غَرِيْبُ القُرْآن.

﴿وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا﴾ أي: انقطع إلى الله تعالى، فإن الانقطاع إلى الله والإنابة إليه، هو الانفصال بالقلب عن الخلائق، والاتصاف بمحبة الله، وكل ما يقرب إليه، ويدني من رضاه. . السعدي_سورة المزمل

الحمد لله وحده. { يومئذ تُعرَضون لا تخفى منكم خافية * فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هآؤم اقرءوا كتٰبيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه}. يقول مستبشرا: تعالوا، اقرءوا كتابي. تعالوا، اقرءوه، إني أودعت فيه أعمالا صالحة، محفوظة من الحبوط والفساد والبطلان. اقرءوا كتابيه.. لقد علمتُ أنني ألاقي الثواب، يوم الحساب.. يوم الجزاء، يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين، فعملتُ وفزت. أحب كلمة {ملاق حسابيه}، أجد فيها فرح (اللقاء)، بعد طول شوق، وكد، وصبر، وتطاول زمان! من علم في الدنيا؛ عمل في الدنيا،، لقي في الآخرة، قال في الآخرة. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

﴿وَفِیۤ أَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡ حَقࣱّ لِّلسَّاۤىِٕلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ﴾ وفي أموالهم حق - يتطوّعون به - للسائل من الناس، وللذي لا يسألهم، ممن حرم الرزق لأي سبب كان. - المختصر

(واتقوا الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله والله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أي من اتقى الله؛ علّمه. [القرطبي]

"{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}، فبفوات مطلوب الله تبارك وتعالى منك، يفوت مطلوبك من الله قهرًا وقدرًا، فانظر عهودك مع الله القاهر سبحانه وبحمده ترى أصل ابتلائك في الدنيا؛ {وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}"

﴿۞ لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ وَلَا يَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرٞ وَلَا ذِلَّةٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾ سمعت أبا موسى الأشعري يخطب على منبر البصرة يقول: إن الله يبعث يوم القيامة مَلَكًا إلى أهل الجنة فيقول: ﴿ يا أهل الجنة ، هل أنجزكم الله ما وعدكم ﴾ ! فينظرون فيرون الحليّ والحُلل والثمار والأنهار والأزواجَ المطهَّرة، فيقولون: ﴿ نعم، قد أنجزنا الله ما وعدنا ﴾! ثم يقول الملك:﴿ هل أنجزكم الله ما وعدكم ﴾؟ ثلاث مرات، فلا يفقدون شيئًا مما وُعِدوا، فيقولون:﴿ نعم ﴾! فيقول: ﴿ قد بقى لكم شيءٌ، إن الله يقول: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) ، ألا إن الحسنى الجنة، والزيادة النظرُ إلى وجه الله. - تفسيرُ الإمامِ الطبَريّ

﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ﴾ أَيْ: يَغْفِرُ مَا سَلَفَ مِنَ الذَّنْبِ، وَيَقْبَلُ التَّوْبَةَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لِمَنْ تَابَ إِلَيْهِ وخَضَع لَدَيْهِ. -ابن كثير

﴿وَأنْ أتْلُوَ القرآن﴾ أيْ: أُواظِبَ عَلى تِلاوَتِهِ لِتَنْكَشِفَ لِي حَقائِقُهُ الرّائِعَةُ المَخْزُونَةُ في تَضاعِيفِهِ شَيْئًا فَشَيْئًا، أوْ عَلى تِلاوَتِهِ عَلى النّاسِ بِطَرِيقِ تَكْرِيرِ الدَّعْوَةِ وتَثْنِيَةِ الإرْشادِ فَيَكُونَ ذَلِكَ تَنْبِيهًا عَلى كِفايَتِهِ في الهِدايَةِ والإرْشادِ مِن غَيْرِ حاجَةٍ إلى إظْهارِ مُعْجِزَةٍ أُخْرى؛ فَمَعْنى قَوْلِهِ تَعالى: ﴿فَمَنِ اهْتَدى فَإنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ﴾ حِينَئِذٍ فَمَنِ اهْتَدى بِالإيمانِ بِهِ والعَمَلِ بِما فِيهِ مِنَ الشَّرائِعِ والأحْكامِ، وعَلى الأوَّلِ: فَمَنِ اهْتَدى بِاتِّباعِهِ إيّايَ فِيما ذُكِرَ مِنَ العِبادَةِ والإسْلامِ وتِلاوَةِ القرآن فَإنَّما مَنافِعُ اهْتِدائِهِ عائِدَةٌ إلَيْهِ لا إلَيَّ. (أبو السعود) . الشيخ الدكتور أحمد عبد المنعم

﴿تَتَجافى جُنوبُهُم عَنِ المَضاجِعِ يَدعونَ رَبَّهُم خَوفًا وَطَمَعًا وَمِمّا رَزَقناهُم يُنفِقونَ﴾ [السجدة: ١٦] ترتفع جنوب هؤلاء الذين يؤمنون بآيات الله عن فراش النوم، يتهجدون لربهم في صلاة الليل، يدعون ربهم خوفًا من العذاب وطمعًا في الثواب، ومما رزقناهم ينفقون في طاعة الله وفي سبيله. التفسير الميسر