شفاء الرُوح

يَقول أحد الصَالحِين: "مَا دَعوت الله بدعوةٍ بينَ العصرِ والمَغرب يوم الجُمعة = إلَّا استَجاب لي ربِّي حتّى استَحييت!".

-كان الفُضيل بن العياض سارقًا، وكان قد وقع في عشق جارية، وفي يومٍ ذهب ليلًا ليرى هذه الجارية، وتسلَّق الجدارَ، وبينما هو يقفُ على الجدارِ سمع شيخًا كبيرًا في السنِّ يقرأُ القرآنَ، وسمعه يتلُو: ("أَلَمْ يَانِ لِلَّذِينَ آمَنُواْ أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ..") ‏فوقف في مكانه وهو يبكي ويقول: "قد آن قد آن" ورجع إلى الله وتاب وأصبح من كبار العلماء والشيوخ.. وكان الخليفة هارون الرشيد الذي كان حاكماً لجزيرةِ العربِ وبلادِ الشَّام لا يثق في أحدٍ إلا فضيل وذلك لكثرة ورعه وزهده في الدنيا ، وكان لدى الفُضيل ٱبن العياض ولدًا يسمَّى "علي" و‏كان تقيًا جدًا، وكان الفُضيل إمامًا للمسجد وكان يحرص دائمًا على النظر خلفه ليتأكد هل ٱبنه يصلي أم لا , فإذا كان ٱبنه يصلي معه يقرأ الفضيل للمصلين آيات الرحمة، وعندما يصلي ٱبنه في مكان آخر يقرأ لهم آيات العذاب . وكل هذا يقوم به لأن علي كان في كل مرة يسمع فيها آيات العذاب يسقط ‏مغشيًا عليه من شدة خوفه من الله تعالى ، وفي يوم من الأيام نسي فُضيل أن يتأكد من وجود ٱبنه خلفه ، وقرأ للمصلين آيات العذاب ، فسقط علي من بين المصلين ولكن هذه المرة لم يكن سقوطه مغشيًا عليه بل سقط ميتًا ، مات عندما سمع آيات العذاب ، ‏مات من خشيه الله ، وسمي بعد هذا ب "قتيل القرآن''. من كتاب - سير أعلام النبلاء للذهبي - وشعب الإيمان للبيهقي.

قُم يا حبيب، فإنَّ الطريقَ بعيدٌ، وزادنا قليلٌ، وقوافِلُ الصالحين قد سارَتْ مِن بين أيدينا، ونحنُ قد بقينا. - زوجةُ حبيب الفارسي توقِظه لِقيام الليل

مِن أوضح الحقائق المُشاهَدة التي يتفق عليها أكثر البشر اليوم صغاراً وكباراً؛ هي ارتكاب قوات الاحتلال للمجازر في غزة. ومع ذلك فإن إدارة أقوى دولة في العالم لم تشاهد هذه الحقيقة بعد، ولا تزال تنفي وجود دليل عليها مع كونها أكثر دول العالم تقدماً تقنيّاً ومراقبة للأحداث بأجهزتها وعملائها. وإذا كان هذا الجحود لأوضح الحقائق عياناً فإن هذا يعود بالتشكيك إلى أصل نزاهة هذه الدولة في مختلف القضايا الإنسانية والفكرية والدولية مما هو أقل وضوحاً من ارتكاب الاحتلال للمجازر. ويعود بالتشكيك إلى أصولها العلمية والفكرية والثقافية التي تصدّرها للعالم باعتبارها أنموذج التقدم والأخلاق والحضارة والحرية. ومع كون هذا الأمر معروفاً لذوي البصائر والمبادئ من قديم الزمن إلى أن هناك من يحتاج إلى مثل هذه الشواهد ليقتنع بذلك. وهذا كله ينبغي أن يُعيدنا إلى أصولنا وهويتنا وثقافتنا المستمدة من الوحي الإلهي على النبي المصطفى ﷺ والتي هي الحق والعدل التي تحتاجه البشرية وليس أهل الإسلام فقط.

🩷🩷🩷

- "قُم في سكون اللَّيل واخضع ساجدًا سَلْ ما تشاءُ؛ فإنَّ ربَّكَ سامعُ".

"وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا" - قيام الليل.