لا يأتونَ بِمثله

أذكار الصباح والمساء تقيكَ من شرور لا يعلم سوء مَغبَّتِها إلا الله، فلا تُفرّط فيها طول حياتك.

‏ تأسرني الروح المؤمنة، الواثقة بالله ثقة حقيقية لا تقبل الشك، المتوكلة على ربها بيقينٍ تام، التي مهما واجهتها الحياة بأعبائها، وألقَت عليها الأيام أثقالها؛ قابلتها بالرِضا والتسليم، وإن حدث لها ما تكره ابتسمت وقالت: لعل الأمر يُخبئ بين طيّاته الخير الكثير! [وعسىٰ أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم .. والله يعلمُ وأنتم لا تعلمون] اللهم أنزل الرضا والسكينة على عبادك المُبتَلين من أهل الإسلام.

[لقد خلقنَا الإنسانَ في كبد] إذا علم العبد أن الدنيا دار كدر ونكد= سلَّمَ أمره لله ورضي بقضائه، ولم يحزن على شيء أصابه أو فاته. [يآ أيها الإنسانُ إنك كادحٌ إلى ربك كدحاً فملاقيه]

‏من تذوَّق لذَََّة القرآن وأنسَهُ ونعيمَهُ، وبَرده على القلوب، ‏أيقنَ والله أنَّ بذل العُمرِ في غيرهِ حسرة وندامة.

‏أثر الورد القرآني على النفس يتجلى في مواطن كثيرة يلحظها العبد في شؤونه اليومية؛ من بلوغ الطمأنينة، ونزول السكينة، والرحمة التي تنتشله من أكدار الدنيا، أثر القُرآن يُلحظ حتى في حزن المؤمن واشتداد البلاء عليه، شيئًا ما يزول عنه بسلاسة، يذهب معها همه وغمه، وينشرح صدره، ويطمئن!

من أسباب تقصير طلبة العلم في الاهتمام بعلم التفسير: ١- أنهم يظنون أن دراسة التفسير لا تكون إلا بعد دراسة علوم الشريعة واللغة واستكمال مراتب تعلّمها من الابتداء إلى الانتهاء. وهذا صحيح لمن أراد الاجتهاد في علم التفسير، لكن من أراد فهم كلام الله والانتفاع بهدايات القرآن فلا يلزمه كل هذا، ويمكنه أن يفهم معاني القرآن ويعمل به بتعلّم الحد الأدنى من العلوم ثم بقراءة التفاسير الميسرة كتفسير السعدي وأيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري وتفسير البغوي وتفسير ابن كثير، مع مراجعة العلماء والمختصين وسؤالهم عما يُشكل. وكلما ترقّى في العلوم ولازم تلاوة القرآن طالبًا منه الهدى فسيزداد فهمًا واستيعابًا لكلام المفسّرين، وتمييزًا بين مراتب الخلاف التفسيري. ٢- أن معاني القرآن يندر سؤال الناس عنها مقارنة بمسائل الفقه؛ فلذلك يتوجه كثير من طلبة العلم الشرعي إلى الفقه لكثرة سؤال الناس عن المسائل الفقهية، ولارتباط الفقه قديما وحديثا بالأوقاف على طلبة العلم ومناصب القضاء والفتوى والهيئات الرسمية واللجان الاستشارية. أحمد سويلم

تأمّل، لو أننا نتلقّىٰ القرآن في بيئة كتلك! يُذكِّرني المشهد بشيء من حال صفاء البيئة التي تلقّي فيها الجيل الأول كلامَ الله.

‏لكل إنجاز لذة مؤقتة إلا حفظ القرآن، فإن لذته مباركة في الشعور وفي النفع..  تَتَجدد فرحته عند مراجعته، وتعاهده، وتعظم معها بركات القرب منه.