عِـبَـرٌ.

«‏لا مع الصادقين لك قدم، ولا مع التائبين لك ندم؟ هلَّا بسطتَ في الدُّجى يدًا سائلة، وأجرَيْتَ في السَّحَر دموعًا سائلة؟». ابن الجوزي

قال يوسف بن أسباط: رأيت سفيان الثوري في النوم، فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال: القرآن.

‏قال ابن مسعود: ليس العلم بكثرة الرِّواية، ولكن العلم خشية الله. • الجامع لابن وهب (١٣٧٤)

"أنا لستُ في الحُجّاجِ يا ربّ الورىٰ لكنّ قلبِي بالمحبّةِ كبَّرا.. لبيكَ مَا نبَضَ الفؤادُ و ما دَعَا داعٍ وما دمْعٌ بعينٍ قد جرىٰ!"

إذا كان يَسألُ الصادقين عن صدقهم أمثال إسماعيلَ وعيسى فكيف بالكذّابين من أمثالنا. - الفضيل بن عياض.

الحمد لله وحده. أربع نصائح لمن عسرت عليه نفسه، فلم يدرِ من أين يبدأ، وماذا يفعل، وقد هجم عليه موسم الطاعة: الأولى: اقطع الحرام والغفلة عن الطريقين إلى قلبك، وهما: العين والأذن، فلا تنظر إلى حرام، ولا تسمع إلى لهو. وبدون ذلك لن ينفعك شيء. فإذا نظرت في المصحف، وسمعتَ القرآن والإيمان، فليس بينك وبين اليقظة، بل المتعة، إلا أن تصدق اللهَ وتصبر، وبعض الوقت. الثانية: اجعل شكواك من نفسك وحالك إلى الله، فإنه بارئك، ولا يهديك إلا هو. قل: يا رب، عسرت علي نفسي، ولست أقدر عليها بشيء من دونك. الثالثة: استغفر الله وأكثِر، وقل: لا حول ولا قوة إلا بالله وأكثر. أما أنا، فلا أعرف مثل الاستغفار، ولو أن تبدأه باللسان، ولا تحُل عنه أبدا، فإنه دواء ليس له نظير، لكن لا تعجل. الرابعة: تصفحك للفيسبوك، وما هو مثله من المواقع، الجامعة بين الخير والشر، والبكاء والضحك، والوعظ والشهوة، والإيمان والكفر؛ هو أصل داء عضال، مقلق للقلب، لا أعرف له دواء، إلا أن تكف عنه، وتدرك إيمانك وسلامة قلبك. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

من جميل ما مررتُ به الأيَّام الماضية، إجرائي جراحة لأوَّل مرَّة! -برغم زعم الأطباء بأنها خطيرة، وخفّة قلبي، وخوف من حولي، لا أراها إلا قدرًا جميلًا!- أن ترزق بأمر يزيد يقينك أن لا منجيَ إلَّا اللَّه، لا يستطيع أحد أن ينزل السكينة على قلبك إلَّا اللَّه، لا حول لك ولا قوّة إلَّا باللَّه.. ما تشعر به قبلها بأيام، وساعات، ودقائق؛ فتسأل اللَّه السكينة والثّبات، تسألهُ أن يتولّاك! وما تشعر به بعدها من آلام تشعرك بعجزك، وعجز الطبيب والأهل والأحبّة والدواء! فاللَّه هو الشافي، وحده قادر على تخفيف ما بك. يقول الطبيب نخاف النزيف، والآلام بعد الجراحة شديدة، وأنت تشعر أن هذا تهويل وإن كان صحيحًا! وتوقن أن اللَّه مُنجِّيك! الحمد للَّه الذي نظن به خيرًا، فيكرمنا بأفضل مما ظننا. للَّه الحمد على العافية، للَّه الحمد أن لم تكن أعظم مما هي، وأن رزقني الصبر عليها، وأن لم يجعلها في ديني.

كلّ شيء إذا أهملته ولم ترعاه يذبلُ هو إلّا القرآن، إذا أهملته تذبل أنت. - فريد الأنصاري.

يرحمُ اللّٰهُ السّلفَ الصالحَ، فلقد بالغوا في وصيّةِ كلّ ذي عقل راجح فقالوا: مهما كنتَ لاعبًا بشيءٍ، فإيَّاكَ أن تلعب بدينك! -الإمامُ القرطبيّ.

احذر رشوة الشيطان، إذ يراك تُوفق لطاعة، لا تدري أقُبلت أم لا، فينثر في قلب بذور العجب بها، والرضا عن نفسك! وكم من رجل يريد الشيطان أن يوقعه، فيكُفَّ عنه الوسوسة ويخليه وطاعته ليستفتح بابا من العجب والرضا عن النفس! فيكون هذا الذنب المستتر أكثرَ فتكًا من الذنب الجلي الواضح! ونحن ، على مافينا من نقص وعيوب، نقوم بالعبادة قياما بحق الله تعالى، ليرضى، لا لنرضى عن أنفسنا! وقد قال بعض السلف: لأن أبيت نائما وأصبحَ نادمًا، خيرٌ لي من أن أبيتَ قائمًا وأصبحَ مُعجبا! وانظر حالك مع من يخالفك، هل تتكئ في سرك على ما وُفِّقت من أعمال صالحة؛ فترى نفسك خيرا منه وأولى بالحق؟! كم أوت إلى غابات صدورنا حيايا الكِبر والعجب ونحن لا ندري!