cookie

Utilizamos cookies para mejorar tu experiencia de navegación. Al hacer clic en "Aceptar todo", aceptas el uso de cookies.

avatar

خواطر زائرة غَرِيبة

لِكُل رجلٍ عظيم سرٌ عظيم، وكلما ازدادت عظمة السر بينك وبينَ الله...ازدادَ تأثيرك في الناس، وامتدَّ بامتداد الأزمان وتعاقُب الأجيال. الفارس -أحمد شُقير- بوت التواصل: https://t.me/Athar_wathaker_bot رابط الدعوة: https://t.me/Atharwazaker

Mostrar más
Publicaciones publicitarias
279
Suscriptores
Sin datos24 horas
-17 días
-230 días

Carga de datos en curso...

Tasa de crecimiento de suscriptores

Carga de datos en curso...

"أهدهد نفسي بقول د.أحمد عبد المنعم "العشوائية أفضل من التوقف." ويُذهِب عني جلد الذات قول الشيخ ناجي: "تروح وتيجي لله، العلم والفهم دول فتوح من الله، تيجي أو لأ.. مش بتاعتك." ويقلقني قول د.هدى: "حطّ المِزاج على الرف وقوم من النوم شوية.. مسيرنا ننام النومة الأبدية." وأتصبر بقول أ. بدر آل مرعي: "من خير النِعم، أن يؤتى الإنسان قلبًا لا تُعطلُه الأحزان عن السَّعي" وأستبشر لقول م.أيمن: "سقف الممكن مذهل." ويُشرق قلبي كلّما تذكرت قول ش.محمد خيري:"الاستغفار يفتح أبوابًا كادت ألا تُفتح" - لصاحبها
Mostrar todo...
يكون العلم شفاء عندما ينزل على أسقام القلوب فيشفيها وينوّر محلّها -القلب- شيخنا || أحمد السيد.
Mostrar todo...
Photo unavailableShow in Telegram
مِن أعجب وألطف، وأبدع، وأوفق ما قال ابن القيم... سبحان الذي علّمه!
Mostrar todo...
‏📜 ميثاق التخرّج 📜 بسم الله الرحمن الرحيم إلى أخي الكريم المتخرّج من برنامج ‎#البناء_المنهجي: أحمد عامر أودّ في البداية أن أهنئك على هذا التخرّج، وأسأل الله تعالى أن يجعله خيراً لك وبركةً عليك وعلى أهلك وعلى أمة الإسلام، وبهذه المناسبة العظيمة أود أن أكتب لك بعض الوصايا والمعاني التي يستوجبها هذا المقام الشريف: أولاً: أودّ تذكيرك بالمعنى الذي سمعته مراراً خلال مسيرتك في البرنامج، وهو أنّ هذا العِلْم الذي تلقيّته إنما يُراد به الهداية إلى أمرين، وهما: الإيمان والإصلاح، فبالإيمان تزكو النفوس وتصلُح القلوب وتثبت الأفئدة، وبالإصلاح يُدفَع الفساد ويعمُّ الخير وتُرفَع رايةُ الإسلام، فأرجو منك أن تُديم النظر في هذا المعنى، وأن تُغذّيه بمجموع ما تعلّمت خلال مسيرك في البرنامج. ثانياً: أوصيك بتخصيص وقتٍ ثابت لمراجعة المقررات التي درستها في البرنامج، فإذا أنهيت المراجعة في سنة فهو حسن، وإلا ففي سنتين، كما أوصيك بالاستمرار في طريق العلم، وفي تنمية الجوانب العملية والمهارية، وفي الازدياد من المعارف التي تزيدك بصيرةً بواقعك ومشكلاته. كما أوصيك -في هذا السياق- بالعناية الخاصة بكتاب الله تعالى، حفظاً وتدبراً واستهداءً وعملاً، وأن تعتنيَ بدراسة تفسيره، وبإحياء سنّة مجالس الاستهداء به: (كانت تنزل السورة على محمد ﷺ فنتعلّم حلالها وحرامها، وآمرها وزاجرها، وما ينبغي أن يقف عنده منها) ثالثاً: أوصيك بالعناية الخاصة بالمواد المركزية المتعلقة بالتجديد والمنهج الإصلاحي، كـ (بوصلة المصلح) و (أنوار الأنبياء) ونحوها، وأوصيك -إذا يُسِّر لك مقام تربيةٍ أو تدريس- بأن يكون متن (المنهاج من ميراث النبوة) من أولويات المواد والمناهج التي تُقدّمها. رابعاً: أوصيك بالتعاون مع زملائك الذين يشاركونك هذا الهمّ الإصلاحي، وأن يحرص بعضكم على تثبيت بعض، وعلى العناية بمعالي الأمور، وعلى السعي في العمل والإصلاح. خامساً: أوصيك بأن تحمل همّ أمّة محمّدٍ ﷺ في جميع أحوالك، وأن تجعل آلامها مغذيّةً لهِمَّتك وعزيمتك، وأن تترفّع عن الجدل والخصومات في كلّ ما يؤخّرك عن واجب نُصرَة هذه الأمة، وأن تفهم واجب الوقت وأولويات العمل والإصلاح، وأن تجمع قلبك وفكرك حول القضايا الكبرى التي إذا صلَحت فسيَسهُل بعدها إصلاح القضايا الصغرى؛ فالله الله في أمة محمد ﷺ، والحذر الحذر من أعدائها ومنافقيها ومكايدهم ومزالقهم. سادساً: أوصيك بأخلاق أهل الإيمان، وأن يكون لك ولسائر المتخرّجين من هذا البرنامج بين الناس سمةً أخلاقيةً سلوكيةً واضحةً يُستدلُّ من خلالها على صحة التربية وصدق العلم وحسن الطريق، وأن يكون أول ميدانٍ تطبيقي لهذه الأخلاق هو بيتك؛ بين والديك، وزوجك، وأبنائك، وإخوانك، وسائر أهلك. سابعاً:أوصيك بدوام تذكّر الآخرة، واستحضار لقاء الله تعالى على طول الطريق؛ ففي ذلك سببٌ لوقايتك من كثير من الفتن بإذن الله (ما عندكم ينفد وما عند الله باق) ثامناً: أوصيك بقيام الليل، فهو من أعظم الزاد الذي نحتاجه في هذا الزمن للوقاية من الفتن: (أيقظوا صواحب الحجرات)، وليكون زاداً لطريق الإصلاح ومصاعبه وابتلاءاته (يا أيها المزمّل قم الليل إلا قليلاً). تاسعاً: أوصيك بأن تكون مصدر خيرٍ ونورٍ أينما حللت، وألّا تكون مستسلماً لظروف البيئات المحيطة بك، فكُن مؤثراً لا متأثراً، ومبادراً لا متأخراً، ومقبلاً مقدماً لا متقهقراً. عاشراً: أوصيك بالثبات على هذا الدين العظيم، وعدم الانهزام أمام التحديات التي تواجه المصلحين في هذا الزمن، وعدم اليأس والإحباط بسبب كثرة الفساد والمفسدين، فأنت لا تستمدُّ الثبات من أحوال البشَر، وإنما تستمدُّ الثبات من الله العليّ العظيم الحيّ الذي لا يموت: (وتوكل على الحي الذي لا يموت). وختاماً: تذكّر بأنّ شعلة النور المنتظرة لن يوقدها إلّا الصادقون المخلصون الباذلون المضحّون، فلنتعاهد على أن نكون منهم، وألّا نبتغي إلا وجه الله، وأن نبذل كلّ جهدنا لنُصرة هذا الدين وإعلاء كلمته. ثمّ نسأل الله أن يجعلنا من الواردين على حوض نبيّه ﷺ، وأن يرزقنا لذّة النظر إلى وجهه. كتبه: أحمد بن يوسف السيّد ٢٠-٦-١٤٤٥ الموافق ٢-١-
Mostrar todo...
علّمَني كَعب!
هذا رجلٌ جاء يتحدّث عن الصِّدق مع الله والنفس، فتحدّث عنه الصِّدق! وإنّ شأني في نفسي أحقر مِن أن أتحدّثُ عنه... يقِفُ المرءُ مِنَّا أمامه يقول: أما هذا فقد أخذ بِمَجامِع الصِّدق، حتى تظُنّ أنه ما أبقى مِنه شيئًا. مما علّمني كعب: •• أن الصِّدقَ في قراءةِ النَّفسِ يبلُغ بالمرءِ مبلغًا عظيمًا، مَبلغ قد يبلُغ أن يُنزِل القرآن فيه قرآنًا يُتلَى إلى يوم القيامة! •• عليكَ أن تُوِّرث لأولادك تاريخك، حتى لو فيه سَقطاتٌ لك، عسى أن تكون رِفعة له ولأمة محمد مِن بعدك! قصّ كعب حديث توبته على ابنه عبد الله، في حديثه الطويل في رواية مُسلم... فلّما كان الحديث فيه صِدقٌ تناقلته أمّةٌ بعد أخرى، والعجيب أنه كلّما طال الأمَدُ بهذه القِصّة ازداد عِبق الصِّدق فيها، ولعل الذي كساها هذا النور الفريد نزول قرآنًا فيها يُتلى إلى يوم القيامة.
"أمّا هذا فقد صَدَق!"
كُلّما قرأتُ قول رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أردتُ أن أقول: كعبٌ قَد صدَق مع الله، ثم مع نفسِه قَبل أن يصدُق مع رسول الله، فلما كان هذا مِن أمرِه، انتقل صِدقه عَبر موجاتِ الحُبِّ والإخلاصِ إلى قلبِ رسول الله فقال ما قال!
"أنشُدُكَ باللهِ، هل تعلم أني أحِبُّ اللهَ ورسُوله؟!"
تأتي على المرء لحظات يَوَدُّ لو أن أحدَهُم يدُلُّه على مواطِنَ النُّورِ في قلبِه، أحيانًا يبلُغ بِه سوء الظَن في نفسِه مِن فرطِ ذنبِه مبلغًا يشُك في آكد الأمور في قلبِه كحُبِّ اللهِ ورسوله!
"أُطِّقُها أم ماذا أفعل؟"
"وكأني أسمعُ قلبَ كعبٍ يقول: يا رسول الله، إن كنتُ قد تخلّفتُ عنك مرّة، فإني والله قَد سلَّمتُ قلبي وروحي، وعقلي لله ورسوله، يقولان، فأقول سَمِعنَا وأطعنا، واللهِ إني لا أخَالِفكَ أبدًا، حتى صوت عقلي لا يعلو صوتَ حُكم الله ورسوله ولو كان في أحبِّ الناسِ إليّ وأنا شاب!"
يا كَعب بن مالك، أبشر، فخررتُ ساجِدًا!
لما بدأ الأمر بيني وبين الله؛ كان ينبغي أن ينتهي بيني وبين الله أولًا! حتى قبل أن ينتهي بيني وبين رسول الله! فقد آلمني مُخالفة أمر الله، وصدقتُ مع الله في إقراري بذنبي، وقد كُنت أنتظرُ مِنه قَبولي، ولا أكتِرث بجَبْرِه في أمر أحب خلق الله لقلبي -رسول الله- رغم أن إعراضه عنِّي كاد أن يُمزّق قلبي، لكني كنتُ أوقن أنه إن جاء القَبول مِن عند الله... فلا حُزن ولا شقاء بعد اليوم!
فكان كعبٌ لا ينساها لِطلحة!
لا ننسى وإن نسينا كل شيء مَن هَرول إلينا وقت فرحتنا، ووقت انكسارنا، لا ننسى مَن كان مُلَبِّيًا لجَبرِ كَسرٍ عجز عن جبره الجابرون سِوَى الله!
"أَمِن عِندك يا رسول الله أم مِن عند الله؟!" "لا، بل مِن عندِ الله!!"
العارفون باللهِ لا يشغلهم عن الله فرحة، وفرحتهم بالجبر لا تُساوي عُشرَ مِعشارِ فرحتهم بقُربِ اللهِ منهم، وجبره لهم بإجابة سُؤلهم ولو بعد حين. العارفون باللهِ يهمّهم الله أولًا، خاصة إن تعلّق الأمر بمعصية وقعوا فيها...يهمّه أن ينال رِضى الله، فإن ناله وصَدق في توجيه بوصلة قلبه الله؛ أتاه الجَبر والقبول بسببٍ يضرب بكل الأسباب المتوقّعة عرض الحائط!
فَواللَّهِ ما عَلِمْتُ أنَّ أَحَدًا مِنَ المُسْلِمِينَ أَبْلاهُ اللَّهُ في صِدْقِ الحَديثِ، مُنْذُ ذَكَرْتُ ذلكَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ إلى يَومِي هذا، أَحْسَنَ ممّا أَبْلانِي اللَّهُ به، واللَّهِ ما تَعَمَّدْتُ كَذِبَةً مُنْذُ قُلتُ ذلكَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، إلى يَومِي هذا، وإنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيما بَقِيَ. واللَّهِ ما أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِن نِعْمَةٍ قَطُّ، بَعْدَ إذْ هَدانِي اللَّهُ لِلإِسْلامِ، أَعْظَمَ في نَفْسِي، مِن صِدْقِي رَسُولَ اللهِ ﷺ، أَنْ لا أَكُونَ كَذَبْتُهُ فأهْلِكَ كما هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا.
وعِندما تأتي لِقراءة هذا الجُزءَ مِن الحديث تشعر أن كعبًا كان يبكي فرحًا وهو يحكيه، وتشعر أن مشاعر الحُب تقطر من حروفه، وكأن كعبًا كان يُرضَع صِدقًا، ويُسقى حُبًّا لله! فانظر إلى قوله:"وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقى" لأني أعلم أن ربي إن وكَلني إلى نفسي طرفة عين هلكتُ مع الذين هلكوا، فقد ذُقت كيف وِكالة الله العبد لنفسه، وذُقت كيف تولّي الله أمر عبده! وإن أردتَ أن تسمع جمَال الجبرِ مِن معينه، وتمام الصِّدق مَن منبعه، وأكمل المُعاملة مع الله مِن أصلها الثابت؛ فاسأل أولئك الذين صَدقَوا فعَرفوا، وتألمّوا فتعلّموا فعَمِلُوا فنالوا! تِلكَ عشرةٌ كامِلة...والحقيقة أن قِصّة مالك فيها من الأسرار ما الله به عليم، لكِنّ هذا مِداد مِن نور يمدّ الله بِه مَن يشاءُ مِن عباده. فلله ما أعظم الصِّدق حينما تُخالط بشاشته القلوب، وما أعمق أثره! أسأل الله أن يرزقنا مِن فضله، ويُلحقنا بهؤلاء الأخيار، ويرزقنا صحبتهم على خير، بلا سابقة عذاب ولا حِساب. #خواطر_زائرة_غريبة
Mostrar todo...
علّمَني كَعب!
هذا رجلٌ جاء يتحدّث عن الصِّدق مع الله والنفس، فتحدّث عنه الصِّدق! وإنّ شأني في نفسي أحقر مِن أن أتحدّثُ عنه... يقِفُ المرءُ مِنَّا أمامه يقول: أما هذا فقد أخذ بِمَجامِع الصِّدق، حتى تظُنّ أنه ما أبقى مِنه شيئًا. مما علّمني كعب: •• أن الصِّدقَ في قراءةِ النَّفسِ يبلُغ بالمرءِ مبلغًا عظيمًا، مَبلغ قد يبلُغ أن يُنزِل القرآن فيه قرآنًا يُتلَى إلى يوم القيامة! •• عليكَ أن تُوِّرث لأولادك تاريخك، حتى لو فيه سَقطاتٌ لك، عسى أن تكون رِفعة له ولأمة محمد مِن بعدك! قصّ كعب حديث توبته على ابنه عبد الله، في حديثه الطويل في رواية مُسلم... فلّما كان الحديث فيه صِدقٌ تناقلته أمّةٌ بعد أخرى، والعجيب أنه كلّما طال الأمَدُ بهذه القِصّة ازداد عِبق الصِّدق فيها، ولعل الذي كساها هذا النور الفريد نزول قرآنًا فيها يُتلى إلى يوم القيامة.
  "أمّا هذا فقد صَدَق!"
كُلّما قرأتُ قول رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أردتُ أن أقول: كعبٌ قَد صدَق مع الله، ثم مع نفسِه قَبل أن يصدُق مع رسول الله، فلما كان هذا مِن أمرِه، انتقل صِدقه عَبر موجاتِ الحُبِّ والإخلاصِ إلى قلبِ رسول الله فقال ما قال!
"أنشُدُكَ باللهِ، هل تعلم أني أحِبُّ اللهَ ورسُوله؟!"
تأتي على المرء لحظات يَوَدُّ لو أن أحدَهُم يدُلُّه على مواطِنَ النُّورِ في قلبِه، أحيانًا يبلُغ بِه سوء الظَن في نفسِه مِن فرطِ ذنبِه مبلغًا يشُك في آكد الأمور في قلبِه كحُبِّ اللهِ ورسوله!
"أُطِّقُها أم ماذا أفعل؟"
"وكأني أسمعُ قلبَ كعبٍ يقول: يا رسول الله، إن كنتُ قد تخلّفتُ عنك مرّة، فإني والله قَد سلَّمتُ قلبي وروحي، وعقلي لله ورسوله، يقولان، فأقول سَمِعنَا وأطعنا، واللهِ إني لا أخَالِفكَ أبدًا، حتى صوت عقلي لا يعلو صوتَ حُكم الله ورسوله ولو كان في أحبِّ الناسِ إليّ وأنا شاب!"
يا كَعب بن مالك، أبشر
،
فخررتُ ساجِدًا!
لما بدأ الأمر بيني وبين الله؛ كان ينبغي أن ينتهي بيني وبين الله أولًا! حتى قبل أن ينتهي بيني وبين رسول الله! فقد آلمني مُخالفة أمر الله، وصدقتُ مع الله في إقراري بذنبي، وقد كُنت أنتظرُ مِنه قَبولي، ولا أكتِرث بجَبْرِه في أمر أحب خلق الله لقلبي -رسول الله- رغم أن إعراضه عنِّي كاد أن يُمزّق قلبي، لكني كنتُ أوقن أنه إن جاء القَبول مِن عند الله... فلا حُزن ولا شقاء بعد اليوم!
فكان كعبٌ لا ينساها لِطلحة!
لا ننسى وإن نسينا كل شيء مَن هَرول إلينا وقت فرحتنا، ووقت انكسارنا، لا ننسى مَن كان مُلَبِّيًا لجَبرِ كَسرٍ عجز عن جبره الجابرون سِوَى الله!
"أَمِن عِندك يا رسول الله أم مِن عند الله؟!" "لا، بل مِن عندِ الله!!
"
العارفون باللهِ لا يشغلهم عن الله فرحة، وفرحتهم بالجبر لا تُساوي عُشرَ مِعشارِ فرحتهم بقُربِ اللهِ منهم، وجبره لهم بإجابة سُؤلهم ولو بعد حين. العارفون باللهِ يهمّهم الله أولًا، خاصة إن تعلّق الأمر بمعصية وقعوا فيها...يهمّه أن ينال رِضى الله، فإن ناله وصَدق في توجيه بوصلة قلبه الله؛ أتاه الجَبر والقبول بسببٍ يضرب بكل الأسباب المتوقّعة عرض الحائط!
فَواللَّهِ ما عَلِمْتُ أنَّ أَحَدًا مِنَ المُسْلِمِينَ أَبْلاهُ اللَّهُ في صِدْقِ الحَديثِ، مُنْذُ ذَكَرْتُ ذلكَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ إلى يَومِي هذا، أَحْسَنَ ممّا أَبْلانِي اللَّهُ به، واللَّهِ ما تَعَمَّدْتُ كَذِبَةً مُنْذُ قُلتُ ذلكَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، إلى يَومِي هذا،
وإنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيما بَقِيَ.
واللَّهِ ما أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِن نِعْمَةٍ قَطُّ، بَعْدَ إذْ هَدانِي اللَّهُ لِلإِسْلامِ، أَعْظَمَ في نَفْسِي، مِن صِدْقِي رَسُولَ اللهِ ﷺ، أَنْ لا أَكُونَ كَذَبْتُهُ فأهْلِكَ كما هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا.
وعِندما تأتي لِقراءة هذا الجُزءَ مِن الحديث تشعر أن كعبًا كان يبكي فرحًا وهو يحكيه، وتشعر أن مشاعر الحُب تقطر من حروفه، وكأن كعبًا كان يُرضَع صِدقًا، ويُسقى حُبًّا لله! فانظر إلى قوله:"وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقى" لأني أعلم أن ربي إن وكَلني إلى نفسي طرفة عين هلكتُ مع الذين هلكوا، فقد ذُقت كيف وِكالة الله العبد لنفسه، وذُقت كيف تولّي الله أمر عبده! وإن أردتَ أن تسمع جمَال الجبرِ مِن معينه، وتمام الصِّدق مَن منبعه، وأكمل المُعاملة مع الله مِن أصلها الثابت؛ فاسأل أولئك الذين صَدقَوا فعَرفوا، وتألمّوا فتعلّموا فعَمِلُوا فنالوا! تِلكَ عشرةٌ كامِلة...والحقيقة أن قِصّة مالك فيها من الأسرار ما الله به عليم، لكِنّ هذا مِداد مِن نور يمدّ الله بِه مَن يشاءُ مِن عباده. فلله ما أعظم الصِّدق حينما تُخالط بشاشته القلوب، وما أعمق أثره! أسأل الله أن يرزقنا مِن فضله، ويُلحقنا بهؤلاء الأخيار، ويرزقنا صحبتهم على خير، بلا سابقة عذاب ولا حِساب. #خواطر_زائرة_غريبة
Mostrar todo...
علّمَني كَعب!
هذا رجلٌ جاء يتحدّث عن الصِّدق مع الله والنفس، فتحدّث عنه الصِّدق! وإنّ شأني في نفسي أحقر مِن أن أتحدّثُ عنه... يقِفُ المرءُ مِنَّا أمامه يقول: أما هذا فقد أخذ بِمَجامِع الصِّدق، حتى تظُنّ أنه ما أبقى مِنه شيئًا. مما علّمني كعب: •• أن الصِّدقَ في قراءةِ النَّفسِ يبلُغ بالمرءِ مبلغًا عظيمًا، مَبلغ قد يبلُغ أن يُنزِل القرآن فيه قرآنًا يُتلَى إلى يوم القيامة! •• عليكَ أن تُوِّرث لأولادك تاريخك، حتى لو فيه سَقطاتٌ لك، عسى أن تكون رِفعة له ولأمة محمد مِن بعدك! قصّ كعب حديث توبته على ابنه عبد الله، في حديثه الطويل في رواية مُسلم... فلّما كان الحديث فيه صِدقٌ تناقلته أمّةٌ بعد أخرى، والعجيب أنه كلّما طال الأمَدُ بهذه القِصّة ازداد عِبق الصِّدق فيها، ولعل الذي كساها هذا النور الفريد نزول قرآنًا فيها يُتلى إلى يوم القيامة.
"أمّا هذا فقد صَدَق!"
كُلّما قرأتُ قول رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أردتُ أن أقول: كعبٌ قَد صدَق مع الله، ثم مع نفسِه قَبل أن يصدُق مع رسول الله، فلما كان هذا مِن أمرِه، انتقل صِدقه عَبر موجاتِ الحُبِّ والإخلاصِ إلى قلبِ رسول الله فقال ما قال!
"أنشُدُكَ باللهِ، هل تعلم أني أحِبُّ اللهَ ورسُوله؟!"
تأتي على المرء لحظات يَوَدُّ لو أن أحدَهُم يدُلُّه على مواطِنَ النُّورِ في قلبِه، أحيانًا يبلُغ بِه سوء الظَن في نفسِه مِن فرطِ ذنبِه مبلغًا يشُك في آكد الأمور في قلبِه كحُبِّ اللهِ ورسوله!
"أُطِّقُها أم ماذا أفعل؟"
"وكأني أسمعُ قلبَ كعبٍ يقول: يا رسول الله، إن كنتُ قد تخلّفتُ عنك مرّة، فإني والله قَد سلَّمتُ قلبي وروحي، وعقلي لله ورسوله، يقولان، فأقول سَمِعنَا وأطعنا، واللهِ إني لا أخَالِفكَ أبدًا، حتى صوت عقلي لا يعلو صوتَ حُكم الله ورسوله ولو كان في أحبِّ الناسِ إليّ وأنا شاب!"
يا كَعب بن مالك، أبشر، فخررتُ ساجِدًا!
لما بدأ الأمر بيني وبين الله؛ كان ينبغي أن ينتهي بيني وبين الله أولًا! حتى قبل أن ينتهي بيني وبين رسول الله! فقد آلمني مُخالفة أمر الله، وصدقتُ مع الله في إقراري بذنبي، وقد كُنت أنتظرُ مِنه قَبولي، ولا أكتِرث بجَبْرِه في أمر أحب خلق الله لقلبي -رسول الله- رغم أن إعراضه عنِّي كاد أن يُمزّق قلبي، لكني كنتُ أوقن أنه إن جاء القَبول مِن عند الله... فلا حُزن ولا شقاء بعد اليوم!
فكان كعبٌ لا ينساها لِطلحة!
لا ننسى وإن نسينا كل شيء مَن هَرول إلينا وقت فرحتنا، ووقت انكسارنا، لا ننسى مَن كان مُلَبِّيًا لجَبرِ كَسرٍ عجز عن جبره الجابرون سِوَى الله!
"أَمِن عِندك يا رسول الله أم مِن عند الله؟!" "لا، بل مِن عندِ الله!!"
العارفون باللهِ لا يشغلهم عن الله فرحة، وفرحتهم بالجبر لا تُساوي عُشرَ مِعشارِ فرحتهم بقُربِ اللهِ منهم، وجبره لهم بإجابة سُؤلهم ولو بعد حين. العارفون باللهِ يهمّهم الله أولًا، خاصة إن تعلّق الأمر بمعصية وقعوا فيها...يهمّه أن ينال رِضى الله، فإن ناله وصَدق في توجيه بوصلة قلبه الله؛ أتاه الجَبر والقبول بسببٍ يضرب بكل الأسباب المتوقّعة عرض الحائط!
فَواللَّهِ ما عَلِمْتُ أنَّ أَحَدًا مِنَ المُسْلِمِينَ أَبْلاهُ اللَّهُ في صِدْقِ الحَديثِ، مُنْذُ ذَكَرْتُ ذلكَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ إلى يَومِي هذا، أَحْسَنَ ممّا أَبْلانِي اللَّهُ به، واللَّهِ ما تَعَمَّدْتُ كَذِبَةً مُنْذُ قُلتُ ذلكَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، إلى يَومِي هذا، وإنِّي لأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللَّهُ فِيما بَقِيَ. واللَّهِ ما أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ مِن نِعْمَةٍ قَطُّ، بَعْدَ إذْ هَدانِي اللَّهُ لِلإِسْلامِ، أَعْظَمَ في نَفْسِي، مِن صِدْقِي رَسُولَ اللهِ ﷺ، أَنْ لا أَكُونَ كَذَبْتُهُ فأهْلِكَ كما هَلَكَ الَّذِينَ كَذَبُوا.
وعِندما تأتي لِقراءة هذا الجُزءَ مِن الحديث تشعر أن كعبًا كان يبكي فرحًا وهو يحكيه، وتشعر أن مشاعر الحُب تقطر من حروفه، وكأن كعبًا كان يُرضَع صِدقًا، ويُسقى حُبًّا لله! فانظر إلى قوله:"وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقى" لأني أعلم أن ربي إن وكَلني إلى نفسي طرفة عين هلكتُ مع الذين هلكوا، فقد ذُقت كيف وِكالة الله العبد لنفسه، وذُقت كيف تولّي الله أمر عبده! وإن أردتَ أن تسمع جمَال الجبرِ مِن معينه، وتمام الصِّدق مَن منبعه، وأكمل المُعاملة مع الله مِن أصلها الثابت؛ فاسأل أولئك الذين صَدقَوا فعَرفوا، وتألمّوا فتعلّموا فعَمِلُوا فنالوا! تِلكَ عشرةٌ كامِلة...والحقيقة أن قِصّة مالك فيها من الأسرار ما الله به عليم، لكِنّ هذا مِداد مِن نور يمدّ الله بِه مَن يشاءُ مِن عباده. وإني أسأل الله أن يرزقنا مِن فضلِه الواسع، ويحشرنا معهم على خير. #خواطر_زائرة_غريبة
Mostrar todo...
"معًا هُنا يا أبا حُذَيفَة، ومعًا هُناك إن شاء الله"
وقفتُ كثيرًا أنظُر كيف تكون حياة الأخوّة في الله؟ إلى أي مَدى مُمكِن أن تصل؟ ظلّ عقلي قاصرًا، لا أفهم أبعاد هذه العِلاقة الوطيدة الفريدة إلى أن رأيتُ في قصّة سالِم مَولَى أبي حُذَيفة ما قرّت به عيني! ولكن كَي أستطيع أن أُرِيكُم قَبَسًا مِن هذه العلاقة ينبغي أن أرجع بِكُم إلى ما قَبل إبطال الإسلام لطريقةِ التبنّي... لما بلغ أبو حُذيفة حُبّ مولاه سالِم منه مبلغًا عظيمًا أشهر في جُموع قريش أنه قد تبنّاه، فلمّا أشرقت أنوار الإسلام في قلبِ سالم ومولاه، وأبطل الإسلام التبنّي، جعل أبو حُذيفة المُحِب المُجيب يبحث عن والد سالِم غير أنه لم يهتدِ إليه. فأطلق عليه الناس اسم: "سالِم مَولَى أبي حُذيفة" هُنا فقط يُمكِنَك أيها القارِئ أن تُنَحِّي كُلّ قواعد العَقلِ جانبًا، وتضرب بكُلّ حدود العِلاقات عرض الحائط، وتُحِلّق بقلبِك عاليًا وتنظُر: كيف تصنع الأخوّة في الله في قلبِ أصحابها؟! خاصّةً لمّا تنظُر: كيف أن علاقة المحبة في الله بين سالم ومولاه فريدة مُختلفة! ظلّ الأخوانِ يُجاهِدانِ تحتَ راية رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في كُلِّ غزوةٍ غزاها في حياته، إلى أن كان يوم 《اليمامة》ذلك اليوم العظيم في عهدِ الصدّيق -رضي الله عنه-، هبّ فيه المسلمون ليقاتلوا عدوّ الله مُسَيلِمة. فما كان مِن الأخوانِ إلا أن استجابا... فهبّ حارس الثَّغرِ سالم يقول:
"بِئسَ حامِل القُرآن أنا إِن أُتِي المُسلمون مِن قِبَلي"
ظلّ يُجاهِد إلى أن قُطِعت يمينه، ثُمّ شِماله إلى أن تسربلَتْ مِنهُ الدِّمَاء وسقط على الأرضِ. فما كان مِنه لمّا وضعتِ الحربُ أوزارها إلا أن قال لخالد ابن الوليد بمجرّد أن اقترب مِنه: - ما صَنع المُسلِمُون يا خالد؟ فأجاب رضي الله عنه؛ كتب الله لهم النصر. فلمّا اطمأن على دين الله، سَمَحَ لِقلبِه المكلوم أن ينطلق بحثًا عن خليل فؤاده، يطمَئن، فإن كان حيًّا فالحمدُ لله الذي استعمله لإظهارِ دينه، وإن كان شهيدًا، فالحمدُ للهِ الذي جمع بينهما في همٍّ وهِمَّةٍ واحِدَة! قال سالِم المُحِب: وما فَعَل أخي حُذَيفة؟ فأتاه صوت خالِد المُطَمئِن: مضى إلى ربِّه مُقْبِلًا غير مُدْبِرٍ. فأبى المُحِبّ إلا أن يُرافقه: أضجِعُوني إلى جانِبه. فقال: ها هو ذا، مُوَسَّدٌ عِندَ قدَميْكَ!
فجمَع بينهما الموت في سبيل الله، كما جمع بينهما العيش في سبيل الله!
هُنا فقط...اطمأن القلب، وأغمض عيناه وهو يلفِظ عبارة عجزت كل تعبيرات الحُبّ والوفاء أن تأتي بعُشرِ مِعشارِها:
معًا هُنا يا أبا حُذيفة، ومعُا هُناكَ إن شاء الله!
فتأمّل...كيف تكون المحبّة في الله، وكيف تصنع في قلوبِ أصحابها، تأمّل كيف اجتمع همّهمُا، وكيف كان حِرصُ كلٍّ مِنهمُا على آخرة خليله. وإن أعظم صِلاتِ الحُبِّ وأقواها تلك التي جُمِعَت تحت مِظلَّة العمل لديِنِ اللهِ وإعلاءِ كلمةِ الله، تلك والله محبّة يجِفُّ القلم ولا يستطيع التعبير عنها ولو بكلمة. وفي قصّتهما مِن الدروس والعِبَر التي أرجو أن يُشرِّفني الله بالحديث عنها يومًا مِن الدَّهرِ! فذلك حديثٌ يهشّ القلبُ له ويبشّ، ولا يَسَعه في هذا المقام إلا أن يلتقِطَ قبسٌ مِن عبيرهما، لعل الله  يُكرمه بلُقياهما! #خواطر_زائرة_غريبة
Mostrar todo...
"معًا هُنا يا أبا حُذَيفَة، ومعًا هُناك إن شاء الله"
وقفتُ كثيرًا أنظُر كيف تكون حياة الأخوّة في الله؟ إلى أي مَدى مُمكِن أن تصل؟ ظلّ عقلي قاصرًا، لا أفهم أبعاد هذه العِلاقة الوطيدة الفريدة إلى أن رأيتُ في قصّة سالِم مَولَى أبي حُذَيفة ما قرّت به عيني! ولكن كَي أستطيع أن أُرِيكُم قَبَسًا مِن هذه العلاقة ينبغي أن أرجع بِكُم إلى ما قَبل إبطال الإسلام لطريقةِ التبنّي... لما بلغ أبو حُذيفة حُبّ مولاه سالِم منه مبلغًا عظيمًا أشهر في جُموع قريش أنه قد تبنّاه، فلمّا أشرقت أنوار الإسلام في قلبِ سالم ومولاه، وأبطل الإسلام التبنّي، جعل أبو حُذيفة المُحِب المُجيب يبحث عن والد سالِم غير أنه لم يهتدِ إليه. فأطلق عليه الناس اسم: "سالِم مَولَى أبي حُذيفة" هُنا فقط يُمكِنَك أيها القارِئ أن تُنَحِّي كُلّ قواعد العَقلِ جانبًا، وتضرب بكُلّ حدود العِلاقات عرض الحائط، وتُحِلّق بقلبِك عاليًا وتنظُر: كيف تصنع الأخوّة في الله في قلبِ أصحابها؟! خاصّةً لمّا تنظُر: كيف أن علاقة المحبة في الله بين سالم ومولاه فريدة مُختلفة! ظلّ الأخوانِ يُجاهِدانِ تحتَ راية رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في كُلِّ غزوةٍ غزاها في حياته، إلى أن كان يوم 《اليمامة》ذلك اليوم العظيم في عهدِ الصدّيق -رضي الله عنه-، هبّ فيه المسلمون ليقاتلوا عدوّ الله مُسَيلِمة. فما كان مِن الأخوانِ إلا أن استجابا... فهبّ حارس الثَّغرِ سالم يقول:
"بِئسَ حامِل القُرآن أنا إِن أُتِي المُسلمون مِن قِبَلي"
ظلّ يُجاهِد إلى أن قُطِعت يمينه، ثُمّ شِماله إلى أن تسربلَتْ مِنهُ الدِّمَاء وسقط على الأرضِ. فما كان مِنه لمّا وضعتِ الحربُ أوزارها إلا أن قال لخالد ابن الوليد بمجرّد أن اقترب مِنه: - ما صَنع المُسلِمُون يا خالد؟ فأجاب رضي الله عنه؛ كتب الله لهم النصر. فلمّا اطمأن على دين الله، سَمَحَ لِقلبِه المكلوم أن ينطلق بحثًا عن خليل فؤاده، يطمَئن، فإن كان حيًّا فالحمدُ لله الذي استعمله لإظهارِ دينه، وإن كان شهيدًا، فالحمدُ للهِ الذي جمع بينهما في همٍّ وهِمَّةٍ واحِدَة! قال سالِم المُحِب: وما فَعَل أخي حُذَيفة؟ فأتاه صوت خالِد المُطَمئِن: مضى إلى ربِّه مُقْبِلًا غير مُدْبِرٍ. فأبى المُحِبّ إلا أن يُرافقه: أضجِعُوني إلى جانِبه. فقال: ها هو ذا، مُوَسَّدٌ عِندَ قدَميْكَ!
فجمَع بينهما الموت في سبيل الله، كما جمع بينهما العيش في سبيل الله!
هُنا فقط...اطمأن القلب، وأغمض عيناه وهو يلفِظ عبارة عجزت كل تعبيرات الحُبّ والوفاء أن تأتي بعُشرِ مِعشارِها:
معًا هُنا يا أبا حُذيفة، ومعُا هُناكَ إن شاء الله!
فتأمّل...كيف تكون المحبّة في الله، وكيف تصنع في قلوبِ أصحابها، تأمّل كيف اجتمع همّهمُا، وكيف كان حِرصُ كلٍّ مِنهمُا على آخرة خليله. وإن أعظم صِلاتِ الحُبِّ وأقواها تلك التي جُمِعَت تحت مِظلَّة العمل لديِنِ اللهِ وإعلاءِ كلمةِ الله، تلك والله محبّة يجِفُّ القلم ولا يستطيع التعبير عنها ولو بكلمة. وفي قصّتهما مِن الدروس والعِبَر التي أرجو أن يُشرِّفني الله بالحديث عنها يومًا مِن الدَّهرِ! فذلك حديثٌ يهشّ القلبُ له ويبشّ، ولا يَسَعه في هذا المقام إلا أن يلتقِطَ قبسٌ مِن عبيرهما، لعل الله يُكرمه بلُقياهم! #خواطر_زائرة_غريبة
Mostrar todo...
Photo unavailableShow in Telegram
كما لو أنها كانتْ مشروع عمره! المُتأمِّل في هذا المقطع يجد أنه قاوم كي يسجد رُغم ألمِه، ولولا أنه كان مُصلِّيًا لله في حياته والله ما استطاع أن يفعلها! عثمان -رضي الله عنه- الذي جمع القرآن استُشهِد وتناثرت دمائه على مصحفه، فلمّا كان القرآن مشروع عُمره مات وهو مُمسِكًا مُتشبِّثًا بِه. وإني أحسب أن لقاء الله كان مشروع هذا الفتى، جِهاده، وصولاته، وجولاته ما أنسته رُكيعاتٍ وسجداتٍ لله كان يفعلها. فلما آن الرحيل...سلّم لله مشروعه، وقاوم كي يُبعَث بإذن الله يوم القيامة ساجدًا. وتأمّل...ما كان يعرف أن الله سيرفع ذِكره، ما كان يعرف أن هذا المقطع سيتداول فضلًا مِن معرفته أنه صُوِّر...! أوقِنُ في مِثل هذه المواقف دومًا أن السِّر في الإخلاص! تقبّل الله الفتى، وحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. #خواطر_زائرة_غريبة
Mostrar todo...
Elige un Plan Diferente

Tu plan actual sólo permite el análisis de 5 canales. Para obtener más, elige otro plan.