غِراسٌ

المؤمنُ يسرُّه ما يسرُّ المؤمنين، ويسوؤه ما يسوؤهم؛ ومن لم يكن كذلك لم يكن منهم. شيخ الإسلام ابن تيمية - رضي اللّٰه عنه - .

لكلِّ فردٍ منا نقطةَ ضعفٍ يؤتىٰ منها، وهو يعرفها جيدًا . . من لم يبذل ويضحي في سبيل القضاء عليها حتى يسلَمَ له دينه، فلا يلومن إلا نفسه إن هو ضلَّ فيما بعد . .

لا يمكنُ أن يُزيغَ اللّٰهُ قلبَ من كان مهتديًا إلَّا وفي قلبه بلاء! الشيخ ابن عثيمين - رحمه اللّٰه -

قريبًا . . 🔥⌛

● بالروح بالدم نفديك يا أهلي ! هو مش كان الإسلام ؟؟ ● أديله عمري وبرضو قليل ! هو مش كان النبي ﷺ ؟؟ ● ولا في غيره يفرحني ! يعني مش الطاعات والصلاة في المسجد ؟؟ ● ع الحلوة والمرة معاه ! يعني مش القرآن ؟؟ ● يوم ما ابطل اشجعه هاكون ميت أكيد ! دي راية التوحيد دي ولا إيه ؟؟ ● يوم نصره لينا عيد ! ده دين موازي وله أعياد كمان ؟؟ ● وراك يا أهلي انا كعب داير ! لأ وفيه طواف وسعي وشد رِحال كمان ما شاء الله ● هانكون جيشك نفديك بروحنا ! ده كفار قريش بيكلموا هُبَل ده ولا إيه مش فاهم ؟؟ بالله عليكوا ده كلام مسلمين ؟؟ والله لو النبي ﷺ أو حد من الصحابة سمع هتاف من الهتافات العبيطة دي هايفتكر الإسلام لسة مدخلش مصر الكورة بالنسبة لكتير من الشباب بقت عبارة عن دين موازي للإسلام .. دين له ولاء وبراء ومقدسات وشد رِحال .. وده كله خد من رصيد القلب اتجاه دين ربنا .. الكورة بقت إله وصنم حرفياً .. زي هُبَل واللات والعُزى كدة بالنسبة لكفار قريش بالظبط .. لو نزلت أي قهوة وشتمت النادي اللي بيلعب على الشاشة .. هاتطلع على أقرب مستشفى أو على المقابر .. لكن اقعد على نفس القهوة سِب في دين ربنا للصبح محدش هايقولك حاجة !! لو مكانش الإسلام وصل مصر كنا هانشوف ناس بتسجد للكورة ولأحذية اللعيبة وبيسَّبحوا بحمدهم وبيقدموا لهم القرابين في المعابد .. قصدي في الأندية أقسم بالله العظيم لو بنهتم بدين ربنا نص الإهتمام اللي الكورة بتاخده .. والله ما بقى ده حالنا ولا كان الغرب تجرأ علينا .. فوقوا يا اخوانا وبطلوا تفاهة بقى .. الكورة عِلم لا ينفع وجهل لا يضر .. إن الله يحب معالي الأمور ويكره سِفسافها .. الكورة لغو فارغ .. وربنا بيقول عن المؤمنين : { والذين هُم عَنِ اللغو مُعرِضون } .. الحمد لله الذي عافانا. نقلًا عن أحد الإخوة المصريين - ثبته الله -

لسنا عاجِزين، ولكن أكثرنا - مع الأسف - تافهين!!

تعمدت ألا أذكر النتيجة حتى لا يرسم في أذهان البعض تلك النتيجة الوردية التي تصير أساسًا . . قبل أن أذكر النتيجة لا بد من ذكر أن بسبب حرصي علىٰ إخواني قد فقدت أكثرهم ولا زلت ! صحيح أنه ببعض الأحيان أكون فظًا في مثل هذه المواقف، لكن هي أحيانًا قليلة ترجع إلى طبيعتي البشرية، ويعلم كل من حولي أن ذلك ليس بأسلوبي الغالب عليّ . . ومع ذلك فالنفوس مجبولة على اتباع هواها، وقد خسرت الكثير بسبب خوفي وحرصي عليهم . . وكما جاء عي أبي ذر - رضي الله عنه - قال: "ما زال بي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى ما ترك الحق لي صديقا" وليس الأمر كما يتخيل البعض عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه بطريقة فظة سمجة . . لا أبدًا، نصحك لأخيك بأسلوب سمحٍ رقيق هو أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وأنا كنت شديد الحرص على أسلوبي وكلماتي في هذا الصدد حتى لا أُكون مُنفِّرًا عن دين اللّٰه تعالىٰ. بعد كل ما ذكرته في الأعلىٰ، أما عن النتيجة مع أخي وصاحبي هذا، فالنتيجة كانت وردية معه بالفعل؛ إذ عنده من الوعي ما يُبصِّره بسبب فعلي لذلك . . والحمد للّٰه تعالىٰ قد صارت علاقتي معه أمتنُ وأشدّ . . لدرجة أنه صار عندما يحثُّني علىٰ الزواج يقول لي - حتىٰ لا يُبقي لي حُجَّةً أُدافع بها عن نفسي - : " خذْ ذهب زوجتي وتزوَّج به، وسدِّده لي علىٰ راحتك ومتىٰ ما شئت" وأعلم يقينًا صدقه بقوله هذا؛ فأفعاله السابقة ووقوفه معي عندما تنزل بي النوازل بمختلف أطيافها تصدِّق كلماته هذه، ومثل هذا الأمر الذي قد يوقع المشاكل بينه وبين زوجته لا يقدر عليه كل أحد، وهو دلالة بليغة على متانة علاقتنا هذه وللّٰه الحمد. ومع ذا فأذكر بأن هذه النتيجة ليس أصلًا ولا أساسًا، ونحن لسنا مطالبين بالنتيجة وإنما مطالبين بالأخذ بالأسباب.

أذكرُ حادثةً وقعت معي . . كنت أعمل في مكانٍ ما بمدينةٍ بعيدة عن المدينة التي أُقيم بها، والمكان الذي كنت أعمل به يحتوي على مكانٍ للإقامة . . فعندما يكون عملي بالليل أصعد إلى مكان المبيت وأُوقِظ الإخوة ليصلّوا الفجرَ . . كان من ضمنهم أحد الأشخاص الذين أُجلّهم وأحبهم وأحترمهم جدًا، وكان يكبرني بعدة أعوام . . كنت أوقظ كل من في المكان ولا أنزل حتى أراهم قد قاموا وتوضؤوا للصلاة فعلًا إلا هو . . كنت أذهب إليه آخر شخصٍ، وأتلطّف معه بإيقاظه، فما أن يقول لي أنه قد استيقظ حتى أتركه، وأوصي باقي الإخوة بأن يوقظوه، وذلك حرصًا مني علىٰ ألا يغضب مني وتنزل مكانتي في قلبه! إلا يومٍ من الأيام اقتربت منه، وقبل أن أبدأ بإيقاظه توقفت لوهلةٍ أتفكر بها مع نفسي : كيف أخاف على منزلتي عنده ولا أخاف عليه من نار جهنم؟ ما هذا الحب الذي يجعلني أخونه بأن أتركه لهوى نفسهون أن آخذ بيده رغمًا عنه إلى الجنة؟! ترى هل لو أتينا يوم الحساب أسيكون مسرورًا مني أم أنه سيشكيني لله تعالىٰ بأنني قد خنته؟! ومن ثم فحتى لو غضب مني إلى درجة الخصام في الدنيا . . في يوم الحساب عندما نقف بين يدي الله تعالىٰ ويسأله عني ثم يجيبه بأنني قد بلغته وأخذت بيده لكنه أبىٰ إلى خصامي واستجابة هواه أأكون أنا وقتها مسرورًا من ذلك أم خائفًا وجلًا حزينًا على أنني قد خنته؟! بالطبع سأكون مسرورًا إذ بذاك اليوم يفرّ المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، ولن ينفعني إلا عملي وما قدمته" وبالفعل . . منذ تلك اللحظة وهاته الوقفة مع نفسي بدأت بإيقاظه أول شخص، ولم أكن أتركه حتى أراه قد هجَرَ فراشه إلى حيث مكان الوضوء . . وقد كسرتُ حاجز الرهبة ذاك في نفسي بفضلٍ من اللّٰه تعالىٰ ومنِّه بسبب ذلك الموقف . . وترسّخت عندي قاعدة أن من أحبه صدقًا آخذ بيديه - رغمًا عنه - إلى الجنة حيث الفوز العظيم، مع حسن الأسلوب وانتقاء صفوة الكلمات، ولا بد من سماع المرء ما قد لا يسرّه في مثل هذه المواقف . . وأحدنا قد يحتمل ذلك من غريبٍ . . أفلا يحتملها من قريب؟!

ومثل هذا لا يطلب، فمن يخاف عليك من الفتنِ ومن نار جهنم لن ينتظر منك أن تطلب منه لينبّهك على أخطائك . . ومع ذا، فلا بد من التذكير بالواقع العملي . . اذهب واطلب ممن أنت مقرّبهم منك، وأخبرهم أن يُطلعوك على ما لاحظوه عليك من أخطاءٍ وعيوب؛ فإن أظهروك بصورة ملائكية فابتعد عنهم يا أُخيَّ، وأنزلهم من تلك الدرجة التي وضعتها فيهم إلى درجة تليق بهم، فهم قد خانوك على الحقيقة، ولا أحد على وجه الأرض إلا وعنده أخطاء وله عيوب . . فـ "المؤمن مرآة أخيه" كما قال رسول الله ﷺ وفي ذلك سمعت مرة - أظنه الشيخ ياسر الحزيمي - بأنه عندما سمع هذا الحديث لفت انتباهه، وبقي سنوات يبحث عن شروحاته إلى أن سمع مرة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - يقول في شرح الحديث: "بأن الإنسان له عيوب وأخطاء قد لا يتنبّه لها، لذا فعندما يجالس ويخرج إلى إخوانه المسلمين يطّلعون على هذه الأخطاء والعيوب، وبما أنه من حقه عليهم نصحه فإنه بذلك يطلع على ما خفي عليه من عيوبه وأخطائه؛ وبهذا يكون المؤمن مرآة أخيه" فمن وقتها رسخ هذا المعنى في قلب الشيخ ياسر وفقه الله.

صاحبك الذي لا يراجعك في أخطائك وعيوبك وينبِّهك عليها = ليس بصاحبٍ، بل هو صديق . . وقد خانَك لا صانَك، فمن لا يخافُ عليك من نارِ جهنَّم فحريٌّ بك أن تصاحبه بالحسنىٰ وألا تقرّبه منك لدرجة الصحبة