ياسر محسن

[ فهناك عقيدةٌ ضامرةٌ ذابلة ضئيلة وهزيلة، زاحمتها شئون الحياة اليومية فألْجأتها إلى حاشية من حواشي النفس وتركتها عاطلة لا عمل لها، هامدة لا حراك بها إلا في فتراتِ قصيرة لا تلبث أن تعود بعدها إلى سباتها العميق... تلك وا أسفاه هي حال العقيدة في نفوس الكثرة الكاثرة منَّا أفرادًا وجماعات، أليس أكثر الناس يؤمنون بواجب التضافر والتآزر وهم أشتات متفرقون؟ ويؤمنون بضرورة الأخذ بأسباب القوة المادية والمعنوية وهم ضعاف متثاقلون؟ ويؤمنون بفريضة البذل والتضحية وهم أشحاء حريصون على الحياة؟ مثلهم في ذلك كله مثل المريض الذي يعتقد أن لا شفاء له إلا بتجرِّع مرارة الدواء ولكنه تخذلُه عزيمتُه وتقعدُ به همّتُه عن تناوله... فما غناء هذه العقيدة الجافة الميتة التي لا توقظ نائمًا ولا تحرك ساكنًا؟؟ ] د. محمد عبد الله دراز

{ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی وَهَبَ لِی عَلَى ٱلۡكِبَرِ إِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَۚ إِنَّ رَبِّی لَسَمِیعُ ٱلدُّعَاۤءِ } دعا إبراهيم قبل هذا دعوات كثيرة، وختمها بحمد الله وثنائه على ما أنعم به عليه من الولد واجابة دعوته:  "رب هب لي من الصالحين" كأنه يقول: كما أقررت عيني بإجابة دعائي ورغبتي في الوَلَدَ  ووهبت لي على كبر سني إسماعيل وإسحاق نبيين من أنبيائك، فتقبل ما سبق من دعائي لك وجنّبني وأبنائي أن نعبد الأصنام وكن لإسماعيل وأمه خير ناصر ومعين لتكون النعمة كاملة تامة. ولما ذكر إبراهيم كبر سنه وقرب أجله، حمد الله على هبته إسماعيل وإسحاق، ليكونا امتدادا له بعد موته، وهذه نعمة عظيمة وإشباع لحاجة نفسية فطرية في بقاء النسل والذرية... فقلبه مشغول بهما ويريد أن يدعو لهما بالمعونة والبقاء على الحنيفية والهدى بعد موته، فاستبدل حمد الله والثناء عليه بذلك، وربه يعلم ما يخفي وما يعلن .... قال الرازي: وذلك يدل ظاهرا على أنه مشغول القلب بسببهما فكان هذا دعاء لهما بالخير والمعونة بعد موته على سبيل الرمز والتعريض، وذلك يدل على أن الاشتغال بالثناء عند الحاجة إلى الدعاء أفضل من الدعاء قال عليه السلام حاكيا عن ربه أنه قال:"من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" ثم قال: {إن ربي لسميع الدعاء}. واعلم أنه لما ذكر الدعاء على سبيل الرمز والتعريض لا على وجه الإيضاح والتصريح قال: {إن ربي لسميع الدعاء} أي هو عالم بالمقصود سواء صرحت به أو لم أصرح...]

عندما يدفع الطالب للمعلم أجرة الشهر سواء مقدمًا قبل الدروس أو في آخر الشهر، فالطالب بهذا قد أدى ما عليه تجاه المعلم أمام الله عز وجل، فبقي في رقبة المعلم أن يؤدي ما عليه تجاه الطالب أمام الله.

{ لَن نُّؤۡمِنَ لَكُمۡ قَدۡ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنۡ أَخۡبَارِكُمۡۚ } فضح الله المنافقين في كتابه، وأخبرنا بما تَلوكُه ألسنتُهم، وتخفيه صدورهم، وجعلهم حطب جهنم وساكني دركها الأسفل!

عن عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ . قَالَ : فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ ، وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ ). رواه البخاري (6442)

الحمد لله العدل! ونعوذ بالله العدل! "لتؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء، من الشاة القرناء". قاله رسول الله ﷺ. لو أن بهيمةً ذات قرنٍ نطحَت بهيمة ليس لها قرن، لاقتُص منها يوم القيامة. وهذا القصاص حق لبهيمة على بهيمة، يؤدى.. يأخذ الله من بهيمة لبهيمة، وليست البهائم مكلفة.. تُحشَر البهائم يوم القيامة، وذلك بحق قوله تعالى: {وإذا الوحوش حُشرت}. فيقيم الله تعالى العدل بين البهائم، ثم تكون ترابا. ونهى رسول الله ﷺ أن يُترك المسلمُ لمن يظلمه، فقال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا "يسلمه"، هذا ولو كان الظالم مسلما. فترك المسلمون المسلمين ليقتلهم الكافرون الذين غضب الله عليهم ولعنهم. وترك المسلمون المسلمين ليقتلهم المغضوب عليهم جوعا، وبردا. وترك المسلمون الكافرين يقولون للمسلمين: تعالوا نطعمكم من جوع، ثم يقتلونهم في انتظار الطعام! بل أعان مدعو الإسلام على قتل المسلمين، وسكت مدعو حمل الدين، بل أعانوا ونصروا وأيدوا. بل؛ انشغلوا بتحريف تدين الناس، إلى عبادة القبور، وإلى الفسق والفجور، باسم الله! وقد حلف رسول الله ﷺ أن نؤدي هذه الحقوق ولو يوم التغابن؛ قال: "لتؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلها يوم القيامة"! اللهم إني أبرأ إليك من كل هذا. اللهم بصرني بموطن النجاة من كل هذا، واحملني عليه حملا، وصبرني عليه صبرا! اللهم إني أعوذ بك منك، اللهم إني أعوذ بك منك، اللهم إني أعوذ بك منك.

يا رب احفظ قلوبنا وقلوب إخواننا من مفسدات الأعمال

لا أعلم عملًا في وقتنا هذا أثمن في خدمة أمة الإسلام من أن يجمع العالم مجموعة من الصبيان حدثاء الأسنان لم يتلطخوا بالذنوب فيربيهم على العلم والأدب تحت مظلة هذه الأمة وفي سبيل خدمتها، لا يجعلهم خدام راية غيرها ولا حاملي لواء سوى لوائها، لا جماعة ولا طائفة ولا فئة. نفسي فداء له. هذا هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا والله أحب أهل الأرض إلى الله إن شاء الله. #منهاج_المربين .

تلاوة حُصريّة بنكهة مِنشاوية