تباريح معرفية

عَنْ كَثِيرٍ، يَعْنِي: النَّوَّاءَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ: إِنَّ فُلَانًا حَدَّثَنِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ أُنْزِلَتْ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الحجر: ٤٧]، قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَفِيهِمْ أُنْزِلَتْ، فَفِي مَنْ نَزَلَتْ إِلَّا فِيهِمْ، قُلْتُ: وَأَيُّ غِلٍّ هُوَ؟ قَالَ: غِلُّ الْجَاهِلِيَّةِ، إِنَّ بَنِي تَيْمٍ وَعَدِيٍّ وَبَنِي هَاشِمٍ كَانَ بَيْنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا أَسْلَمَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ تَحَابُّوا، فَأَخَذَتْ أَبَا بَكْرٍ الْخَاصِرَةُ، فَجَعَلَ عَلِيٌّ يُسَخِّنُ يَدَهُ فَيُكَمِّدُ بِهَا خَاصِرَةَ أَبِي بَكْرٍ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ.

أحد معايير التلف في العقل المسلم المعاصر أنّه حين يتحدث أحدهم عن تاريخ الصحابة رضوان الله عليهم ويُخطّئ عليًّا بن أبي طالب رضي الله عنه، لن تجد تلك الحساسية التي تجدها حين يتحدث آخر ويُخطّئ معاوية رضي الله عنه! لن تجد المقولات ذاتها: هذا صحابي جليل.. هذا كاتب للوحي وهذه فضائله.. كُفّ عن الطعن بصحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.. ربما ستجد مناقشة واستنكارا مهذّبا من بعض العقلاء، أمّا الاستنكار الفظيع الذي تجده حين يُتحدّث بأخطاء معاوية رضي الله عنه فلا! والسبب في ذلك هو أنّنا نرى التاريخ بعيون الحاضر، فقد ازداد منسوب دفاعنا عن دولة بني أمية ورموزها بسبب تصاعد نفوذ الروافض في عصرنا وعدائهم الشديد لبني أمية، ورقّت أنظمة دفاعنا عن أحد أوثق أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والخليفة الراشد الرابع، المبشّر بالجنّة، والذي لا يحبّه إلا مؤمن ولا يبغضه إلّا منافق، والذي هو من نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم بمنزلة هارون من موسى، والذي قال فيه الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "من كنت وليه فهذا وليه، اللهم والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه"، والذي "يحبّه الله ورسوله" بنصّ الحديث، وقال فيه صلّى الله عليه وسلّم "أنت منّي وأنا منك"، والذي هو أقضى الصحابة بإقرار عمر رضي الله عنه، و"كان عمر يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو الحسن"، وهو "أدنى الطائفتين إلى الحقّ" كما في نصّ الحديث.. فهذه بعض فضائله التي جاءت بها السنن والآثار، وهي تُنبئ عن عظيم منزلته في الإسلام، وبأنّه أقرب إلى الحقّ والصواب ممّن خالف أمره، ومع ذلك لن تجد تلك الحساسية لنصرته حين يتطاول عليه بعض المعاصرين ويُخطّئونه ببرود! بينما تجد جيوش النصرة قد استنفرت حين يُخطّئ أحدهم معاوية رضي الله عنه في عدم طاعة الإمام المبايع عليّ رضي الله عنه، أو في التوريث ليزيد، أو في غير ذلك. وما أسهل أن يستحضر "فضائل عليّ" مَن يستحضر "فضائل معاوية" (ولا مجال للمقارنة بينهما عند العقلاء)، وما أسهل أن يُسوّغ أفعالَ عليّ مَن يسوّغ التوريثَ ليزيد.. ولكنّ المعايير تالفة! وهذا أحد الملامح التي تدلّ على تلفٍ في معاييرنا، فنحن لا نناقش – في أحيان كثيرة - بمعايير الوحي والعقل بل بعواطفنا، وتأخذنا ردود الفعل العاطفية إلى هذه المفارقة وأمثالها.

📚 عنوان الكتاب: إرشاد السادة إلى أصول توحيد العبادة نظرات أصولية في أدلة كتاب التوحيد تأليف: أ. د. عبدالرحمن بن علي الحطاب

هل علاقة الوهابية بالصوفية المعتدلة علاقة تصادم؟ لم يكن للوهابية موقف مصادم من الصوفية المعتدلة المتبعة للكتاب والسنة ، فعلى عكس ما هو شائع - وللمفارقة- فالمنقول عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب هو مدح الصوفية لا ذمها، وإنما أشيع أنه من أعداء الصوفية لما انقدح في الأذهان من علاقة شرك القبور بالتصوف، وهي علاقة آثمة، لم تدخل في التصوف إلا في العصور المتأخرة جدًا، ولا علاقة بالتصوف السلوكي بها. وقد كان الشيخ يستدل بالصوفية المُتسننة في مواضع كثيرة من رسائله. يقول محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : " فنفس محبته أصل عبادته والشرك فيها أصل الشرك في عبادته، *ولهذا كان مشايخ الصوفية العارفون يوصون كثيرا بمتابعة العلم، قال بعضهم : ما ترك أحد شيئا من السنة إلا لكبر في نفسه" () . وقال : " اعلم - أرشدك الله -: أن الله سبحانه وتعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى الذي هو: العلم النافع، ودين الحق الذي هو: العمل الصالح؛ إذا كان من ينتسب إلى الدين: منهم من يتعانى بالعلم والفقه ويقول به كالفقهاء، ومنهم من يتعانى العبادة وطلب الآخرة (كالصوفية)، فبعث الله نبيه بهذا الدين الجامع للنوعين " () . ويقول العلامة عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في (رسالة دخول مكة) :" ولا ننكر الطريقة الصوفية وتنزيه الباطن من رذائل المعاصي المتعلقة بالقلب والجوارح، مهما استقام صاحبها على القانون الشرعي " () وعليه: فهم كانوا لا يعتبرون القبورية من الصوفية أصلاً، وإنما كانوا يسمونهم الباطنية والغلاة والمشركين ونحو ذلك. __ موقف الصوفية المعتدلة من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب: يقول علامة الأزهر الشيخ محمد العزيزي الشافعي الصوفي الخلوتي: (فإنه لما حضر إلى مصر السادة الوهابية وكان من أجلهم وأعظمهم حبيبنا العمدة الفاضل والهمام الكامل مولانا الشيخ عبدالله الحنبلي ]يقصد : الشيخ عبدالله بن محمد بن عبد الوهاب[، وأخيه العمدة الفاضل حبيبنا صاحب الأخلاق المرضية، والأفعال المصطفوية: الشيخ إبراهيم الحنبلي، وكذلك من أعيانهم النبلاء الأذكياء : سيدي عبد الرحمن بن عبد العزيز، رحمه الله رحمةً واسعة بمنِّه وكرمه، وكان حبيبنا الشيخ عبدالله -رحمه الله رحمةً واسعة- من العلماء الفضلاء وأنجب ولده الشيخ عبد الرحمن الحنبلي، وهو من أذكياء أهل العلم وصلحائهم..) ثم قال في آخر الإجازة: ( قاله وكتبه بيده الفانية الفقير إلى الله تعالى: محمد بن محمد العزيزي بلدًا، الشافعي مذهبًا الخلوتي طريقةً، غفر الله ذنوبه،وستر في الدارين عيوبه) أهـ انتهى من كتاب الإجازة العلمية في نجد، قراءة استقرائية (2/518-521) وانظر: مخطوط الإجازة بخط المُجيز محفوظة بمكتبة ليدن برقم (2496) __ ويقول علامة الصوفية ومؤرخها السيد عبد الرحمن السقاف في (إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت) : "الحبيب علوي بن سقاف الجفري له رسالة سماها" الدلائل الواضحة في الرد على رسالة الفاتحة " ترجم فيها لابن تيمية وتلميذه ابن القيم وللشيخ محمد بن عبد الوهاب صاحب الدعوة المشهورة، وأطنب في الثناء عليهم، ولما اطلع عليها الحبيب عبدالله بن حسين، كتب عليها بخطه : "علوي بن سقاف يقول الحق ولو كان مُرًا" !! .. إلى أن قال: "ومن هذا أنه قد أخذ الجماعة كلهم [يعني الصوفية] عن السيد أبي بكر بن هندوان وهو وهابي قح، وتبيّنتُ أن عند مولانا شيخ الوادي الحسن بن صالح مسحة من تلك الآراء بغاية الاعتدال؛ لموافقتها لما هو فيه استغراق في تجريد التوحيد وعدم التفاته إلى غير العزيز الحميد. ولا يُشكل ما في "بغية المسترشدين" عن فتاوى سيدي الحبيب علوي السقاف الجفري من جواز التوسل؛ لأنه إنما يُبيح منه ما لا يوهم القدح في التوحيد" أهـ انتهى من كتاب إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت (ص:656-657)

"يا سيد الثقلينِ جئتك مثقلاً بالذنب من إثمٍ ومن عصيانِ صلى عليك الله يا خير الورى ما شع نورٌ في دجى الأكوانِ" ••

فهمها "جو شو" وجهلها أكثر الشيوخ والمنتسبون للعلم!

• معلومات التويت 🐦 - العنوان : بتحبوه او بتكرهوه مش مهم بس عميحكي صح! فرّق تسُد https://t.co/erwgweYVkH

[في قوة حفظ الشافعي وصحة حديثه] "مَا عِنْدَ الشَّافِعِيِّ حَدِيثٌ غَلِطَ فِيهِ" الإمام أبو زرعة الرازي (ت إمام الحديث وشيخ العلل "كَانَ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ السُّكَّرِيُّ وَهُوَ أَحَدُ حُفَّاظِ الْحَدِيثِ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ، قَالَ لِي حِدْثَانَ مَا دَخَلْتُ الْفُسْطَاطَ قَبْلَ سَمَاعِي الْكُتُبَ: لَمْ أَرَ فِي ‌كُتُبِ ‌الشَّافِعِيِّ حَدِيثًا غَلِطَ فِيهِ الشَّافِعِيُّ" الإمام أبو بكر ابن خزيمة صاحب الصحيح والتوحيد الملقب بإمام الأئمة

منشور للحذف: نبه أحد المتابعين الكرام عبر البوت على وهم وقع في فهم الرواية، فأبو العباس المقصود هو الأصم، محمد بن يعقوب بن يوسف، (تـ347هـ) ولي ابن سريج فلينتبه وجزى الله خيرا من نبه إلى ذلك..

‏بسم الله الرحمن الرحيم حكم النسب العالية التي تحصل عليها جهات تحويل الأموال إلى غزة السؤال: ما حكم أخذ نسبة مئوية تصل إلى 20% أو أكثر بعد أن كانت قبل الحرب لا تتعدى بحال 2% بدل خدمة تحويل الأموال إلى غزة وما يشبهها من مواطن الضيق والحاجة من قبل مكاتب التحويل؟ وما هي الحدود المشروعة لذلك؟ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإن أخذ أجرة على نقل الأموال أمر مشروع متفق على جوازه إذا كان مقداراً محدداً وليس نسبة، وذلك نظير الخدمة التي يقدمها المصرف أو التاجر للمستفيد، بتوفير المال له في المكان الذي يتفقان عليه سواء أكان من بلد إلى بلد أم داخل البلد الواحد، ويراعى فيه مقدار الجهد المبذول في ذلك. وقد اختلف العلماء في جواز أخذ نسبة من المبلغ المحول أجرة للتحويل، والراجح جواز ذلك إذا حدد المبلغ المحول والنسبة المطلوبة عند التسليم وقبل الشروع في عمليّة التحويل؛ إذ ترتفع بذلك الجهالة ويكون مقدار الأجر معلوماً ومحدداً. وأما تلك النسب العالية -التي ذكرت في السؤال والتي تأخذها شركات النقل أو المصارف بدل تحويل الأموال لغزة ومثيلاتها من بقاع ضاق الحال بأهلها مستغلين بذلك حاجة الناس واضطرارهم للتحويل وعدم وجود بدائل لديهم- فتعد من أكل أموال الناس بالباطل واستغلال اضطرارهم إلى الموافقة والقبول ولو بغير رضى منهم، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع المضطر، بل هو من الإفساد بالأرض والإضرار بالخلق وإضعاف صمود الشعب المرابط على أرض غزة. ولما كانت الإجارة بيع منافع فإنه يجري عليها النهي النبوي عن بيع المضطر، وعليه فإنه يحرم على العاملين في تحويل الأموال -أفرادا أو شركات- أن يستغلوا حاجة الناس برفع أجرة التحويل أضعافاً مضاعفة، وهو من السحت ومن إطعام أولادهم وأهليهم وأنفسهم الحرام، وإننا ندعوا التجار وأصحاب المصارف أن يتقوا الله فيما يتقاضونه مقابل قيامهم بنقل الأموال إلى غزة ومثيلاتها، فان كان للنقل والتحويل تبعات أخرى ومخاطر اخذت بالحسبان ولكن بقدرها، فعلى هؤلاء التجار أن يقنعوا باليسير يبارك الله لهم فيه، ويكون فعلهم من التراحم بين المسلمين وخلافة المجاهدين والمرابطين في أهليهم بخير. ومن أصر بعد بلوغه هذا الحكم الشرعي في المسألة على استغلال حاجة الناس فإنه يكون متسببا في هلاك المحاصرين الصامدين في غزة، والقتل بالتسبب كالقتل العمد عند جمهور العلماء، والله تعالى أعلم. لجنة الفتوى في هيئة علماء فلسطين 20/ ذو الحجة/ 1445هــ الموافق 26/ 6/ 2024م