الأَندَلُسية🕊

اليومَ نقِف، مهوَى الدمع سيَّال وفي غورِ كل واحدٍ منَّا حسرَة تدكُّ أوصَاله، وبينَ ضلُوعنا نزفٌ خانِق، يصِل الحُنجرة فتُحشرج الرُّوح في الصدر، أهُو دنوُّ اللحاق بكَ؟ أم أنَّ للوجِيعة سَكْرة كسكرةِ المَوت؟ الآن عرفنَا معنى أن يُبتر الأمَل بموتةٍ غادرة، وأن يُسقَط اللواء برصاصةٍ ماقِتة، لتبقَى بـنتُ الدهر على جبِيننا وجبينِ الأوطان ندبَة، نحنُ الذينَ أحبَبنا الحُر الشرِيف فوقفنا بعدَ سنينَ خمس على مشارِف ذكراه، نتلُو أبياتَ الرثَاء بفُؤاد منفطِر، وجسدٍ رعدِيد يكاد من فرطِ جِراحه أن يتهاوَى.. يا مِصر، لعَمر الله إنَّ الفقِيد لا يُسترجع، والحرَّ لا يُستعبد، ومُرسي وإن جارت عليهِ بلادهُ عزِيزة وإن ضنَّ عليه أهلهُ كِرام، أمَّا سُلَّان فرعون لا حاجةَ لهم بالنِّيل، فرِقاب إِخوان الجماعةِ سواقِي لا تنضَب، تستزِيد منها مِصر، ويبقى الطُّغاة عطشَى والحِقد مُورَّث.. سيدِي الرئِيس، سيدِي الشَّهيد، ذكرَاك جمرةٌ باردة، لها مع الطُّغاة مِيعاد، ويومَ الثأرِ ستحتدِم، ذكراكَ قُنبلة موقُوتة، لها في المَيدان صنِيع، ويومَ الصحوةِ ستنفجِر. -نُسَيبة🕊

- للمُتعاهدين على نصرة الوطنِ المُقدس ما بقِي فيهم نَفس، لرِجال الله وجُنده، للحامِلين على أكتافِهم أمانة التحرِير، القابضِين على جمرِ الدِّين الحامِي، لمن حملُوا أرواحهُم بينَ أكُفهم ومضوا فجرَ العُبور المقدَّس ليسطروا أولَ صفحات الحُرية، لشعبٍ آمَن بالمُقاومَة كجدوَى مُستمرة وقادةٍ ما رأوا نُور الشمس شهُورا عدِيدة، لصاحِب الظل ورسُوله والمروان واليَحيى، لرجالِ التصنِيع والهندسة، لوحدةِ الظلِّ الباسِلة الرَّابضة على أملِ الأسرَى، للإعلامِ العسكرِي الذِي أتعبَ كُل إعلامٍ بعده، لسرايَا الجِهـ.ـاد وشُهداء فتح الشرِيفة لا الخانِعة، للملتحمين في خنادقِ الوَطن، المرابطِين على ثغُور عسقلان، لبشارةِ النبِي العَدنان، المُثخنين في العدُو باسمِ ربِّ الإسراء والأنفَال، لأطهرِ النَّاس وأفضلِهم، المُقتبسِين من سيدنا جعفر فدَاءه، وسيدنا عُمر بسَالته، وسيدنا أبا بكرٍ قلبَه، لمن سيبزغُ فجر التحرِير بهم، وسيبرق نور النصرِ بإقدامِهم، لهُم جمِيعا وإن كُنت لا أعرِفهم، دُمتم تاجَ الرؤوس وسادةً علينَا، وكُل عامٍ وأنتُم بخير رغمَ عظمِ الخُطوب وشدَّتها.

أقمنَا شعِيرة الله والقلبُ مَوجوع على إِخوانٍ لنَا، أقامُوا في سنين مَضت فرض الجِهـ.ـاد وسُنة الذَّبح، لكِن نارَ الحرب قد ألمَّت بهِم هذه السنة فمنعتهُم عن السُّنَّة، وتركَتهُم جوعَى وعطشَى، وقد أخبرتنِي صديقة عزِيزَة من الشمال الصامِد حينَ باركتُ لها العِيد وسألتُها عن الحال أن المجاعة قد ألمَّت بهم وفتكَت بأجسادِهم كما الأُولى بل أكثَر مِنها، وما وجدتُني في تلكَ اللحظَة إلا أمسحُ دمعًا غزِيرا بكيتُ فيه قعُودي وبُعدي ولعنتُ فيه ألفَ مرَّة عجزِي وقصرَ يدِي وقلَّة حيلتِي، وصدِّقوني لستُ ممن يُنكِّد على الناس فرحتهُم، ولا من مُدَّعِي البُؤس في يومِ فرَح، لكِن فعلا هذهِ السنة الخطبُ جَلَلٌ جَلل، في شوارِعنا دماء الأضاحِي وفي شوارِعهم دماء بَشر، فهل نستوِي؟ كلا والذِي رفعَ السمَاء، فاللهم اغفِر لنا تخاذُلنا وهيء لنا أمرًا ننصرُ به هاتِيك البِقاع المُطهَّرة.

وضع كل سنة😂

🇸🇦: - يوم عرفة - عيد الأضحى 🇲🇦 : - يوم عرفة - فاصل ونواصل - عيد الأضحى

عُدنا على الانستغرام🙃: https://www.instagram.com/noussaiba.charkaouiii/

أُناجِيك في هذه اليوم المشهُود أن تُجيبنِي في مُناي السرمدِي، ورجائِي الأبدي، في دُعائِي بكُل سجدة، وإلحاحِي في كُل خُلوة، وابتهالِي عندَ كُل محراب، أن اجعلَ لي سهمًا في تحرِير فلسطين، أن اجعَل لي سهمًا في تحرِير فلسطين، أن اجعَل لي سهمًا في تحرِير فلسطِين.

جئنَاك، شعثا غبرا، عرجا كُسارى، لا على الصعيد وُقُوف لكنَّا على أعتابك، أرواحنا قبل أكفُّنا للسماء ضارعة، وفي كُل فجٍّ عميق نشكو إليكَ حاجاتٍ بثُّها لغيرِك مهانة لكنها على بابِك تمامُ العزة، ونرجُوك بخير رجاءَات السابقين المقرَّبين.. جئناك، قلوبُنا إناءاتُ ملأى بالدعوات، خزَّناها لعرفة، وها نحن نسهب مع مطلع شمسٍ انتظرناها كثيرا، ونبتغِي الإحسان مَقامًا، والجنّة مُقاما، ونظرةً لوجهك يطيبُ من بعدها الوصُول، لا بِشيء، فعملنا قاصِر، بل برحمتِك فقد وسعت كُل شيءٍ.. جئناك، صيامًا نالت مِنا وقدات القيظ، ندعُوك، وأنت الذي وهبتَ الصائمين دعوةً لا تُرد، أن تجِيرنا غدا من حرِّ نار مُسعرة، وتروي ظمأنا بشربةٍ من حوض صاحِب اليد المُطهَّرة.. جاؤوك وجئتُك معهم، أنا أنا، أمَتك التي تعرفها، بنفسِها الخطّاءة، وعينِها البكّاءة، وروحها اللَّهفانة، أسألك بنفس الكفِّ التي سألتُك بها في السنُون الماضية، غير أن يقِيني الآن غير السَّابق، فها أنا ذا في ركنٍ يعرفني، أنزوِي فيه ومُحياي شطرَ مكة قد تولّى، ومعي من عَرفة مضت دعاءٌ مُستجاب، كنت أحسب قُبَيل نيلهِ أن أبوابهُ بالحديدِ غُلِّقت، لأدركَ بعد حين أنَّ الحديدَ بيدكَ انصهارُه، أجثو على ركبَتَي والفُؤاد موقنٌ بحتميةِ الإجَابة، فقد ذَاق، ومن ذاقَ عرف، تتزاحم الدعوات فيتلكأ لساني وتتبعثرُ العِبارات، لكِني أرفعها لك كما هي فأنت رب القلُوب لا القوالِب، تطَّلع على صدقِ الدعاء ولا تُفضلنا على بعضٍ بفصاحةِ الرجاءَات… جاؤُوك وجِئتك معهم، لتنظُر لخافقِي وأنت الأعرَف به وبسريرتِي، أشكُو لك آلامَ أمةِ تنهشُني، فما يقبل عِلاتي إلَّاك، وأسألك النَّصر والفتح والتمكِين لأراضين أشقَاها البلاء، وأنهكتها الأرزَاء، والحُرية لعِباد عقائدهم السلِيمة في دين الطُّغاة آصار، أوجبت عليهم الأغلال. -نُسَيبة🕊️

ومَن فاته الوقوف بعرفة فإنّ غـزّة له موقف، وهي أجدر بوقفته، فإن الوقوف بغـزّة واجب الوقت في الحال على أي حال، وأما الوقوف بعرفة فيسعك التراخي فيه، أو تحيُّن موسمه مرّة في العام إن كان مذهبك الفور فيه؛ كما أن الواقف بعرفة لا يسقط عنه الوقوف بغزة.