الأَندَلُسية🕊

قائمة الأصدقاء عندي تنكمِش وتتحول إلى توابيت صغيرة تتناثرُ هنا وهناك، لا يمكننِي إمساك أصدقائي وهم يتطايرُون بعد الصوارِيخ، لا يمكنني إعادتهم من جدِيد، ولا يمكنني أن أعزِّي فيهم، ولا يمكنني البكاء، لا أعلم ماذا أفعَل! كلّ يوم تنكمشُ أكثَر، هذه ليست أسماء فقط، هؤلاء نحن بوُجوه وأسماء مختلفة فقط. يا رب ماذا نفعلُ أمام ولِيمة الموت الضَّخمة هذه، ألا توجد أي أيقُونة هنا تعِيدهم ولو كذبًا؟

يسرِي فيه هذه الأيَّام نُور عجِيب، وتلتفُّ حولَ العبادات لذَّة فرِيدة، ويتمنَّى المرء لو أنه لا يترُك سجَّادته، أن يبقَى مثنِي الظهر خانِعا لربه، ليقِينه التام بأنه كُلما ازدادَ خُنوعه ازدَادت رِفعته، لله دَرها من مشاعِر، وكأنَّ النفسَ تتطهر من أرجاسِ السنَة وتسمُو نحوَ مقاماتٍ مُرتجاة، لا يبلغها إلا الصادِقون المُقربون، العارِفون بالله، من استنارُوا بنورِ اليقِين، وأدركُوا نعيمَ القُرب، وانغمسُوا في معِين الحُب الإلهِي، وها أنا ذا في عشرٍ مُعظَّمة، واقِفة على بابِك وفي قلبِي مسألتِي الدنيوية والأخروية، ورجاء أبدِي لن ينقطِع إلحاحِي عليه إلا يومَ أرَى وجهَكَ الجلِيل، أسألُك القُرب وحُبَّك، والإيمانَ وحُبَّك، والعَفو وحُبَّك، والاستقامة وحُبَّك، والصدقَ وحبَّك، والتوفِيق وحُبَّك، وأذكُرك في ملإٍ طامعةً أن تذكرنِي في ملإٍ خير منه، وأملِي أن تلحقنِي عَرفة وقد طهَّرت فُؤادِي من دَرن المعاصِي حتَّى أستحقّ غفران سنةٍ مضت وأُخرى قادِمة، حتَّى أكُون أهلًا للجوَاب بالخَير في كُل مسألَة.

- لأنَّ الأُولى مرَّت..

غَير قادِرة على تخطِّي مشهد الطفل الذي استَشهد واللّقمة في فمِه💔:(

إنَّنا أمامَ محرقة حقِيقة لا يتحدَّث عنها أحَد، الكُل صامِت يتفرَّج، الكُل حبِيس غُثائيتهِ، الكُل قاعِد مع القاعِدين، الكُل كرِه الله انبعاثَه.

لا سامحَنا الله إن سامحناهُم، لا غفرَ الله لنَا إن اعتدنَا إبادتهُم، لا نامَت لنا عين، ولا قُرت لنا أفئِدة إن بقِينا جُلُوسا ننتظِر الحلقة الأخِيرة، لا عفَى الله عنَّا إن كانَت دماء مئتَي شهِيد ما حرَّكت فينا ذرَّة حِقد على كيانٍ مُجرم، قتَّال، ذبَّاح، سفَّاح..

مجزرَة والكُل صامِت..يا عارَنا يا مهانَتنا💔

عاجل | صحة غزة: 150 شهيدا بالنصيرات

- هي الأيَّام كما شاهَدتها دُول.

الهزائِم في صُفوف المسلمِين وارِدة، والصّحابة خسرُوا معارِك كُبرى وهم نُخبة، وليسَ رِجال الضَّيف بمعزلٍ عن سُنة الله التِي كتبَ فيها النصرَ والهزِيمة لجُنده، والحقِيقة من هذا كُله أن ما نراهُ ليسَت هزيمة في جوهرِها وإن كانت كذلِك في ظاهِرها، فهذا الاحتِلال المدعُوم من جمِيع الجِهات يأتِ بعد ثمانية أشهُر كاملة من الحَرب التِي لم يُحقق فيها إنجازًا واحِدا ويأخُذ شرذمةً من أسرَاه ليُعيد بعضًا من ماء وجهِه، في الوقتِ الذي لا زالت فيه المُقاومة تحتفِظ بأضعافِ ما أخذُوا وتُسطر ملاحِم حقيقية على أرضِ المَيدان، وتفرِض شرُوطها سياسيًّا، في واقعٍ تملَأُه الخِيانة والحِصار والخذلان، فقُل لي بربِّك، إن لم يكُن هذا انتِصارا في حدِّ ذاتِه ما الانتِصار عندَك؟