﴿ وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً ﴾

كان القاسم (عليه السّلام) عند استشهاده شابًّا، ولكنّه كان بمرتبة عالية من البصيرة والجهاد وثبات الموقف والعزيمة! غالبًا.. هذا هو تأثير التعلّق بالحُسين (عليه السّلام)؛ فلا تقصّروا بأخذ شبابكم إليهِ، ولا تذروهم في ضياعهم وتضعوا لهم الحجج والتبريرات.

#ذريـة_طيبـة 🌱 💛 لم يكن الحسن (عليه السّلام) في معركة كربلاء، لكنّ تربيتهِ الصّالحة قد نصرت إمام الزّمان حينها.. هنا تكمن أهمّيّة التربية.

البارحة من جنت خفر بردهة امراض الدم والاورام، توفى طفل عنده لوكيميا تشخيص جديد ومتأخر وداخل بمضاعفات المرض وصار عنده نزيف بالدماغ وزاد ويه الساعات.. عمره ١٢ سنة وصل اخر مرحلة بالليل بعد ماكو شي نگدر نقدمه اله.. بقيت حوالي ساعتين اروح واجي عليه وواكفة يمه منتظرته يموت.. حتى اتدخل واسوي الانعاش واعلن الوفاة صعد والده وامه واقاربه وبقوا يبچون ويعيطون، وهو الطفل فاقد وعلى ابواب الموت الوشيك.. ابوه ضل يحجي وياه ويگوله رحت لموسى بن جعفر علمودك، گول ياحُسين.. ويعيط عليه بقلب الفاقد والثاكل گول ياحُسين.. ويگوله گوم منتظريك بالموكب والخدمة والزيارة وامه تصيح وتگول، يا أبا عبدالله مدلنا ايدك.. ضلوا طول هالوقت يتوسلون بالله والائمة ويقرون ايات.. بعدها مات الطفل وعلناها للوفاة.. طلع الاب انهزم، وضل يگول الحمدلله.. الف الحمدلله والشكر ويردد بعبارات الرضا والقبول والاستسلام لقضاء الله وقدره وضل بعلو صوته يگول "شكراً ياحُسين" ويرددها.. وشال ابنه ونقله للثلاجة بأيده وهو يردد نفس العبارة؛ شكراً ياحُسين.. اني ماسيطرت على دموعي ويه ردات هالفعل منهم، وعباراتهم، وعقيدتهم وايمانهم ورضاهم بالقدر.. استحيت من نفسي من شفتهم.. اني اتعلمت منهم واستحيت من عتبي على اهل البيت من حاجتي تتأخر، من امر بصعوبات بطريقهم، من اتعب من اتذمر لان الامور ماتمشي مثل مااريد.. ماكو شي يتقارن بالموت والفقد.. والرضا بهيج اوقات اختبار للانسان وايمانه. مع انه عائلة هالطفل جانوا بسيطين جداً نفس الموقف مريت بيه قبل كم شهر بردهة امراض الدم وكان المتوفي رجال كبير بالعمر.. كان ظاهر هذيج العائلة انه ناس مثقفين ومرتبين ومؤمنين وميسورين مادياً وظنيت باولاده خير.. لكن ردة فعلهم من اتوفى والدهم كانت صادمة، وصلت للكفران والغلط والمسبة وفقدان الاعصاب والتدمير.. هالمقارنة البسيطة بين هالموقفين هواية تعلمنا وتربينا.. وتبينلنا النجاح والخسران بإختبار مهم قال الإمام الحسين عليه السلام: "إن نزل القضاء بما نحبّ فنحمد الله على نعمائه، وهو المستعان على أداء الشكر وإن حال القضاء دون الرجاء فلم يتعدّ من كان الحقّ نيّته، والتقوى سريرته." وقال مولانا امير المؤمنين صلوات الله عليه: "زين الدين الصبر والرضا."💛

"ربّوا أبنائكم كما ربّت أم البنين (عليها السلام) من ناحية أخرىٰ، أثبتت أمّ البنين (عليها السّلام) إنَّ التربية الصّالحة الّتي ينتج عنها شبابًا في أقصىٰ مراحل الأدب والإخلاص لله، وعشّاقًا لآل البيت(ع)، لهو أعظم ما يُمكن أن يُقدّمه الإنسان لإمام زمانه".💚✨

#نصـيـحة_للزوجة ليس شرطاً ظهور المرأة للساحة مباشرة حتى تؤدي تكليفها وتخدم إمام زمانها وتُخلَّد بعملها وتصبح مأوى وملجأ كل حيران وقدوة كل عاشق؛ انظروا هذا الوصف الرائع لصاحبة الوفاء أم البنين سلام الله عليها: "يالعشگچ بيوم الطفوف #بأبنچ ظِهر غيرة وشيَّم.." إنّه معجزة معرفة التكليف! لا الهوى.

أفضل السّتر، العباءةُ السّوداء الكاملة، السّاترة الفضفاضة، ذات اللّون القاتم، الخالية من كلّ أشكال الزّينة و الزّركشة، تلك الّتي ورثناها عن جدّاتنا و أمّهاتنا حيث تكون مظهرًا للوقار و الحشمة و العفاف، و ليست مظهرًا لجذب الأنظار.. و ما زاد عليها من العمل باستحباب ستر الوجه و الكفّين فهو أفضل و أكمل و أخير و أقرب إلى رضا الصّدّيقة الكبرى صلوات الله عليها.. رحم الله المقتديات بسيّدة النّساء حقًّا حقّا، و السّائرات على نهجها في مقام العمل..

على أعتاب شهر محرّم الحرام، العمل باستحباب ستر الوجه و الكفّين هو ممّا ينبغي أن يكون همًّا في نفوس الأخوات المُؤمنات يسعيْنَ له اقتداءً منهنّ بأمّ الوجود فاطمة و ابنتها الحوراء صلوات الله عليها، فقد خصّصت عليها السّلام جزءًا من خطابها في الشّام لإبراز هذه المظلوميّة.. ذكرت عليها السّلام هذه المصيبة أمام رأس أخيها المظلوم الغريب الّذي بكته الملائكة و الأرض و السّماء؛ و ما يُرى و ما لا يُرى، و قهرهنَّ بكشف وجوه بنات الرّسالة، "و أبديت وجوههنّ".. لك المشتكى يا رسول الله.. لكَ المشتكى يا أمير المؤمنين.. عجّل الله فرج المنتقم..

الأم هي من تزرع بذور الولاية في ابناءها وتسقيها بالدمعة الحسينية لتخضر النصرة! يقول الملا أحمد صدّيق في كتابه القصصي فوزاً عظيماً: "كنتُ أرى أُمّي في كل دمعة أذرفها فهي أوّل مَن أخبرتها عن دمعتي الأولى على صاحب المصيبة الراتبة، نعم لا زلت أذكرها، وكيف ينسى مَن خُلِقَ للبكاء عليه؟ أتذكّر جيّدًا تلك اللحظة التي خرجتُ فيها من الحسينية عندما كُنتُ دون العاشرة، مهرولاً في يوم الفاجعة الكبرى وما إن صرتُ بجانب أُمي قلتُ لها وأنا أبتسم: "أماه .. لقد بكيتُ مثلكم اليوم"، وسألتني بابتسامة المكروب المفجوع وبعين الحزين الخاشع: بكيت بدموع؟"، فأجبتها بافتخار "نعم!"، فضحكت ودموعها تتلألأ في عينيها، فعلمتُ أنّ في حُزني عليه سعادةً في قلب أمي، فارتبطت دموعي بوالدتي منذ نعومة أظفاري، فلا عذَّبَ الله أُمّي إنها فُجِعَت بقتل الذبيح فأفجَعَتْني معها".