مفاهيم الحياة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فإن الحقوق بين الوالدين وأولادهم وبناتهم مبنية على الرحم والصلة بينهم
سواء كانوا إخوة أشقاء أو كانوا إخوة لأب.
والبنت إذا تزوجت تبدأ منعطفاً جديداً من الحياة لها زوج وهو مملكتها وإذا رزقها أولاد منه فهؤلاء مملكتهم.
وعلاقتها بأهلها ووالديها وإخوانها تبقى بالصلة والزيارة ويبقون عزوتها وأهل مشورتها ونصحها عند الملمات والمشاكل وتقلبات الحياة والعطف والحنان لها ولأولادها وبناتها فهم أخوالهم وملجأ حنانهم ومشاركتهم أفراحهم وسند لها ولأولادها عند الكرب والحاجة
تبدأ بدور جديد في الحياة أولاد وبنات وتربية وإصلاح وتصبر على زوجها.
وبناتها وأولادها يحملون إسم أبيهم .
وأعمامهم وأهلهم هم المسؤولون عنهم
وعن تربيتهم وتزويجهم
حتى إختيار أسمائهم بيدهم وليس بيد أخوالهم لأن أولاد وبنات ابنهم هم أولادهم وعرضهم،وعلاقتهم مع أخوالهم علاقة رحم وصلة رحم.
قال الشاعر:
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا … بنوهنّ أبناء الرجال الأباعد
فلهذا البنت توطن نفسها على هذا
وتصبر على تحمل الحياة مع زوجها وتصبر على شظف الحياة معه
وصلتها بأهلها مستمرة من صلة الرحم والدعاء والبر بوالديها .
وأما الرعاية والتربية لها ولأولادها فهي تنتقل للبيت الجديد والمملكة الجديدة
وأما أبوها وأمها فيبقون يربون أولادههم من صلبهم وأولاد أولادهما الذكور .
فهم الذين يحملون إسمهم
وأما أبناء بناتهم فهم أبناء الناس الأباعد
فواجب على البنات أن يفهمن هذه المفاهيم ولايحملن آبائهن وأمهاتهن وإخوانهن مسؤوليات الناس الأباعد
وتتحمل البنت مع زوجها تربية ومعيشة أبنائهم وبناتهم
والمرأة إذا تزوجت انتقلت مسؤولياتها للبيت الجديد من زوج وأبناء
وتحذر أن تسعى بطريقة وأخرى أن تلغي قوامة الزوج عليها أو تجره خلفها حتى تجعله يترك والديه وأهله وعمومته ليعيش ويسكن معها عند أهلها أو جوار أهلها وبالتالي يعيش الأولاد بعيدين عن أعمامهم وأهلهم
فهذا خطر عظيم وإذلال للرجل وإلغاء لقوامته ومفسدة لحياة المرأة وحياة أولادها
قال صلى الله عليه وسلم
كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه فالأميرُ الَّذي على النَّاسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم والرَّجلُ راعي أهلِ بيتِه وهو مسؤولٌ عنهم والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بَعْلِها وولدِه وهي مسؤولةٌ عنهم وعبدُ الرَّجلِ راعٍ على مالِ سيِّدِه وهو مسؤولٌ عنه فكلُّكم راعٍ، كلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه
ويبقى الولد في بيت أبيه يتابع مسؤوليته ويرث سمعة أبيه وواجباته في الحياة
مع إخوانه
ولايبقى مسؤول عن أخواته إذا تزوجن
فهذه سياسة الحياة ومفهوم الحياة
وخلافة الأرض مع الأبناء
وكل واحد يعبد ربه ويتبع نبيه حتى يموت ويلقى ربه ويؤدي ماعليه من واجبات وحقوق ويعرف ماله وماعليه
ويستعين بالله ويتوكل على الله
ويلتزم بالإيمان والعمل الصالح ليحيى حياة طيبة
قال تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)
وركائز السعادة ثلاثة
الصبر عند البلاء
والإستغفار عند الذنب
والشكر عند النعم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
وكتبه :د.عبدالله بن صلفيق الظفيري
فجر الإربعاء
الرابع من شهر الله المحرم لعام (١٤٤٥)