دِفءٌ وآيَات

كلّما انهدّ ركنٌ فينا؛ نادينا "يا كاشف الكرب".. فذكر العبّاس، إسناد.

كلّ من جرحوا فيك أمانك، سينتقم منهم العبّاس؛ إذ لم يقبل أبدًا منذُ البداية أن يُسلب شعور الأمان من أحدنا.

🤍

العبّاس (عليه السّلام)، سيفٌ ضد مخاوفنا.

"نظرتُ للقبّة، وأنا في الصّحن المبارك.. خاطبته: يا أيّها السقّاء.. عطشٌ أنا، وأنتَ مائي".

اذهب إلىٰ العبّاس، اخبره بأنّك وبحقّ إمامه وإمامك عطشان لرؤيته، بأنّك مُتعب ومضطرب وتائه بمفردك في أرضٍ يسودها الخذلان والخوف.. سيكون هناك بانتظارك، بل هو الّذي يريد ذهابك إليه، سينقذقك بعيونٍ شفتها الزّهراء..

لأنّك كُلّ شيءٍ، الأحزان والدموع والضّحكات، نعود إليك وخطواتنا تنجرُّ جرًّا تحرث الأرض من شدّة ثقلها، نسألك بكلّ مرّة "تقبلنا؟" تُجيب بابتسامةٍ تشبه سنا جناحات العصافير "بلىٰ، دائمًا" لكن حقًّا "لِمَ؟!" لِمَ لا زلتَ تشملنا بعهدك الخالد "إنّي أنا العبّاس أغدو بالسِّقا" هل فعلًا نحن من أيتام الحُسين (عليه السّلام)؟! أين نحن من طهارة رُقيّة أو عُلوّ الرّضيع!.. هل نحن ضمن وصيّة والدكم عليّ (عليه السّلام) الّتي أودع فيها إليكم أيتام العالم؟ لهل ولهذا سالت عينك أمامك بالسّهم الملعون؛ لأجل أن تظلّ عيوننا علىٰ صراط البصيرة أبدًا؛ حتّىٰ نلقاكم؟! لا تتركنا يا عبّاس..

"كون الطف حلم ولبيتنا نعود ونفرش زادنا وعبّاس موجود"..

بيني وبينك ألف حكاية، وليالي البرد الّتي انقضت من وجودك مع الرّاية.. بيني وبينك ألف جرح ورواية، استندتُ عليكَ في كلّ مرّة، وهبتني الحياة عند كلّ مُرّة، لم تقصّر؛ وجدتكَ أوّل الحاضرين عند الأزمة، ووهبتني نهرًا كاملًا بعدما طلبتكَ قطرة! 🤍

"بمن سنكتب يا عبّاس هل لغةٌ والأبجديّةُ جفّت ما بها حرفُ"..