برنامَجُ حَفِيظٍ.

وبرنامج حفيظ كما أسلفنا لم يقف، أوقفناه مؤقتاً لوجود عدد كبير في القناة من الطلاب وربما لا يناسبهم الحفظ الآن.

بإذن الله تعالى غداً نكمل مع الفائدة الثامنة.

السّؤال: كيف نوفق بين الطرح الذي يقول إنّ دراسة المرأة عبر المواقع الإلكترونية أفضل لها من الواقع وخروجها من بيتها، وبين الطرح الذي يقول إن فتنة المواقع أشد من الواقع؟! علماً أنّ المرأة تُمنع من التدريس والظّهور في المواقع، والرجل يُمنع من الإجابة عن أسئلة النساء في المواقع درءاً للفتنة. فكيف تتعلم؟! الجواب: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته. (ملحوظة: من الضّروريّ أن ترجع إلى المنشورات المشَار إليها باللّون الأزرق كي تفهم كامل الجواب بإذن الله) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، واللهَ وحده أستعين، والصّلاة والسّلام على سيّد المرسلين وبعد: قال المنفلوطيّ: "نحن نعلم -كما تعلمون- أنَّ المرأة في حاجةٍ إلى العِلم؛ فليهذِّبها أبوها أو أخوها، فالتَّهذيب أنفع لها من العلم، وإلى اختيار الزَّوج العادل الرَّحيم؛ فليحسن الآباء اختيار الأزواج لبناتهم، وليُجمِل الأزواج عِشرة نسائهم، وإلى النُّور والهواء تبرز إليهما وتتمتَّع فيهما بنعمة الحياة؛ فليأذن لها أولياؤها بذلك، وليرافقْها رفيقٌ منهم في غَدَواتها ورَوحاتها، كما يرافق الشَّاةَ راعيها؛ خوفًا عليها من الذِّئاب. فإن عجِزنا عن أن نأخذ الآباءَ والإخوةَ والأزواجَ بذلك؛ فلننفضْ أيديَنا من الأمَّة جميعِها، نسائها ورجالِها، فليست المرأة بأقدرَ على إصلاح نفسها من الرَّجل على إصلاحها!" انتهى كلامه. قلت: وللمرأة وسائل للتعلم، الواقع والمواقع: • فإن كان الواقع فلا مانع من ذهابها إلى الجامعة تتعلّم وتتثقّف إن كانت منضبطةً غير مختلطةٍ وغير مضيّعةٍ لحقوق الزوج وبيتها، وكنّ المدرّساتُ إناثاً، مع أمن الطّريق ومرافقة محرمٍ لها مبالغةً في صيانتها. وربما يشق ذلك على المحرم، فتقتصر على الكلّيّات التي لا تحتاج إلى حضور إجباريّ في الجامعة، فتدرس في بيتها وتقدّم فقط الاختبارات في الجامعة، ويرافقها في ذلك محرم، إذ الاختبارات كلها عشرة إن كثرت، ولا يشقّ ذلك على محرَم. • ولا مانع من دراستها عبر المواقع تحت إشراف المحرَم، كالزوج مثلاً، (وإلى اختيار الزَّوج العادل الرَّحيم؛ فليحسن الآباء اختيار الأزواج لبناتهم، وليُجمِل الأزواج عِشرة نسائهم) والضابط هنا في الدّراسة عبر المواقع وسؤال الرّجال: وجود الإشراف والرقابة والقوامة من قِبل المحرم، أو الولي على وجه الخصوص. ولا مانع من استخدام البرامج التي تراقب نشاطات وفعاليّات وأكاديميّات المرأة من قبل الوليّ (صيانةً لا خيانةً، واختصاصاً لا انتقاصاً) إذ هذا مقتضى القوامة، الحفظُ والصونُ. وفي حال عدم وجود المحرم المناسب فلا مانع من طرق أبواب الرّجال وسؤالهم ضمن الضوابط، أيّ يكون التواصل لحاجة، والحاجة تقدر بقدرها، وبكلام الكلامُ منضبطاً (من الطّرفين) لا تمطيط ولا خضوع ولا لفت انتباه ولا تعلّق قلوب فيه، وإلى آخره من الضوابط. وكلما كان الرجل أبعدَ عن الفتنة ككبرِ سنّ أو زواج ونحوه يكون التّواصل معه أبعدَ عن الفتنة؛ وعلى المرأة سؤالُه بدل سؤال غيره من الشباب، إلا إن تعذر ذلك. وفي سياق هذا يجب أن نعلم أن المرأة بالنسبة للرجل فتنة من كل الجوانب، والرّجل أيضاً فتنة للمرأة، وهو أشدّ، إذ هي عاطفيّة. فالمرأة المتبرجة تفتن الرجل العاصي بجسمها وجسدها وجمالها ونحوه، والرّجل الرّومانسيّ الكيوت يفتن المرأة غير الملتزمة. والمرأة الملتزمة الحافظة الصالحة تفتن الرجل الملتزم بدينها وحيائها وكلامها والعكس أيضاً، وهذا يغيب عن كثير من (طلاب وطالبات العلم الذين رأيتهم)، فيعتقدون أن التزامهم درعٌ واقٍ من هذه الفتنة، والحقيقة أنهم وقعوا في عين الفتنة. فالفتنة بين رجل وامرأة موجودة، ولا تزول بأي حال، لكننا نُعمِل قاعدة (الضرورات تبيح المحظورات والضرورة تقدر بقدرها)، فتتواصل مع الرجال بقدر الحاجة، وإن حظرتهم (حتى لو كانوا علماءَ كبار) بعد الحصول على الجواب فأفضل وأحسن وأصون، ثم إذا أرادت السؤال ثانيةً تفك الحظر، أسلم لقلبها. وإنّي أميل للخيار الأول، إذ هو أسهل وأحسن للقلب، أي أن تتعلّم من المحرم¹ إن كان عالماً أو عبره أو تحت رقابته، ولذلك قلنا قولة المنفلوطيّ: (وليُجمِل الأزواج عِشرة نسائهم) (1) : ولذلك إننا نقول: الكفاءة من الاعتبارات التي تأخذ بها الشّريعة وتوليها اهتماماً في اختيار الزّوج، فلتأخذ المرأة مَن هو أعلم منها كي يعلّمها (برأيي يكون أفضل). وهنا يحضرني قول المنفلوطي: "هذّبوا رجالكم قبل أن تهذّبوا نساءكم، فإن عجزتم عن الرّجال فأنتم عن النّساء أعجز." وقوله السّابق: "فليست المرأة بأقدرَ على إصلاح نفسها من الرَّجل على إصلاحها." فليكن رجلاً مهذّباً يهذّب مَن تحته، والله أعلم. نسَائم الإسْلام.🍃✍🏻

الفائدة السابعة: في بداية الحديث قال رسولُ اللّٰه عليه وسلَّم: لم يتكلّم في المهد إلا ثلاثة. فنجد أن الشيء المشترك بين الحالات الثلاثة وجود مظلوم في كلّ معجزة. قد نطق سيدنا عيسى عليه السلام عندما اتهموا أمه بالزنا، ونطق جريج لاتهامه بالزنا، وفي قصة المرأة التي رأت رجلاً وسيماً جميلاً (وكان فاسقاً) قالت: اللهم اجعل ابني مثله. فنطق طفلها وقال: اللهم لا تجعلني مثله، إذ دعوة المرأة على ابنها دعوة ظالمة، لذلك أجرى الله المعجزة. وعليه: فإياك إياك والظلمَ، لأن الله أجرى المعجزات لأجله، وقال في الحديث القدسي: يا عبادي إنّي حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا. إنّ المعاصي كلّها في كفة، وظلم العباد في كفة أخرى، فاتقه يا عبد الله. إن الظلم ظلمات يوم القيامة، فتب منه يا عبد الله وأرجع الحقوق قبل فوات الأوان. إنّ ظلمَ العباد لا يكفّره طول قيام، ولا كثرة صيام، ولا عكوف على قرآن، فاتقه يا مسكين. إن الله سينصر دعوة المظلوم ولو بعد حين، فاحذر دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. ولتعلم أن الله يستجيب دعوة الكافر المظلوم، ولا يدخل الشهيد الجنة وهو ظالم للعباد حتى يستوفوا حقّهم منه. قال مُعاويةُ بنُ أبي سُفيانَ رَضِيَ اللهُ عنهما: (إنِّي لأستَحي أن أظلِمَ مَن لا يجِدُ عليَّ ناصِرًا إلَّا اللهَ) وقال بَعضُ السَّلَفِ: (لا تَظلمِنَّ الضُّعَفاءَ فتكُنْ مِن شِرارِ الأقوياءِ) وبَكى عليُّ بنُ الفُضَيلِ يومًا، فقيل له: ما يُبكيك؟ قال: أبكي على مَن ظَلمَني إذا وقف غَدًا بَينَ يدَيِ اللهِ تعالى ولم تَكُنْ له حُجَّةٌ. وقال مَيمونُ بنُ مِهرانَ: (إنَّ الرَّجُل يقرَأُ القُرآنَ وهو يلعنُ نَفسَه. قيل له: وكيف يلعنُ نَفسُه؟! قال: يقولُ: أَلَا لَعْنةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [ هود: 18] ، وهو ظالِمٌ!) ودَخَل طاوُسٌ اليمانيُّ على هشامِ بنِ عَبدِ المَلكِ، فقال له: اتَّقِ يومَ الأذانِ، قال هشامٌ: وما يومُ الأذانِ؟! قال: قَولُه تعالى: فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [الأعراف: 44] ، فصَعِقَ هشامٌ! فقال طاوُسٌ: هذا ذُلُّ الصِّفةِ، فكيف المُعاينةُ؟

الفائدة السادسة: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا. هذا رجل مؤمن مظلوم، فما الحل؟! سيدافع الله تبارك وتعالى عنه، تخيّل.. العزيز الجبار، القوي المنتقم سيدافع عنه. ولماذا نصر الله جريج؟! هل لمجرد كونه مظلوماً أم هناك أسباب أخرى؟! نعم ثمة أسباب أخرى، ومجرّد كون المسلمِ مظلوماً لا يعني نصره الفوريّ من الله، فالله ينصره عاجلاً أو آجلاً. ونحن هنا نتكلّم عن النصر المعروف بين الناس، أمّا في الحقيقة فالمؤمن دائم منصور، كسيّدنا بلال تماماً. فلقد انتصر (بلال بن رباح) مرتين أو ثلاث مرات: - المرة الأولى: عندما أخلف الظنون وأفشل الجهود التي حاولت خلع الإيمان من قلبه، فهنا انتصر على الرّغم من أنّه لم يظهر على المشركين بعد. - والمرة الثانية: عندما تمكن في غزوة بدر من قتل غريمه (أمية بن خلف). - والمرة الثالثة: عندما وقف على ظهر الكعبة يؤذن؛ يعلن أن المبدأ العظيم الذي عمل على الثبات عليه قديمًا وهو تحت الصخرة قد تمكن أن يرفعه اليوم من فوق أعظم وأقدس صخرة، وهذا النّصر المعروف بالنسبة لنا، والذي نحبّه، والمذكور في الآية {وأخرى تحبّونها نصر من الله وفتح قريب..} نعود إلى قصّتنا.. نجد أن جريج في ذلك الوقت لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل الدين كله، وهنا لا بد أن ينصره الله ويظهره ويجري له المعجزات، فانكساره كسرٌ للدين كله، ووجوده وجودٌ للدين كله. كعلمائنا اليوم، أغلبهم في السجون، فلماذا لا يجري الله لهم المعجزات؟! الجواب: لوجود غيرهم يقومون على هذا الثغر، والمسجونين ينصرهم في سجونهم بصبرهم ورفع درجاتهم وزيادة حسناتهم فك الله أسر الجميع. بينما لو أسر الظالمون كلّ عالم وبقي واحد فقط، ثم أتوا ليقتلوه، هل تظنّ أنهم سيقتلوه؟! لا والله، والله لا يقتلوه، ولا يستطيعون، يأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون، سينصره، ويقلب الموازين، والله خير الناصرين، وهازم المشركين. فسِر في هذا الدين، واعلم أنّه منصور، بك أو بدونك، الدين منصور لا محالة، حاربَه الروم وانتهوا، حاربَه المجوس وانتهوا، حاربَه النصارى وانتهوا، حاربَه الشيعة وسينتهون، كلّهم سيفنون ويبقى الإسلام. إن شمس الإسلام لا تغيب. بقي الإسلام شامخاً راسخاً منذ خمسة عشر قرناً صامداً لا يلتوي ولا يتزحزح، فلتكن عندك هذه الثقة والعزة، ولتعلم أن الإسلام إذا حاربوه اشتدّ، وإذا تركوه امتدّ، والله بالمرصاد لمن يصدّ، وهو غنيّ عمّن يرتدّ، وبأسه عن المجرمين لا يُردّ، وإن كان العدوّ قد أعدّ فإنّ الله لا يعجزه أحد، فجدّد الإيمان جدّد، ووحّد الله وحّد، وسدّد الصّفوف سدّد قال رسولُ اللّٰه عليه وسلَّم: لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي قائمةً بأمرِ اللهِ، لا يَضُرُّهم مَن خذلهم، ولا مَن خالفهم، حتى يأتىَ أمرُ اللهِ، وهم ظاهِرُونَ على الناسِ. وفي رواية: حتى يقاتل آخرهم الدّجال. وفي رواية: وهم في الشّام.. الله أكبر. فاصبروا وصابروا أهلنا في غزة وإدلب، اصبروا فإن النصر قريب، والحق يبقى، والإسلام لن يفنى. وليعلم العالم أجمع أنّ إدلب وغزة منصورين لا محالة، والله سينصر من نصرهم، وسيخذل من خذلهم. وقوفهم مع إخوانك في غزة وإدلب نصر لك لا لهم، هم منصورون من الله بك أو بدونك، بينما أنت فبدونهم خاسر مخذول. وفي هذا الحديث دليل على ما سبق ذكره، إن الإسلام باق إلى قيام الساعة، لا ينتهي، ولا يفنى، ولا يبيد، الإسلام باق وظاهر إلى قيام الساعة، أهله قائمون به، منصورون من ربهم، وهو معهم، وسينصر من نصرهم، ويحيق العذاب الأليم على من خذلهم. ومن أسباب نصر الله لجريج أعماله الصالحة. قال رسول الله ﷺ: تعرّف إلى الله في الرّخاء يعرفك في الشدة.

بدأت ليلة الجمعة = كثرة الصلاة على رسولِ اللّٰه صلَّى اللّٰه عليه وسلَّم.🍃🌸

الفائدة الخامسة من الفوائد أن سيدنا موسى عليه السلام كان مع بني إسرائيل أثناء سفرهم، ورغم أنه نبي مرسَل إلا أنهم أضلوا الطريق، ولم يشفع لهم وجود نبيّ معهم في ذلك، فلمَاذا؟! لأنه لا محاباة في سنن الله في هذه الحياة الدنيا، فليس لله أبناء ولا أقرباء، لن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلاً. حتى لو كان أبوك شيخاً فلا يغرنّك هذا، التّعويل على عملك أنت، وذكر ابن القيم في كتابه الداء والدواء أن غالب أبناء الشيوخ يغترّون بأنفسهم ظانّين إن كان والده شيخاً سيشفع له دون عمله، وهذا غرور بالله. لو كانت زوجتك حافظة فلا يغرنّك هذا، المحكّ على بَذلك أنت. لو كان ابن أخيك رسولُ اللّٰه محمد وكنت أبا طالب فستدخل النّار لكفرك، قال الله تعالى: فلا أنساب بينهم يومئذ.

الفائدة الرابعة: عندما اتُّهِم جريج استنفر الجميع فوراً، فهدموا الصومعة، وضربوه، وأهانوه، وكلّ هذا حدث دون دليل وبيّنة. وذلك لأنّه جريج العابد، كانوا ينتظرون منه خطأ واحداً لإماتة دعوته، يترقّبونه، كما يقال في أمثالنا العامّيّة: وقعت الشّاة فكثرت سكاكينها. أي مع أوّل خطأ للصّالح تنقضّ عليه جميع الذّئاب. فلتكن صلباً نفسياً من الآن ولتستعدّ.. إنّك إذا سلكت سبيل ربّك واهتديت واستقمت فالمجتمع من حولك سيفعل بك كما فعل بجريج. ستخطأ مرة واحدة فيهجمون عليك كالكلاب المسعورة، فهذه عادة أهل الباطل فاحذر، وكن صلباً نفسياً واعلم أنّ جميع بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون. بل إنّ الذي يقع في الذّنب ويتوب ويقع ويتوب هذا من المتّقين، لا المنافقين كما يقول بعض الجهلة. قال الله تعالى: {۞ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) فما صفات هؤلاء المتقين؟! الجواب: الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ.. إن قدّرَ الله وفعلوا فاحشة أو ذنباً، فكلّ بني آدم خطّاء، ماذا يفعلون؟! ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) فالمتقين قد يقعوا في الذنوب، بل قد يفعلوا الفواحش، لكنهم اكتسبوا صفة التّقوى من أنهم يسارعون بالتّوبة والندم والعودة والعزم على عدم الرجوع للذّنب فورَ وقوعهم. {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ} [الأعراف : 201] لم يقل الله فتذكّروا أو ثم تذكّروا، بل قال تذكّروا، وهذا دليل على سرعتهم في التّوبة. ثم بعد أن يتذكّروا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ. فالمتّقي وغير المتّقي كلاهما يفعل المعاصي. لكن المتقي يجاهد نفسه على عدم فعلها، لكنه سيفعلها لأنّه بشر، فإن فعلها يتوب فوراً ويستغفر الله، ويعود له، ويرى الذنب كالجبل على عاتقه. بينما غير المتقي لا يبالي ولا يكترث للمعصية، ولا يفكّر بتوبة أو غيره، ويرى الذّنب كالذبابة الصغيرة على أنفه، يقول لها هااا ويزيلها. وفقك الله وثبّتك، اثبت، كن راسخاً، لا يخدعنّك الشّيطان بأنّك منافق، أو غير متّسق مع نفسك، أنت متقٍ ما دمت تتوب فوراً، فثبت وكن صلباً نفسياً.

•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈• يا عباد الله جدّوا ربّ داعٍ لا يُـرَدُّ لا تنسونا من صالح دعائكم، والمَلَك يؤمّن على دعائكم بإذن الله.🍃🌸