م. محمد حسناوي

لماذا #عصام_العطار رحمه الله رمز سوري؟ لأنه تمثل في حياته كل ما يعشقه السوريون. جمع ما يعجز غيره عن جمعه، والكلام من باب الوصف لا المبالغة: فقد كان شاعراً وأديباً، قيادياً وعاملاً، مفكراً وحركياً، سياسياً وداعية، مصلحاً وثائراً. وهو في كل ذلك من نخبة النخبة، وفي نفس الوقت يستطيع الوصول والتأثير في عامة الناس. وأزعم أن سورية لم تعرف في العصر الحديث رجلاً مثله.

كل خطوة في طريق تخفيف الأسعار هي خطوة مباركة. بشكل عام المشكلة الرئيسية لا تتعلق بالغلاء فقط، المشكلة هي في الفرق الكبير بين المدخول والنفقات. كرقم تقريبي حاجة الكَفاف لعائلة متوسطة العدد شهرياً بين ٢٥٠$ إلى ٣٠٠$ وكأستاذ مدرسة يتقاضى ١٥٠$ ليست بالتأكيد مشكلته في الغلاء، إنما الفرق بين مدخوله وبين النفقات المتوجبة عليه.

كل هذا التشهير والإسقاط والتضليل وهذا التطاول على الشيخ عبد الرزاق المهدي بسبب الفتوى بتقديم حج الفريضة على التبرع بالمال للجهاد!! معلومة: معظم أمراء وشرعيي الفصائل ذهبوا إلى الحج خلال السنوات الماضية، ومنهم من ذهب وقت المعارك، لا الآن وقت سكون الجبهات؛ أذكر منهم هنا على سبيل المثال الشرعي العام لـ"جبهة فتح الشام" ومن ثم "هيئة تحرير الشام"، ووزير الأوقاف في حكومة الإنقاذ في دورتها الأولى "أبو البشر الشامي"؛ ذهب إلى الحج وقت كان وزيرا للأوقاف في 2018 ، يعني في وقت لم تكن فيه الجبهات هادئة كما هي الآن؛ وأنا تقصدت ذكره هنا بالاسم والصفة. وكذلك ذهب قبله وبعده الكثير من قيادات وشرعيي الهيئة والأحرار وباقي الفصائل، لو أردت عدهم لاحتجت إلى عدة مناشير.. هؤلاء أقوام لهم أعمال في الجهاد، تركوا أعمالهم وصرفوا الأموال على الذهاب إلى الحج؛ ولم نسمع أحدا أنكر عليهم، فضلا عن أن يتهمهم بالجهل والهوى والضلال واتباع سبيل الشيطان!! والعجيب! أن يُوصف الشيخ عبد الرزاق المهدي، الذي تشهد له نقاط الرباط، بالتثبيط والتخذيل والصد عن سبيل الله!! وممن؟!! قوم بهت، لا يوقِّرون كبيرا، ولا يكرمون ذا الشيبة المسلم، ولا حامل القرآن وحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم. وآخر يمنُّ على الشيخ عبد الرزاق بمقام الشيخ في أرض الرباط!! يمن على الشيخ بأعمال الشيخ الصالحة!! وهذا من أعجب ما رأيته في هؤلاء القوم، ولقد تكرر هذا الفعل منهم مرارا؛ أنهم يمنُّون على الناس بأعمال الناس الصالحة: من جهاد ورباط ومقام في أرض الرباط وغير ذلك!! ولقد عاب الله على الأعراب منَّهم على النبي -صلى الله عليه وسلم- بإسلامهم؛ أي بعملهم هم؛ فكيف بمن يمنُّ على الناس بأعمال الناس الصالحة!! هذا فضلا عن أنهم مع كل مناسبة يكررون منَّهم على الناس بتسلطهم عليهم.. أخبرنا القرآن عن قوم يمنون على النبي وعلى المسلمين بحسناتهم، ثم ابتلينا بقوم يمنُّون على الناس بالتسلط عليهم وبحرصهم على الإمارة!! أخيرا: طالما أن الجهاد بهذه الدرجة من الحاجة، وأنه يقدَّم على حج الفريضة؛ فليخبرنا فقهاء الأولويات، المثرِّبون على الشيخ المهدي، عن حكم تضييع أموال الجهاد على الولائم والمؤتمرات والندوات وتزيين الطرق والدوارات، وعلى بناء البيوت الفارهة والمضافات، بدلا من صرفها على الجهاد وتحصين الجبهات؟ ما حكم من يفعل ذلك؟ t.me/sroschd

وكم فقدنا من رفاق، دفناهم ودفنا جزءاً من أرواحنا مع كل حبيب منهم، واليوم تعيش أرواحنا هناك ونطل على هذه الدنيا من نافذة صغيرة، ونحن ندرك أنه لم يبقَ الكثير حتى نغلقها.

الكثير يعرف قصة جحا مع الرجل الذي اشتكى له ضيق منزله. فأشار عليه بإسكان حمار ودجاج وخاروف معه ومع عائلته بهذه المسكن الضيق. فزاد الأمر سوءاً حتى كاد أن ينتحر الرجل! ثم أشار جحا بالتدريج أن يخرج الحمار فتحسنت أمور الرجل ثم أن يخرج الدجاج والخاروف ويبيعهم.. ثم سأله جحا كيف صرت؟ قال صرت بأحسن حال! في الحقيقة هذا المثال الذي خطر لي مباشرة بعد قراءة عنوان خبر : استطلاع رأي الناس في قرار مجلس رئاسة الوزراء بإلغاء الموفقات الأمنية على سير المعاملات العقارية. الإصلاحات ليست أن تخلق مشكلة ثم تحلّها. فهنا المشكلة فيك أنت وليست بأي شيء آخر.

كل قضية عليك أن تعطيها من وقتك ونفسيتك وجهدك على قدرها. فلا تفني نفسك في أشياء لا تستحق أن تستنزف نفسك من أجلها في الوقت الذي تهمل فيه ما هو أهم. أعود وأكرر أعطها على قدرها، وقد لا يكون قدْرُها على النحو الذي تتوهمه.

هنا العقيدة يا من اختزلتم الدين في مظاهر لبس الثوب وتغطية الرأس وحف الشارب وإعفاء اللحية، بينما تنامون مِلأ أجفانكم ودين الله يُهان ومحارم المسلمين تُنتهك!!! تعلموا العقيدة يا من آثرتم السلامة وقبلتم بالعمل وفق سقوف الحكام الظلمة والمتخاذلين، ورضيتم بالزرع وأخذتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله!!! T.me/a2qanita1

بعد هذا العمر أعود وأسمع من أحد الأشخاص عبارة "ليس بالإمكان أحسن مما كان" ليس المقام هنا للحديث عن قضية العمل والنتيجة، لأني بتّ أعتبر هذه العبارة جريمة، وليس فقط لا تحتاج الرد.

عداء إيران للصهاينة جزء من مشروع التمدد لولاية الفقيه ورأس حربة فيه يخترق من خلاله البلدان الإسلامية وليفسدها وتصبح جزء من ولاياته. المتصهينون العرب جزء من مشروعهم السلام مع الصهاينة للحفاظ على مصالحهم وعروشهم. والفرق في الخطورة واضح بين الفريقين، الفريق الثاني مجرد حزب تعاديه كل الشعوب العربية الإسلامية والأمور على شفا الإنفجار. وبين الفريق الأول الذي يمثل مشروع متكامل يخترق البلدان من الداخل كالسرطان، ولا علاج أصعب من علاج السرطان. رأيي الذي قلته مراراً أنه للأسف لم تسقط بعد ورقة التوت التي يداري بها -محور المقاومة المتمثل بإيران- سوءته، وما زال حزب من الناس يفتنون به. وما زال حتى قسم من المفكرين مخدوعون به. والأساس دوماً هو البحث عن لب الصراع. فالصراع الإسلامي الصهيوني مبني على احتلال الصهاينة لأرض إسلامية وزاد من حدة الصراع وعالميته القدسية الدينية هذه الأرض قبل أهميتها الجغرافية التاريخية. إيران لا ترى أصلاً قدسية لفلسطين! هي لا تراها -كما أسلفنا- إلا جزء من مشروع لتحقيق مصالحها وأجنداتها.

عادةً كل كلمة انكليزية استدعيها من عقلي وأكون قد نسيتها أو أتعلمها جديد، أكتبها على دفتر وأضعها في جملة حتى لا أنساها. من هذه الكلمات كلمة support/يدعم أول جملة خطرت على بالي Everyone looks for who supports him كلنا بحاجة إلى من يدعمنا، فلا تبخل على الآخرين بدعمك فهم بحاجتك كما أنت بحاجتهم.