سعد روّاش

أدركنا منذ زمن طويل أنه لم يعد بالإمكان قلب هذا العالم، ولا تغييره للأفضل، ولا إيقاف جريانه البائس للأمام، لم يكن هناك سوى مقاومة وحيدة ممكنة، ألا نأخذه على محمل الجد.. ميلان كونديرا

السؤال الأخير جوهري، أن يرضى الإنسان بالأوهام وهو على علم بأنها أوهام، لكنّه منمغس بالرغبة الدنيئة التي تيسّر له حياته، أم يعتلي الجراح بهمة ورفعة، مقرونا باحترام كبير لذاته؟ ولو أوضحنا أكثر، بعضهم يقول : راحة الجهل ولا شقاء النعيم .. هل للإنسان أن يرضخ ويسلّم بما لا تتقبله الروح أو يرتضيه العقل، حتى وان استطاع، فإن طرح هكذا سؤال يلمّح او يقرُّ بطرح مشكوك الايمان، لكنه يتناسى. بمعنى أنه وان حاز على إيمان مريح، فحينها سيكون "إيمان معلول" وقتها ستلطخه آلام الحقيقة بين فينة وأخرى. فيودور هنا يدفع بالنفس إلى الأعالي، رافضا نعيم الجهل كما أوضحنا سلفا، وأنا أتفق معه، هل للإنسان أن يقصي حصة الذات من الاحترام والرفعة. قرأت مرة لسعيد ناشيد، يقول : أن فعل الصراخ بعد الشعور بالألم هو ليس رد فعل بايلوجي، حيث يقول أن الصراخ ما هو إلا شعور ان الألم الذي حلّ بالمقصود "غير مبرر" بمعنى انه احتجاج صريح على من تسبب بالألم. الحياة تقودنا إلى الألم في محطاتها بأجمعها، لا مفرّ ولا مناص من هذا الألم، ومواجهتنا لها بالاسئلة ما هي إلا ردًا شجاعًا، لا نواري الجرح بالأوهام، فعمر الوهم ما كان حلًّا وعلاج.

و مع ذلك ، فإن هذا صحيح !! ها أنذا منهمك في طرح الأسئلة الرهيبة على ذاتي : أيهما أفضل ، سعادة زهيدة القيمة ، أم آلام رفيعة المقام ؟! فيودور دوستويفسكي

سعيدٌ، من ينامُ حين ينام. بيسوا

أنا الجنون الذي يرمَّم فم الحكمة امارجي

كل الكائنات ترتعد أمام العنف.. ‏كلها تخشى الموت.. ‏كلها تحب الحياة.. ‏إن رأيت نفسك في الأخرين.. ‏عندها من يمكن لك أن تؤذي..؟! ‏وما الأذى الذي يمكن أن تفعل..؟! ‏ بوذا

الآنَ، كلْ ما يمكنُ زرعُه في الروحِ، هو صمتٌ لطيفٌ ينمو. ريلكه

كُلّ تَرف لابُدَّ أن يُدفَع ثَمنه، وكُلّ شيء هوّ تَرف، وأوّل التَرف هوّ كونكَ في العَالم. تشيزاري بافيزي

تتقدم في العمر، وكل يوم تتنازل عن شظاياك، وتزهد في المزيد من أشياء الحياة. تريد أن تكتفي بالأقل، مقابل العزلة تصير متطلباً أقل. ‏قاسم حداد