cookie

ما از کوکی‌ها برای بهبود تجربه مرور شما استفاده می‌کنیم. با کلیک کردن بر روی «پذیرش همه»، شما با استفاده از کوکی‌ها موافقت می‌کنید.

avatar

تدبرات قرآنية

للشيخ أبي جعفر عبد الله الخليفي.

نمایش بیشتر
پست‌های تبلیغاتی
948
مشترکین
-124 ساعت
-57 روز
+130 روز

در حال بارگیری داده...

معدل نمو المشتركين

در حال بارگیری داده...

أحسن الناس تكبيراً... قال الله تعالى: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} [البقرة]. هذا في تكبير عيد الفطر الذي بعد رمضان، وهناك تكبير عيد الأضحى في موسم الحج. يقول تعالى: {على ما هداكم} فأحسن الناس تكبيراً من استشعر نعمة الهداية. ومن يستشعرها حقاً لا ينظر للكفار بحسدٍ ولا يسميهم (الدول المتقدمة) معتقداً تقدمهم في كل فضيلة، ولا يجعلهم معياراً لمعرفة الصواب والخطأ أو يأبه حتى لرأيهم. بل يفرح بهداية الله عز وجل له، ويسعى لهدايتهم ويراهم مغبونين، إذ ضاعت منهم الهداية لأمرٍ من الدنيا. وأهل السنة أعظم الناس هدايةً وأحسن الناس تكبيراً إن استشعروا هذه النعمة. واستشعار النعمة يستدعي الحفاظ عليها والازدياد منها، والهداية درجات فيطلب المزيد والمزيد. وتكبير الله عز وجل استحضار لأسمائه وصفاته ومعانيها المتسامية. وتذكُّر الهداية فيه مخالفة القدرية القائلين بأن العباد يخلقون أفعالهم، والتكبير فيه مشاهدة لفعل العبد مخالفة للجبرية. وقوله تعالى: {ولعلكم تشكرون} فيه أن الحسنة تجلب الحسنة، وفي تلازم الحسنات ظاهراً وباطناً مخالفة لاعتقاد المرجئة.
نمایش همه...
الآية التي تعضد عامة أحاديث الفضائل الثابتة... قديماً صنَّف بعض أهل العلم كتاباً بعنوان: «ثواب الأعمال»، وهو أبو الشيخ الأصبهاني، وهناك كتب عديدة أخذت عنوان «الترغيب والترهيب» يذكرون فيها ثواب الأعمال الصالحة وعقوبة السيئات. وتبشير أهل الإيمان بثواب الأعمال وفضل الله عليهم بذلك أمر حُضَّ عليه في القرآن: قال تعالى: {وبشِّر المؤمنين بأن لهم من الله فضلًا كبيرًا} [الأحزاب]. والفضل الكبير أمر زائد على ما اعتادوه من الثواب، من كون الحسنة بعشر أمثالها، فهذا بعض الفضل، وقد امتثل النبيُّ ﷺ ذلك، فبشَّر أمَّته بالمواسم الفاضلة، كرمضان -صيامه وقيامه- وعشر ذي الحجة وثواب الحج وصيام عرفة وعاشوراء وغيرها، وفضائل الصلوات والأذكار وغيرها. وهذه الآية لمن تأمَّلها تدخل في حجية السنة، إذ فيها الأمر المجمل الذي جاء تفصيله في السُّنة. وتدخل أيضاً في إثبات الشفاعة، إذ أنها من عموم الفضل الإلهي، وفضل الثواب للأعمال يدل أيضاً على الفضل في العفو والمغفرة. وهذا لا يؤدي إلى الاتكال -إن شاء الله- إن علِم المرء أن الحسنات قد يُقبلن وقد لا يُقبلن، وإن علِم أيضاً عقوبة السيئات، فيتوازن الأمر عنده بين الرغبة والرهبة. مواسم الخير فيها تضعيف للحسنات بلا جهد من المرء، سوى أن الله عز وجل أراد أن يتفضل بجعل هذا الموسم فاضلاً، وهنا يفيض قلب المرء رغبةً إلى الله عز وجل، فهذه المشيئة في التخصيص هنا تُذكِّر بالمشيئة في قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}. حين تقرأ عن ثوابٍ عظيم لا تتكل، بل قل لنفسك: هذا الثواب العظيم بمنزلة الكنز الذي لا ينبغي أن أضيِّعه بسيئاتٍ محبطة أو بحقوق للخلق يأخذون من كنزي. وقوله تعالى: {وبشِّر المؤمنين} معناه أن الفضل الكبير عُلِّق على الإيمان، وأهل الإيمان يتفاوتون فيه فكلما كان المرء أكثر إيماناً كان الفضل في حقه أكبر، لذلك هناك مكفرات ذنوب وأعمال صالحة في الأزمنة الفاضلة تكون سبباً في المغفرة، وهذه الأعمال من الإيمان. لهذا إذا قرأتَ «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» أو ما ورد في فضل عرفة، فاعلم أنك أمام مصداق من مصاديق الآية. «من صام» يعني عمِل عملاً صالحاً ازداد به إيماناً. «غُفر له» هذا من الفضل الكبير. قال الطبري في تفسيره: "وقوله: {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} [الأحزاب: 47] يقول تعالى ذكره: وبشر أهل الإيمان بالله يا محمد بأن لهم من الله فضلا كبيرا؛ يقول: بأن لهم من ثواب الله على طاعتهم إياه تضعيفا كثيرا، وذلك هو الفضل الكبير من الله لهم".
نمایش همه...
الذكاء وحده لا يكفي (سر الراسخين وعلاقة ذلك بحديث الافتراق) قال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب (٧) ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (٨) ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد (٩)} [آل عمران]. أقول: بعدما ذكر ربُّ العالمين الراسخين في العلم ذكر دعاءً: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}. فكأنها إشارة إلى أن الرسوخ لا يُنال بالذكاء وحده، بل ليس الإفراط في الذكاء من شرطه، وإنما يُنال بالدعاء والتوفيق. وفي ذلك حديث رسول الله ﷺ: «يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك» هذا تطبيقٌ للآية. قال ابن أبي شيبة في «المصنف»: "37145- أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن حذيفة، قال: «ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا الذي يدعو بدعاء كدعاء الغريق»". وهذا إسناد صحيح إلى حذيفة، وكأنه يشير إلى آخر الزمان وغربة الدين وكثرة الملبِّسين (الدعاة على أبواب جهنم)، فقال: إنه لا ينجو إلا من يدعو كدعاء الغريق، يعني: يُكثر من الدعاء ويُلح كما يفعل الغريق إذا سأل الناس النجدة، فتأمَّل أنه ما ربط الأمر بالذكاء وإنما ربطه بالدعاء. والكلام على قوم جاءتهم آيات وبيِّنات فيها محكم ومتشابه، فاتّبع قوم المتشابه وتركوا المحكم، وذلك يأتي إما من سوء في الفهم، وهذا علاجه بالدعاء والتواضع والرجوع إلى أهل العلم، وإما من سوء في القصد، وهذا علاجه بكثرة تذكّر الآخرة، لذا جاء الدعاء: {ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد}، فكم من إنسان يغريه ذكاؤه أن يستخدمه للتحريف والتلبيس، كما فعل علماء أهل الكتاب، وأرادوا بذلك تحقيق مصالح دنيوية من رياسة ومال ونحو ذلك. فإن قيل: ذكر الله الراسخين وذكر أهل الزيغ، فأين عوام أهل السنة وطلبة العلم ومن له سبب في العلم وليس راسخاً وأين الأتباع من أهل الضلال؟ فيقال: هؤلاء الرؤوس وكل له حكم متبوعه، لهذا كان بعض أهل العلم يقول: "الصغير إذا أخذ بقول رسول الله ﷺ والصحابة والتابعين فهو كبير والشيخ الكبير إن أخذ بقول أبي حنيفة وترك السنن فهو صغير" كما رواه اللالكائي عن إبراهيم الحربي بإسناد قوي. وهذا معنى قول بعض السلف: (الأصاغر أهل البدع) وجعل التماس العلم عندهم من أشراط الساعة كما روي في الخبر، وهذا مشاهد، فاليوم كثير من الناس إذا ذكر (علماء الإسلام) فإنما يريد أهل البدع الذين هو نفسه لا يعتقد اعتقادهم. فهذا التماس العلم عند الأصاغر الذي روي أنه من أشراط الساعة. فمن تبع الراسخين كان في حكمهم، ومن تبع الهالكين كان في حكمهم، هذا باعتبار الأصل وقد توجد استثناءات. وهذا يشهد بالجملة لحديث: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين» فالراشدون هم رأس الراسخين. وكذلك حديث الافتراق المروي، ففيه ذكر الفرقة الناجية (الراسخون ومن تبعهم) والفرق الهالكة (أهل الزيغ واتباع المتشابه ومن تبعهم). قال تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك} [هود]. هذه الآية جعلها ابن كثير شاهدة لحديث الافتراق، فالمستثنى {من رحم ربك} هم (الفرقة الناجية) وهذا المعنى مروي عن السلف. وعليه: يكون قوله تعالى: {وهب لنا من لدنك رحمة} يعني اجعلنا من الناجين المتَّبعين لطريقة الراسخين.
نمایش همه...
( لا إكراه في الدين ) يحسبونها لهم وهي عليهم 👇
نمایش همه...
معرفة الضعف باب السلامة من الفتن... تعسير الحلال (بتأخير الزواج وحرب التعدد وغلاء المهور وغيرها) وتيسير الحرام (بالتسامح في الاختلاط والتبرج والنظر المحرم) هذا عنوان المرحلة في عامة الدول العربية. مع كوننا لا زلنا (والحمد لله) ننْفُر مِن الزنا، غير أن من نفر من شيء دعم ضده، ويلاحظ في كثير من أبناء الجيل السابق الاستهانة بأمر الشهوات وميل الجنسين لبعضهما البعض وعدم إدراك خطورة الأمر، لأن الجيل السابق لم يتعرَّضوا للفتن التي يتعرض لها الشباب في هذه الأيام، خصوصاً مع انتشار مواقع التواصل. ولو استناروا بنور الوحي لتغيَّر هذا السلوك. تأمَّل معي هذه الآيات: {ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات • والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان • فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم} [النساء]. تأمَّل التيسير هنا: مَن لم يستطع أن يتزوج حرة أُبيح له الزواج من الأمة، وفي هذا توسيع لدائرة الحلال. وفيه التنبيه على أن هذا يضيِّق دائرة الحرام {ذلك لِمَن خشيَ العنت منكم} والعنت: الفاحشة. وفي الآيات التي بعدها قوله: {يريد الله أن يخفف عنكم وخُلق الإنسان ضعيفا}. وهذا معناه أن توسيع دائرة الحلال تخفيف من الله، وقوله {وخُلق الإنسان ضعيفا} فسَّره عامة السلف أنه ضعيف في أمر النساء. وهذا ليس تبريراً للفاحشة؛ ولكن لفهم خطورتها وقطع الطريق إليها، وهذا الضعف فطرة، ولكن البلاء في تجيير هذه الفطرة في غير المباحات. ثم قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما • ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا • إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}. بعدما التنبيه على الكبيرة التي بها شهوات الفرج (الزنا) جاء التنبيه على الكبيرة التي بابها المال (أكل المال بالباطل)، ثم الكبيرة التي في الأنفس (القتل). ثم قال سبحانه: {ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا}. فيه: التنبيه على أن هناك أبواباً لقضاء الوطر في المباحات في أمر الفروج في الزواج وفي أمر المال بالتجارة الحلال، وفي أمر العقوبات في الحدود والقصاص وما خالف ذلك فهو اعتداء وباب كبيرة. ثم قال تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}. الترغيب لمن ترك هذه الكبائر واستغنى بالحلال عن الحرام أن ذلك له ثوابه في الآخرة، والهالك من يترك لذةً مباحة عاقبتها جنة الخلد ولذات دائمة بلذة محرمة عاقبتها العقوبة. ثم قال سبحانه: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما}. وسبحان الله، اليوم أعظم أبواب الفواحش تمني النساء لأدوار الرجال، ومِن ثَمَّ خروجهن غير المنضبط واختلاطهن بهم؛ مما سهَّل الحرام جداً، فكان هذا النهي مناسباً جداً في باب سد ذرائع الحرام وتوسيع الحلال وتضييق باب الحرام. ثم في الآية بعد التي تليها ذِكر آية القوامة، وسبحان الله ما ضعفت القوامة في مجتمع إلا فشت فيه الفاحشة، فسبحان الحكيم العليم.
نمایش همه...
إشارة قرآنية لحديث «سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر، فنهاه وأمره، فقتله». هذا الحديث على شهرته لا يقوم إسنادياً على التحقيق. واليوم بدت لي إشارة إلى شطره الثاني في قوله تعالى: {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد (٢٠٥) وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد (٢٠٦) ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد} [البقرة]. فالذي إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم من مصاديقه الإمام الجائر يُؤمر ويُنهى فتأخذه العزة بالإثم، وقد أفسد في الأرض بجوره فأهلك الحرث والنسل. ومن يشري نفسه ابتغاء مرضات الله من مصاديقه ذلك الرجل الذي قام أمام السلطان الجائر فأمره ونهاه. فهو أعظم المجاهدين، فالمجاهد عادة قد ينتصر، أو يفوز بالغنيمة، أو يخرج بجراحات، أو يُقتل بعدما أثخن بالأعداء وشفى صدره، وأما هذا فهو أمام سلطان بيده القوم، وهو لا حول له ولا قوة لذا ضوعف جزاؤه باعتبار الحديث إن صح، ومعناه تعضده الشريعة.
نمایش همه...