cookie

Utilizamos cookies para mejorar tu experiencia de navegación. Al hacer clic en "Aceptar todo", aceptas el uso de cookies.

Advertising posts
10 075Suscriptores
+1424 hours
+487 days
+81530 days

Carga de datos en curso...

Tasa de crecimiento de suscriptores

Carga de datos en curso...

يحدث في العيادة النفسية أن يواجه المعالج النفسيّ مقاومة ضد التعافي لدى الأشخاص الذين يمرّون بحالة "حِداد" وحزن شديد نتيجة وفاة أو فقد أو خسارة إنسان مهم في حياتهم أو عنصر حميميّ وهو تشخيص معروف بالطب النفسيّ تحت مُسمّى (الفَقد) أو (فجع الموت) Grief/Breavment على مستوى التحليل النفسي، يشعر الأشخاص الذين فقدوا شخصًا يُحبّونه، أنّ تعافيهم وعودتهم لمواصلة الحياة بكفاءة، يعني بطريقة أو بأخرى: خيانتهم للشخص المتوفّى، خيانة مواصلة العيش بعد رحيلك! يأتي الحِداد بهذا المعنى، كطريقة للتعبير عن وفائنا للراحلين.. إنّ (الحزن) أو (التوقّف عن العيش) أشبه بهديّة أخيرة نقدّمها لأرواح الراحلين، أشبه بقُربان رمزي نقدّمه بين أيديهم، كي يعلموا كَم كان يعنينا وجودهم بالقرب منّا لذلك يحدث كثيرًا وحتّى بعد مرور سنة أو أكثر من وفاة الزوج أو الأم أو الصديق، وحين يمرّ الإنسان بلحظة سعادة حقيقية مع أشخاص آخرين، أقول.. يحدث أن تعاود هذه الشخصيات النكوص والانهيار، نتيجة الشعور بالذنب الناجم عن لحظات سعادة حقيقية، فرحوا بها بعفوية بالرغم من غياب مَن نُحبّ ووفاته نرى أيضًا لدى بعض المراجعين، أشكالًا أخرى تعبّر عن هذا الشعور العميق بخيانة المتوفّى، كأنّ يعتبر النّاس أن (الحزن) هو "رسالة اجتماعية" للتأكيد للآخرين عن مقدار الحبّ الذي نكنّه للشخص المُتوفّى! إذ ما الذي يعنيه أن نعود للعمل والدراسة بعد يومين أو أسبوع من موت شخص عزيز؟ سيظنّ الآخرون أنّنا لم نتأثّر كثيرًا لوفاته، ومن ثمّ سيصمونني بعدم الوفاء وعدم الإخلاص أو قد يحدث الأسوأ، سيقولون: لقد استراح بعد وفاته، وكأنّه كان يكره وجوده بالأساس! هذه التصوّرات العميقة والمغلوطة بطبيعة الحال، هي المدخل العلاجي في كثير من الأحيان لحالات الحِداد والفقد، وهي المصدر الأساسي للممانعة والمقاومة ضد العلاج! في هذه الحالة، ومن أجل التعافي.. نُجري مع العميل تمرينًا ذهنيًا، نُعلّمه فيها أن يفهم أثر هذه التصوّرات على نفسيته، ومن ثمّ التفكير بطرائق بديلة لكيفية التعبير عن حبّنا للراحلين والموتى • هل (الحزن) أو (التعطّل) أو (التوقّف عن العيش) هي الطريقة الوحيدة لإثبات حبّنا للعزيز الذي رحل؟ • إن كان الشخص الراحل متواجدًا الآن، وهو يحبّك بالفعل، بحسب معرفتك بشخصيته، ما الذي كان سيقوله لكَ من بعد رحيله؟ • إذا ما فكّرت بنفسك بعد مرور 20 سنة من الآن، ما هو الطقس أو التقليد الذي ستحبّ لو أنّك التزمت به للتعبير عن وفائك للشخص الذي رحل؟ مثلًا، تُساعدنا التقاليد الدّينية على استحداث طرق عملية للحفاظ على حِبال تواصلنا و انتمائنا للأشخاص، كحديث الرسول ﷺ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انقَطَعَ عَنهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنتَفَعُ بِهِ، أَو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدعُو لَهُ! حديث بديع.. يُعطينا أفق تفكيريّ، لممكنات الانتماء للموتى بعد رحيلهم، ممكنات عملية، مفيدة مجتمعيًا، ذات طابع تأثيري وفي الوقت ذاته، يُعطينا التزامات تتطلّب منّا (جُهدًا شخصيًا) أي كُلفة رمزية ومادية نُضحّي بها، وليست مجرّد ادّعاءات شكلية حول حبّنا للمتوفى وانتمائنا له هناك فروقات بالطبع تختلف باختلاف شكل الموت، على سبيل المثال أحيانًا يشعر الأحياء بالغدر أو الخيانة، إذا كان رحيل مَن يُحبّون اختياري أو طوعي، مثل الانتحار. وهناك حالات مختلفة كالشهادة أو النضال، وفي هذا ينطبق ما قاله شريعتي من قبل: الأهمّ من الشهيد، القضية التي مات لأجلها! ** موت من نُحبّ له دلالة مزدوجة: أنّهم رحلوا عنّا، وهذا أوّل بؤس وأول فاجعة! وأنّنا سنُكمل هذا الوجود بدونهم، وهذه الحقيقة هي الأشدّ إيلامًا وأكثرها ديمومة! إنّنا نحتمل الخلاف مع أهلنا، والتعارك مع أصدقائنا، وأن يُؤذينا من نُحبّ! لكنّا لا نحتمل أن يتركونا في هذا الوجود لوحدنا.. تمامًا كما في التعبير العبقري لفرقة ميامي حين تقول: " فرّحني يوم.. واجرحني يوم.. بس لا تغيب! " أن يكون الآخرون في حياتنا فحسب، هذا كلّ ما نريده! أن يؤذونا وأن نؤذيهم، هذا أمر لاحق مُحتَمَل! أن نفرحهم وأن نبكيهم، كلّها قضايا لاحقة وسيبقى حضورهم أهمّ من أي شيء آخر! يشكّل الدّين عزاءً جوهريًا للمَوت، إذ يعدنا الدّين بلقاء آخر، لقاء بلا فراق (أبدي)، في عالَم أكثر اكتمالًا (فردوسي)! ويظلّ (عزاء الموت) الدّور الأكثر جوهرية للدّين، كما أشار لذلك لوك فيري، الفيلسوف الفرنسيّ ووزير التعليم السابق، وقال أنّ البشر حتّى اليوم لم يستطيعوا استحداث طريقة ولا منظومة تُجيب عن سؤال الموت كما يفعل الدّين. أي أمل يُعيننا على تقبّل فكرة الموت.. سوى أنّ هذا الفناء سيكون مَعبرًا لنا لكي نلقى من أحببنا ورحلوا عنّا؟ يحكي ابن عقيل الحنبلي عن تجربته الأليمة في مرض ابنه ووفاته، وعن وفاة ابنه الثاني لاحقًا.. فاختتم بمقولة، تختصر هذا كلّه: لولا أنّ القلوب تُوقن باجتماعٍٍ ثانٍ.. لتفطّرت المرائر لفِراق المُحبّين
Mostrar todo...
10👍 2😢 1💔 1
• 🎖| من القنوات المتميزة جدًّا، أوصي بمتابعتها ونشرها .. •
Mostrar todo...
👍 10
Mostrar todo...
قناة د. عبداللطيف التويجري

في زحمةِ الحياة كلمات مضيئة، تبعثُ الأمل، وتحثُ على العمل، وتُرشد إلى الهدى، هنا أبحث عنها وأشارككم رَسمها بين فائدةٍ ونقل وتعليق، واللهَ أسأل الهداية والسداد، والبركة والرشاد. للتواصل: [email protected]

لتكرر الطلب بعد انتهاء مدتها ..
Mostrar todo...
12💯 2
ما أحسنه! ♥️
Mostrar todo...
14
6👍 3💯 3
11👍 3😍 1🤣 1
رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى "إلى من تصل إليه من عموم المسلمين في شأن التتار" حين زحفوا إلى حلب. وهي في مجموع الفتاوى (٤١٠/٢٨-٤٢٣)… رسالة عظيمة يحسن الاطلاع عليها لصحة النظر تجاه الأزمات الكبرى، وكيف أن أهل البصيرة يرون الخير والكرامة والظفر فيما يقدره الله عليهم من مصائب، يقول: "فينبغي للمؤمنين أن يشكروا الله تعالى على هذه المحنة التي حقيقتها منحة كريمة من الله، وهذه الفتنة التي في باطنها نعمة جسيمة، …". ونحو هذا من الكلام المنوّر بالكتاب والسنة.. ذلك خير من تلاعب الإعلام بالعقول والوجدان، وشحن الناس بطريقة تجعلهم مشلولين فكراً وعملاً. أغلِقوا الشاشات، وافتحوا الكتب.
Mostrar todo...
👍 10 1
6