نشر الفرائد وتلخيص الفوائد

عزيزي المربي، وأخي الداعية المصلح: انشغالك الشديد وانهماكك في تطوير نفسك، والعطاء الدائم المستمر منك= نعمة عظيمة من الله عليك تستحق الشكر، بل السجود لله رب العالمين شكرا عليها. وتستحق دوام سؤال الله العافية، وألا يسلبك هذه النعمة. وإن كثرت الضغوط عليك، وكثر السؤال ممن حولك، وأثر ذلك على حياتك الشخصية؛ فلا تضجر ولا تمل، فخدمتك لدين الله شرف لك ولأهل بيتك، وهو طاعة من أعظم الطاعات التي تتقرب بها لربك. فاحمد الله على النعمة، وسله ألا يحرمك، فكم ممن كانوا في هذا الطريق ولم يرعوا النعمة التي كانوا فيها؛ فقطع الله عنهم مدده؛ فارتدوا على أعقابهم !

نزفّ إليكم بُشرى إطلاق برنامج "برد اليقين"، وهو برنامج معرفيّ تزكويّ سلوكيّ، تجدون تفاصليه في الصورة المُرفَقة. رابط التسجيل: registration.bardyaqeen.com يُغلق التسجيل يوم الخميس القادم ١٢-١-١٤٤٦ ١٨-٧-٢٠٢٤

🟢دعاء القنوت || رمضان ١٤٤٥هـ ✔ قناة تلاوات الشيخ أحمد السيد

الأحبة الكرام 💐 تم فتح التسجيل في أكاديمية الجيل الصاعد بشكل استثنائي لمدة ثلاثة أيام فاغتنموا الفرصة وسارعوا في رابط التسجيل لكلّ المسارات: http://registration.jeelacademysa.com للتعرف على مسارات الأكاديمية المختلفة هنا لمشاهدة المقطع التعريفي بأكاديمية الجيل الصاعد هنا للإجابة عن أسئلتكم واستفساراتكم يرجى مشاهد اللقاء التالي هنا

نفثة مهموم أُمسك القلم بيدي، ويخالط الهم قلبي، وتجول الأفكار في خاطري: ماذا أكتب؟ ولماذا أكتب؟، وهل صحيح أن أكون مهمومًا لهذا الأمر الذي يشغلني؟ أم أن هذه طبيعة البشر؟ هو حافظ لكتاب الله - تعالى - في صدره، أو طالب علم مشتغل بعلوم الشريعة، معروف بذلك، أو هي حافظة لكتاب الله - تعالى - في صدرها، أو طالبة علم مشتغلة بعلوم الشريعة، معروفة بذلك. يُعرفون بين الناس بالملتزمين، ولا أدري ما هو معيار الالتزام عند الناس! هل هو النقاب الذي يُغطى به الوجه؟ أم اللحية التي أعفاها الشاب؟ هما من الدين لا شك عندي في ذلك، وأقلد القائلين بوجوبهما. لكن إلى متى نغتر بالمنظر وننسى الجوهر؟، جوهر الالتزام ولبّه فيما ينطوي عليه القلب من تعظيم الله وتعظيم شريعته، ومخالفة الهوى في امتثال أوامر الله تعالى كلّها. والذي جعلني أكتب هذه الكلمات وأفيض بها من خاطري ما أراه من اهتمام بالمظاهر، وفرح بألقاب المشيخة والالتزام، ونسيان الباطن الذي هو محلّ نظر الرب - جل وعلا -. كم من منسوب إلى الالتزام في مجتمعاتنا ونراه يتحرّج من كثير من أوامر الشريعة إذا خالفت هواه أو هوى الناس؟ هو ملتزم ما لم يتعب ويجتهد في تحقيق التقوى، فإن وُضع في مكان اضطُر فيه للمجاهدة ومخالفة أهواء الناس؛ رضخ لهم، وقدم مراضيهم على رضا الله تعالى. وأنا أضرب بذلك مثالًا أراه منتشرًا بين كثير من المنتسبين للالتزام، وقد لا يعجب الكثيرين، ويرون أن في ذلك مبالغة، لكنني لا ألتمس رضا أحد حين أسطّر هذه الحروف إلا الله سبحانه وتعالى، وهو المرجو ورضاه المقصود. وهذا المثال هو: «التساهل في سماع الآلات الموسيقية»، وهي محرمة في معتمد المذاهب الأربعة، ودلت على ذلك أدلة كثيرة تكفي على الأقل أن تردع مَن في قلبه ورع ونقل بعض أهل العلم الإجماع على حرمتها، ومن ذلك: أوّلًا: قال ابن عبد البر: «أَمَّا عِلْمُ ‌الْمُوسِيقَى وَاللَّهْوِ فَمُطَّرَحٌ وَمَنْبُوذٌ عِنْدَ جَمِيعِ أَهْلِ الْأَدْيَانِ عَلَى شَرَائِطِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ» [1] ثانيًا: لما كان ابن قدامة يتحدث عن آلات اللهو كالطنبور والمزمار والشبابة، قال: «وَلَنَا أَنَّهُ آلَةٌ لِلْمَعْصِيَةِ بِالْإِجْمَاعِ، فَلَمْ يُقْطَعْ بِسَرِقَتِهِ، كَالْخَمْرِ» [2] ثالثًا: قال البغوي: «وَاتَّفَقُوا عَلَى تَحْرِيم المزامير والملاهي وَالْمَعَازِف» [3] وأنقل لكم كلام بعض أهل العلم في ذمّها وأنها لا تليق بأصحاب المروءات والديانة: أوّلًا: قال ابن القيم: «ومن مكايد عدوّ الله ومصايده، التي كاد بها من قلَّ نصيبه من العلم والعقل والدِّين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين: سماعُ المُكاء والتصْدية، والغناء بالآلات المحرّمة، الذي يصُدُّ القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفةً على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، وهو رُقية اللواط والزِّنى» [4] ثانيًا: كتب الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز إلى مؤدّب ولده يقول له: «وَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا يَعْتَقِدُونَ مِنْ أَدَبِكَ بُغْضُ الْمَلَاهِي، الَّتِي بَدْؤُهَا مِنَ الشَّيْطَانِ، وَعَاقِبَتُهَا سَخَطُ الرَّحْمَنِ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي عَنِ الثِّقَاتِ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ أَنَّ حُضُورَ الْمَعَازِفِ وَاسْتَمَاعَ الْأَغَانِي وَاللَّهْجَ بِهِمَا يُنْبِتُ النِّفَاقَ فِي الْقَلْبِ، كَمَا يُنْبِتُ الْعُشْبَ الْمَاءُ وَلَعَمْرِي لَتَوَقِّي ذَلِكَ بِتَرْكِ حُضُورِ تِلْكَ الْمَوَاطِنِ أَيْسَرُ عَلَى ذِي الذِّهْنِ مِنَ الثُّبُوتِ عَلَى النِّفَاقِ فِي قَلْبِهِ» [5] فما بال أقوام بعد ذلك يتمسكون بأقوال هنا وهناك لآحاد العلماء، أما في القلوب خشية من الرحمن بتتبع قول فلان وفلان؟!، بالله أيليق بطلاب العلم وحفاظ القرآن أن يسمعوا للفساق والمجان؟! وهذا كله لأجل مَن؟ ليقول الناس عنك: «أنت غير متشدد»؟ أو ليقولوا: «منفتح على الآراء الأخرى»؟ قبحها الله من آراء، وليقل الناس ما شاؤوا، فإنهم لن يغنوا عنك أمام الله شيئًا. فليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب وأختم بأمرين: أحدهما: التذكير بأن للمعاصي شؤمًا على العبد، وعقوبة يعاقب عليها، وقد قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: «إيَّاكم ومُحقَّرات الذُّنوب؛ فإنَّهن يجتمعن على الرَّجل حتَّى يُهلكنه» [6]، فلا يدخلن الشيطان عليكم من بوابة تهوين الذنب والتساهل به. والآخر: أنني لم أقصد من هذه الكلمات كتابة بحث علمي في المسألة، وإنما كان ما كتبته خاطرة في النفس، أردت منها التذكير بأصلين من أصول الاستقامة، وهما: «الاستسلام الباطن لله تعالى»، و«تعظيم شريعته»، وضربت لذلك مثلًا أرى التساهل فيه قد كثر. والله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل؛ فهنيئًا لمن تاب لربه، واحتاط لدينه. وهذه مراجع النقولات في المقال👇

[1] جامع بيان العلم وفضله (2/790) لابن عبد البر. ت. أبو الأشبال الزهيري. [2] المغني (9/132) لابن قدامة. ط. مكتبة القاهرة. [3] شرح السنة (12/383) للبغوي. ت. شعيب الأرناؤوط، ومحمد زهير الشاويش، ونقل الدكتور مطلق الجاسر (هنا) مزيدًا من الإجماعات، اكتفيت منه بذكر بعضها. [4] إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان (1/400) لابن القيم. ط. عطاءات العلم. [5] ذم الملاهي (50) لابن أبي الدنيا. ت. عمرو عبد المنعم سليم. [6] رواه أحمد (3818) من حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.

🌙 ١٤٤٦ هـ 🌙 والله يعلم ما في هذا العام من الأحداث والبشائر والمصائب؛ وكلٌّ عنده في كتاب مبين. ونسأل الله النصر والتمكين لعباده المؤمنين والذل والصغار لأعدائه

شيخي، لعله عام البشريات، ورؤية مزيد من ثمرات المشاريع التي تقر بها العين.

في الوقت الذي يُباد فيه أهل غزة، ويذوقون الويلات والآلام، والجوع، والقتل، والتشرد، ويذوق أهل السودان التهجير، والقتل الجماعي، واغتصاب المؤمنات الطاهرات كان ينبغي أن تكون ساحات المشتغلين بالعلم تضج بالحديث عنهم، وتذكير الشباب بهم، ورفع همم الشباب لبناء أنفسهم كي يكونوا سهمًا في كنانة هذه الأمة. أليس هذا مقتضى العلم الذي قد يتعلمه أي متعلم لعلوم الشريعة؟. أليس من ينتسب للسلف أولى الناس بهموم الأمة وقضاياها، والمذكّر بها؟ هذا الأصل الذي يتفق الجميع عليه نظريًا، لكن إذا نزلنا إلى الواقع ما الذي سنراه؟ نجد الحدادية يتباحثون ويقيمون البثوث والمقاطع: - بين جاحد ومدّع للإنصاف: هل وليد إسماعيل فهم آيات الصفات أو أنه يجهل عقيدته؟ - وماذا قصد عبد الرحمن دمشقية عندما قال لأبي عبيدة النقادي: «الداعر»؟ هل قصد - وهل الشيخ محمد حسان أشعري أم أن ما قاله في الحج كان يحتمل عدّة معانٍ فنعذره؟ - وهل يثبت ابن العطار (الجهة) أم ينفيها؟ - وهل كان أبو عمر الباحث يتستر بالسلفية ليخفي أشعريته؟ - وهل النووي إمام في الفقه فقط؟ أو يمكن أن نقول عنه إمام هكذا بإطلاق؟ - وهل أئمة الرأي يمكن أن يُعدوا من أئمة المسلمين أم لا؟ وهكذا قامت الحروب على مسائل كهذه. والنتيجة: - أن شباب الأمة انشغلوا في كل شيء إلا مشاكل الأمة التي تحتاج الآن إلى حلول وعمل. - أن شبابًا لا يُدركون أبجديات العلم ويناقشون: هل السيوطي كافر أم لا؟ بالله أما يكفي هذه الفرقة من الضلال أن أشغلوا الشباب الذين لا يفقهون أبجديات العلم بهذه الأمور؟ أما يكفيهم أن صرفوا الشباب عن هموم الأمة وقضاياها الكبرى وأشغلوهم بحكم النووي والسيوطي؟ متى يعقل الشباب أن أمثال محمد شمس الدين، وأبي جعفر الخليفي، وعبد الرحمن دمشقية، والمنجاوي ليسوا على منهج أهل العلم على مر القرون؟ ليتهم اشغلوهم بالتوجيه للعلم النافع وما يصلحهم في دينهم، حتى دروسهم التي يقيمونها مشحونة بأفكارهم الضالة، ولا يخرج الطالب منها سليم النفس، وإنما يخرج مشوّشًا، هائجًا على أهل العلم. إذا استمر الوضع بهذا الحال فمتى يلتفت الشباب لمشاكل الأمة وقضاياها؟ وهل تنهض الأمة وتخرج من سباتها إذا كان شبابها مشغولين بهذا؟ وهل في السنوات القادمة سنرى طلاب علم تربّوا على الشبهات والردود يتصدرون المشهد؟ إلى من يتابع هؤلاء وينشغل بهم: لا أريد من هذا الكلام أن أصرفك عنهم وأن أقول لك: تعال لعندي وعند مشايخي. لكن أقول لك: اذهب لكبار أهل العلم قديمًا وحديثًا، والزم غرسهم، فوالله إني أخشى عليك من ضياع عمرك في التعلم عند هؤلاء. والله المستعان، ونسأله العفو والغفران.

قال ابن القيم: «فالحياةُ الحقيقيَّةُ الطيبةُ هي: حياةُ من استجابَ لله والرسولِ ظاهرًا وباطنًا. فهؤلاء هم الأحياءُ وإن ماتوا، وغيرُهم أمواتٌ وإن كانوا أحياء الأبدانِ. ولهذا كان أكملُ الناسِ حياةً أكملَهم استجابةً لدعوة الرسول؛ فإنَّ كلَّ ما دعا إليه ففيه الحياةُ، فمن فاتَه جزءٌ منه فاتَه جزءٌ من الحياة، وفيه من الحياة بحسبِ ما استجابَ للرسول». 📚 الفوائد (1/ 127 - 128).