- كيف انتفع من ساعات يومي بشكل صحيح وواقعي وبدون تسويف؟
في كثير من الأحيان لا ننتفع بساعات يومنا على النحو الصحيح وتضيع الكثير من الأوقات في اللاشيء، هاكم طريقة ستساعدكم كثيراً في حفظ أوقاتكم والانتفاع بها بأقصى قدر إن شاء الله، شريطة الالتزام ببنودها بدون إخلال.
1. الاستعانة بالله عز وجل والتبرؤ من الحول والقوة: كلما زاد افتقار قلبك لربك = زادت الاستعانة واليقين أنك لن تفلح في أي شيء إلا بمعونة ربك. (معية الله عز وجل مقترنة بحسن الظن به "أنا..عند ظن عبدي بي")، والتقين أنه لا شيء بدون تعب ومجاهدة (لكل مكانة ثمن، فادفع ثمن مكانك بالتضحية بكثير من المباحات لتحقق المُراد) "العلم لا يُستطع براحة الجسد، والنعيم في الجنة لا يُدرك أبداً لمن لا يريد كسر شهواته ونعيمه في الدنيا"!
2. الحفاظ على وِرد يومي من الحوقلة: (لا حول ولا قوة إلا بالله) تُرفع بها الجبال وتُجابه بها الأهوال (فقط لأصحاب اليقين، الذين لا يجربون ربهم!).
3. ابدأ يومك دائماً بالقرآن (حتى ولو بربع واحد): "ما زاحم القرآن شيء إلا باركه"، وإنك متى قرأت القرآن تيسر لك ما تطلب وتريد والعكس صحيح.
4. تمسك بواجب الوقت: (واجب الوقت: معناه المطلوب منك تنفيذه الآن وعدم الانشغال بغيره مهما كان المغريات والمُلِحات)، وقت الدراسة للدراسة ووقت الهاتف للهاتف ووقت العائلة للعائلة (فأعط كل ذي حقٍ حقه).
5. البكور البكور "ما بعد الفجر": هذه العطية الربانية لعباده، حتى أن الغرب علِم فضل هذه الساعات وألف فيها عشرات المؤلفات والكتب ونحن أولى بالعمل بها كمسلمين (بورك لأمتي في بكورها)، الأمر واضح وبسيط: مقدار البركة في حياتك يتناسب طردياً مع كم مجاهدتك وإصرارك على العمل بوقت البكور وعدم النوم فيه.
6. تقسيمة الوقت اليومية: (3 × 8)، اليوم مكون من 24 ساعة، مقسمة على 3 أجزاء لكل جزء 8 ساعات، فقسم يومك على هيئة (أوراد)، وصدقني هذه الطريقة تعينك أعظمها إعانة في حفظ وقتك، لنرى مثالاً:
* الثلث الأول من اليوم (8 ساعات): مخصص للنوم والراحة، وإن استطعت أن تجعلها 6 ساعات فقط، فبها ونعمة!
** الثلث الثاني من اليوم (8 ساعات): مخصص للعمل/المذاكرة أو النشاط الدنيوي الذي تقوم به > وعليه، فهذا الجزء من اليوم لا تقرأ فيه الكتب ولا تتصفح فيه من الجوال ولا تتحدث في الهاتف ولا تفعل أي شيء (بتاتاً) سوى العمل أو المذاكرة أو قضاء حاجيات البيت وما يتعلق بها أو غير ذلك، وإن استطعت أن تأخذ ساعتين من ثلث النوم وتضعها في النشاط اليومي فهذا أفضل وسيزيد من قيمة المُنجزات اليومية وعددها في يومك.
*** الثلث الثالث من اليوم (8 ساعات): مخصص لأورادك اليومية > قد يستثقل البعض أن يخصص 8 ساعات كاملة للأوراد، لكن حاول أنت تنظر إليها على أنها 8 ساعات ترسل بها ودائع إلى قبرك وتتعبد بها إلى ربك وتبني بها قصورك وأملاكك في الجنة، وفي هذه الأوراد (يومية) أي أنك لا تنقطع عنها وتحافظ عليها كل يوم، وهي كالتالي: تخصص ورد لقراءة القرآن (ساعة) وورد لسماع القرآن (حزب يومي، نصف ساعة) وورد لقراءة تفسير والتدبر (نصف ساعة)، وورد للقراءة الحرة (ساعة)، وورد للكورسات أو الدروس (ساعة ونصف)، وحبذا لو تخصص ساعة يومياً للمشي أو الذهاب للصالة الرياضية (الجيم)، فهذه الساعة ستؤثر إيجابياً على مِزاجك وحالتك النفسية والبدنية بشكل بالغ (وسل مُجرب)، وما تبقى تقسمه على قيام الليل وأذكار الصباح والمساء والاستغفار بالأسحار والأذكار المطلقة، وستجد في النهاية أن 8 ساعات أصلاً لا تكفيك!
أعلم أنك قد تستثقل هذا الجدول، وتظن أن الالتزام به أمر مستحيل، شخصياً أعرف من استغرق 5 سنوات كاملة يحاول أن يلتزم بهذا الجدول حتى تستقيم له الأمور، وهناك من استغرق أكثر، لكن في نهاية الأمر لا بأس عليك إن أصبت من الخير ما تصيب وما تستطيع، وفي النهاية ليست كل مشاغل الناس سواء، ونقول أيضاً أن الجنة لابد لها من تضحيات وأن الكمال في طلب الجنة معدوم وأنه لا شيء في الدنيا مثالي وكل ميسر لما خلق له وأنك ستدخل الجنة برحمة الله عز وجل لا بعملك، لكن اعلم: أنك لست وحدك، فهناك الكثير من الأخفياء الأتقياء (غير المعلومة حالهم على السوشيال ميديا) تصل أورادهم في القرآن إلى 10 و15 جزءً يومياً وهناك من يُسبِح بآلاف وعشرات الآلاف يومياً وهلم جرا من الطاعات!
لست وحدك، ولا يصح أن تتعامل مع نفسك بنوع من أنواع التراخي والسهولة: (اقرص على نفسك شوية)، فالجائزة الجنة!
وما أدراك ما الجنة..
وفقكم الله لما يحب ويرضى ونفع بكم وبارك في أوقاتكم.
نافع | Nafe3