cookie

Utilizamos cookies para mejorar tu experiencia de navegación. Al hacer clic en "Aceptar todo", aceptas el uso de cookies.

avatar

تدبرات قرآنية

للشيخ أبي جعفر عبد الله الخليفي.

Mostrar más
Publicaciones publicitarias
949
Suscriptores
+124 horas
Sin datos7 días
-430 días

Carga de datos en curso...

Tasa de crecimiento de suscriptores

Carga de datos en curso...

نقض حتمية العامل البيئي من القرآن الكريم... في هذا الزمان الذي فشا فيه تقديس الإنسان ظهرت ظاهرة المبالغة في الاعتذار للكافر وإساءة الظن بالبيِّنات من عقلٍ وفطرةٍ ونص. ولهذا كثير من الناس ينظرون لأهل الضلال بأنهم ضحايا، ثم يتساءلون تساؤلات تتعلق بمصيرهم الأخروي كأنها طعن في العدل الإلهي. وقد قال النبي ﷺ للخارجي: «ويلك، ومن يعدل إذا لم أعدل». فكيف يأتي إنسان يتشكك في العدل الإلهي ثم بعد ذلك يكفُر بالله ويؤمن بعشوائية لا عدل فيها البتة ولا عزاء لأي مظلوم أفلت ظالمه أو مات هذا المظلوم تحت الظلم ولا ضمان فيها لكون من عاند أو كابر أو سفسط سيعاقب أو ينكسر أو لا تكون له العاقبة. وكثيراً ما يتساءل الناس عن الكافر الذي وُلد كافراً من أبوين كافرين ما ذنبه؟ ويتساءل بعضهم عن المؤمن الذي وُلد مؤمناً ما مزيَّته؟ وهذا التساؤل مبناه على أن عامل البيئة حتمي ولا خيار للمرء معه، وأنه لا توجد مسئولية مع الإيمان ولا تخفيف مع النشأة على الكفر (كسقوط الفرائض القديمة عن الكافر الذي أسلم ولو عاش عمره في الكفر). قال تعالى: {ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأت نوح وامرأت لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين (١٠) وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين (١١) ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين (١٢)} [التحريم]. أقول: النساء مضرب مثل في كونهن مطواعات للعرف المجتمعي العام، وغالباً ما يتبعن أزواجهن، لهذا حُرِّم زواج المسلمة من الكتابي وأبيح زواج الكتابية من المسلم. ومع كون هذا عاملاً إلا أن الآيات تبيِّن أنه ليس عذراً، فضرب الله مثل لنساء نشأن في بيوت أنبياء ومع ذلك كفرن، فما انتفعن بهذا العامل العظيم، وذلك أن عناد المرء وكبره قد يكون أقوى تأثيراً من كل عوامل الهداية مهما قويت. وضرب -سبحانه- مثلاً بامرأة مؤمنة تحت أكفر أهل الأرض وأعتاهم، فما طاوعته وما أخافها كفره وعتوه، وذلك أن امتثال المرء لداعي الفطرة قد يكون أقوى من كل عوامل الترغيب بالكفر -من سلطةٍ وجاهٍ ومالٍ ورضا زوج ذي سلطان- والترهيب من الإيمان (العذاب الشديد). وكذلك مريم -عليها السلام- كانت في مجتمع فيه بقايا نبوة، غير أن أهله انحرفوا انحرافاً شديداً، فما سارت معهم على هذا. فإذا كان هذا في النساء فغيرهن من باب أولى إن أُنصِف. وهذا أدعى لئلا يُذهب المرء نفسه حسرات على هالك ويلوم نفسه على هلاكه.
Mostrar todo...
جدل بيزنطي أم مفتاح المحبة والشفاعة والقرب 👇
Mostrar todo...
أحسن الناس تكبيراً... قال الله تعالى: {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} [البقرة]. هذا في تكبير عيد الفطر الذي بعد رمضان، وهناك تكبير عيد الأضحى في موسم الحج. يقول تعالى: {على ما هداكم} فأحسن الناس تكبيراً من استشعر نعمة الهداية. ومن يستشعرها حقاً لا ينظر للكفار بحسدٍ ولا يسميهم (الدول المتقدمة) معتقداً تقدمهم في كل فضيلة، ولا يجعلهم معياراً لمعرفة الصواب والخطأ أو يأبه حتى لرأيهم. بل يفرح بهداية الله عز وجل له، ويسعى لهدايتهم ويراهم مغبونين، إذ ضاعت منهم الهداية لأمرٍ من الدنيا. وأهل السنة أعظم الناس هدايةً وأحسن الناس تكبيراً إن استشعروا هذه النعمة. واستشعار النعمة يستدعي الحفاظ عليها والازدياد منها، والهداية درجات فيطلب المزيد والمزيد. وتكبير الله عز وجل استحضار لأسمائه وصفاته ومعانيها المتسامية. وتذكُّر الهداية فيه مخالفة القدرية القائلين بأن العباد يخلقون أفعالهم، والتكبير فيه مشاهدة لفعل العبد مخالفة للجبرية. وقوله تعالى: {ولعلكم تشكرون} فيه أن الحسنة تجلب الحسنة، وفي تلازم الحسنات ظاهراً وباطناً مخالفة لاعتقاد المرجئة.
Mostrar todo...
الآية التي تعضد عامة أحاديث الفضائل الثابتة... قديماً صنَّف بعض أهل العلم كتاباً بعنوان: «ثواب الأعمال»، وهو أبو الشيخ الأصبهاني، وهناك كتب عديدة أخذت عنوان «الترغيب والترهيب» يذكرون فيها ثواب الأعمال الصالحة وعقوبة السيئات. وتبشير أهل الإيمان بثواب الأعمال وفضل الله عليهم بذلك أمر حُضَّ عليه في القرآن: قال تعالى: {وبشِّر المؤمنين بأن لهم من الله فضلًا كبيرًا} [الأحزاب]. والفضل الكبير أمر زائد على ما اعتادوه من الثواب، من كون الحسنة بعشر أمثالها، فهذا بعض الفضل، وقد امتثل النبيُّ ﷺ ذلك، فبشَّر أمَّته بالمواسم الفاضلة، كرمضان -صيامه وقيامه- وعشر ذي الحجة وثواب الحج وصيام عرفة وعاشوراء وغيرها، وفضائل الصلوات والأذكار وغيرها. وهذه الآية لمن تأمَّلها تدخل في حجية السنة، إذ فيها الأمر المجمل الذي جاء تفصيله في السُّنة. وتدخل أيضاً في إثبات الشفاعة، إذ أنها من عموم الفضل الإلهي، وفضل الثواب للأعمال يدل أيضاً على الفضل في العفو والمغفرة. وهذا لا يؤدي إلى الاتكال -إن شاء الله- إن علِم المرء أن الحسنات قد يُقبلن وقد لا يُقبلن، وإن علِم أيضاً عقوبة السيئات، فيتوازن الأمر عنده بين الرغبة والرهبة. مواسم الخير فيها تضعيف للحسنات بلا جهد من المرء، سوى أن الله عز وجل أراد أن يتفضل بجعل هذا الموسم فاضلاً، وهنا يفيض قلب المرء رغبةً إلى الله عز وجل، فهذه المشيئة في التخصيص هنا تُذكِّر بالمشيئة في قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}. حين تقرأ عن ثوابٍ عظيم لا تتكل، بل قل لنفسك: هذا الثواب العظيم بمنزلة الكنز الذي لا ينبغي أن أضيِّعه بسيئاتٍ محبطة أو بحقوق للخلق يأخذون من كنزي. وقوله تعالى: {وبشِّر المؤمنين} معناه أن الفضل الكبير عُلِّق على الإيمان، وأهل الإيمان يتفاوتون فيه فكلما كان المرء أكثر إيماناً كان الفضل في حقه أكبر، لذلك هناك مكفرات ذنوب وأعمال صالحة في الأزمنة الفاضلة تكون سبباً في المغفرة، وهذه الأعمال من الإيمان. لهذا إذا قرأتَ «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» أو ما ورد في فضل عرفة، فاعلم أنك أمام مصداق من مصاديق الآية. «من صام» يعني عمِل عملاً صالحاً ازداد به إيماناً. «غُفر له» هذا من الفضل الكبير. قال الطبري في تفسيره: "وقوله: {وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا} [الأحزاب: 47] يقول تعالى ذكره: وبشر أهل الإيمان بالله يا محمد بأن لهم من الله فضلا كبيرا؛ يقول: بأن لهم من ثواب الله على طاعتهم إياه تضعيفا كثيرا، وذلك هو الفضل الكبير من الله لهم".
Mostrar todo...
الذكاء وحده لا يكفي (سر الراسخين وعلاقة ذلك بحديث الافتراق) قال تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب (٧) ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (٨) ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد (٩)} [آل عمران]. أقول: بعدما ذكر ربُّ العالمين الراسخين في العلم ذكر دعاءً: {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}. فكأنها إشارة إلى أن الرسوخ لا يُنال بالذكاء وحده، بل ليس الإفراط في الذكاء من شرطه، وإنما يُنال بالدعاء والتوفيق. وفي ذلك حديث رسول الله ﷺ: «يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على دينك» هذا تطبيقٌ للآية. قال ابن أبي شيبة في «المصنف»: "37145- أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن حذيفة، قال: «ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا الذي يدعو بدعاء كدعاء الغريق»". وهذا إسناد صحيح إلى حذيفة، وكأنه يشير إلى آخر الزمان وغربة الدين وكثرة الملبِّسين (الدعاة على أبواب جهنم)، فقال: إنه لا ينجو إلا من يدعو كدعاء الغريق، يعني: يُكثر من الدعاء ويُلح كما يفعل الغريق إذا سأل الناس النجدة، فتأمَّل أنه ما ربط الأمر بالذكاء وإنما ربطه بالدعاء. والكلام على قوم جاءتهم آيات وبيِّنات فيها محكم ومتشابه، فاتّبع قوم المتشابه وتركوا المحكم، وذلك يأتي إما من سوء في الفهم، وهذا علاجه بالدعاء والتواضع والرجوع إلى أهل العلم، وإما من سوء في القصد، وهذا علاجه بكثرة تذكّر الآخرة، لذا جاء الدعاء: {ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه إن الله لا يخلف الميعاد}، فكم من إنسان يغريه ذكاؤه أن يستخدمه للتحريف والتلبيس، كما فعل علماء أهل الكتاب، وأرادوا بذلك تحقيق مصالح دنيوية من رياسة ومال ونحو ذلك. فإن قيل: ذكر الله الراسخين وذكر أهل الزيغ، فأين عوام أهل السنة وطلبة العلم ومن له سبب في العلم وليس راسخاً وأين الأتباع من أهل الضلال؟ فيقال: هؤلاء الرؤوس وكل له حكم متبوعه، لهذا كان بعض أهل العلم يقول: "الصغير إذا أخذ بقول رسول الله ﷺ والصحابة والتابعين فهو كبير والشيخ الكبير إن أخذ بقول أبي حنيفة وترك السنن فهو صغير" كما رواه اللالكائي عن إبراهيم الحربي بإسناد قوي. وهذا معنى قول بعض السلف: (الأصاغر أهل البدع) وجعل التماس العلم عندهم من أشراط الساعة كما روي في الخبر، وهذا مشاهد، فاليوم كثير من الناس إذا ذكر (علماء الإسلام) فإنما يريد أهل البدع الذين هو نفسه لا يعتقد اعتقادهم. فهذا التماس العلم عند الأصاغر الذي روي أنه من أشراط الساعة. فمن تبع الراسخين كان في حكمهم، ومن تبع الهالكين كان في حكمهم، هذا باعتبار الأصل وقد توجد استثناءات. وهذا يشهد بالجملة لحديث: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين» فالراشدون هم رأس الراسخين. وكذلك حديث الافتراق المروي، ففيه ذكر الفرقة الناجية (الراسخون ومن تبعهم) والفرق الهالكة (أهل الزيغ واتباع المتشابه ومن تبعهم). قال تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك} [هود]. هذه الآية جعلها ابن كثير شاهدة لحديث الافتراق، فالمستثنى {من رحم ربك} هم (الفرقة الناجية) وهذا المعنى مروي عن السلف. وعليه: يكون قوله تعالى: {وهب لنا من لدنك رحمة} يعني اجعلنا من الناجين المتَّبعين لطريقة الراسخين.
Mostrar todo...