فقه الصالحات

فقهت عظم الجزاء فصبرت وفقهت قبح التكشف فأعادت الطلب. "قالت: يا رسول الله، إنِّي أُصرَعُ وأتكشَّفُ، فادْعُ الله أن يشفيَني. فقال: إن شئتِ دعوتُ الله أن يشفيَك، وإن شئتِ صبرتِ ولك الجنَّة؟ فقالت: بل أصبِرُ، ولي الجنَّة، ولكن ادْعُ الله ألَّا أتكشَّفَ، فدعا لها، فكانت لا تتكشَّفُ". فصلت في العرض (أصرع وأتكشف)، وأشملت في طلب الدعاء (فادع الله أن يشفيني) فإنها إن شفيت ما تكشفت. فخيرها النبي ﷺ بين حسن الصبر مع عظم الجزاء (أن تصبري ولك الجنة) وبين الدعاء بالشفاء (وسيجيب الله دعاء نبيه)، فاختارت علة البدن مع الصبر عليها ومنال الجنة المؤكد (بشرى النبي ﷺ لها) بدل صحة البدن. وتداركت فطلبت الدعاء بعدم التكشف، فسبحان الله! هذا هو فقه الصالحات، وهي تعلم ألا جناح عليها بعد الصرع فلا تؤاخذ، ولكنه قبح الفعل أصالة تعافه النفس على الرغم من بشرى النبي الكريم ﷺ لها بالجنة. رضي الله عنهن.

استغرب بعض الناس صنيع نساء تركيا وسوريا حين بالغن في ستر أنفسهن في عز هذه الأزمة وهن على قيد الحياة. تذكرت فقه فاطمة وصنيع أسماء بنت عميس رضي الله عنهما، فقهت سيدة نساء الجنة ضرورة المبالغة في الستر حتى بعد موتها حياء منها فصنعت لها أسماء محملا مستترا حتى تحمل فيه إلى قبرها، وزادت عن ذلك أن أوصت بأن تدفن عند خمود الرجل وعتوم العين. أقول: لعلها علمت أنها ممن تتشوفها الأعين لعلو مكانتها ولقرب لحوقها بأبيها خير الخلق ﷺ و مصاب المؤمنين فيه عظيم، فتلاحق جنازتها الأعين وتتزاحم الأرجل للصلاة، فأبت ذلك حياء ومكرمة. اللهم صل على سيدنا محمد، وارض عن أصحابه الكرام، وبارك في نساء المسلمين وارفع البلاء عن عبادك.

لمن أراد التبرع لإخوانه المتضررين هنا حملة جمعية تراحم https://www.tarahum.org/188 وهنا حملة جمعية آيات https://ayatt.org.kw/project/url/ec81dcf3-796d-4cac-9a96-7f7cbf324dbb حملة فريق التآخي https://hofath.org/project/685?u=111 وسأعدل على هذا المنشور مضيفا أي حملة أو أشخاص أحسب أنهم ثقات في إيصال المساعدات

بسم الله الرحمن الرحيم من فقه الدعوة حينما نشاهد احدهم يعظنا بأن البلاء سببه الذنوب والمعاصي ثم يرشدنا للتوبة النصوح فهذا لا يعارض فقه الدعوة لله عز وجل ولا يعارض قواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يعارض المواساة مع أهل البلاء ولا يعارض الاهتمام بما هو أولى من دعاء او دعم مادي او إنقاذ ملهوف او تقديم اي مساعدة كانت بل هي النصيحة ومعلوم ان الدين النصيحة فمعلوم ان علاج السنة الشرعية لا تعارض السنه الكونية ولذا كان أول علاج المصائب والعذاب هو الاستعانة واللجوء والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى وهذا لقوله صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وهذا جوهر التوكل بالسراء والضراء والا فما معنى الإيمان بالاسماء والصفات التي من خلالها نطبق إيماننا بالقدر خيره وشره لذا كان على الدعاة ربط القلوب بخالقها كي ترضى بقضاء الله وقدره كي يكشف الكرب ويرفع البلاء ونحن لا ننسى ما علمنا الله في كتابه انه يجيب دعاء المضطر ويكشف السوء ومن قرأ حال السلف عند المصائب وكيف يصنعوا عند الشدائد بلجوئهم إلى الله عز وجل وفقههم لصلاة الخسوف والكسوف فهذه الصلاة التي استعين بها هي والصبر لتحمل الشدائد واهوال الدنيا فالمواعظ زاد القلوب والابدان في رحلة الحياة والله المستعان

عن صفية زوجة عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم قالت : زُلزِلَتِ الأَرضُ عَلَى عَهدِ عُمَرَ حَتَّى اصْطَفَقَتِ السُّرُرُ فَوَافَقَ ذَلِكَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ وَهُوَ يُصَلِّي فَلَم يَدرِ. قالت: فَخَطَبَ عُمَرُ لِلنَّاسِ فقال : أَحدَثْتُم ... لَقَدْ عَجِلْتُمْ قَالَت: وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ: لَئِنْ عَادَتْ لأَخْرُجَنَّ مِنْ بَيْنِ ظَهْرَانِيكُمْ....! [ مصنف ابن أبي شيبة 8421 - الأوسط لابن المنذر 2921 ] #الفاروق

فقهت التوحيد فخالفت الهوى. قالت: أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، جعل لا يلتفت إليها. فقالت: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت إذن لا يضيعنا، ثم رجعت. "فألفى ذلك أم إِسماعيل، وهي تحب الأنس". هاجر عليها السلام وعلى زوجها وولدها السلام، في قصتها عبر لا تنتهي   إيمان: اذن لا يضيعنا. غلبة الهوى: وهي تحب الأنس. تخلد ذكرها وكان من نسلها خاتم المرسلين عليه وعليهم الصلاة والسلام.

عن عائشَةَ رضيَ اللَّهُ عنها أنها قالَت: يَرحَمُ اللَّهُ نساءَ المُهاجراتِ الأُوَلَ، لمَّا أنزلَ اللَّهُ: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ شقَّقنَ أكنف مروطَهُنَّ فاختمرنَ بِها. هذا هو التعلّم الحق الذي تعلّمته نساء الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- وليس كما تصوّره سلافع عصرنا من أن التدرج مطلوب، ولا بأس ببعض التبرج حتى لا تنفر سفيهات الموضة وعرض الأزياء من الدين.

أمنا عائشة رضي الله عنها كانت تكلمهم من وراء حجاب وهي من هي أمهم حرمت عليهم. ابنة مالك كانت تطرق الباب ولا يسمع منها وهي تعلم أن صوت المرأة ليس بعورة. ابنة سعيد قالت لزوجها اجلس أعلمك علم سعيد، أخذت العلم عن أبيها وبلغته زوجها. وليست دكتورة تلقي المحاضرات في مدرج يصطف فيه طلاب وطالبات العلم جنبا إلى جنب في منظر مهيب -زعما! فانظر فقه الصالحات؛ كلمتهم من وراء حجاب حين علمت ألا أحد يعلم ما تعلمه فبلغت والتزمت أمر ربها رضي الله عنها. طرقت حين علمت أن هناك من ينوب عنها في التبليغ فاكتفت وامتنعت. كلمت وكشفت حجابها حين علمت أن ذلك يؤلف بينها وبين زوجها وتكفيه مشقة المجالس. إن كنت مقتدية بهن فافعلي مثلهن، ولا تزاحمي الرجال ثم تحتجي بهن زورا وبهتانا.