن أشياء غائبة فإنه وإن كان حُكمه عليها قطعيًّا- لكن تكون هناك شرائط وموانع معتبرة عنده، فيجيء واحد من الأشقياء ولا يُراعي تلك الشرائط والموانع ويجعل الكلام كله كُليًّا، ثم إذا تخلَّف عنده الحُكم اضطرَب وقَلِقَ، فلا يلومنَّ إلا نفسه. ولما كان حال الإنسان بين طرفي نقيض فقد يتداوى بدواء ويكون عنده أنه نافع قطعا فلم ينفعه، فإنه لا يكذِّب نفسه، ولا يلزم الطبيب، ولكنه يُعلّل تارة بأن الدواء كان رديئا أو لم يستعمله على وجهه، ولكنه إذا مَرَّ على آية من آيات الله أو حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبدو له فيه قَلَقٌ فإنه لا يتعلل بشيء أصلا، ولا يطمئن قلبُه بحال حتى يكون أول كافر به، ولا حول ولا قوة إلا بالله! - العلامة المحدّث الكبير أنور شاه الكشميري ت١٩٣٣م- وهذا والله كلامٌ منوّر .. آمنتُ بالله ورسوله.