فِضَةُ الزَهرْاءِ .

رُوحي هُناك و هَيكلي يمشي هُنا ‏يا حَبّذا لو يلتقي النِّصفانِ...

رواية ~ باقٍ لم يمت ~ "سؤال مخيف سوف يدور في ذهنك بعد هذهِ الرّواية (ترىٰ هل سوف تتكرّر الأحداث لو ظهر ابن النّبيّ المصطفىٰ المنتظر الغائب؟! هل سوف ينقلب حال المحبّين الّذين يبكون غربته ويعزّونه في كل سنة؟! وفي أيّ فريقٍ سوف أكون؟ وما الضّمان -يا سيّدي- لكي أكون من السّابقين السّابقين لخدمتك؟) تساؤلات مخيفة جدًّا بعد قراءة هذهِ الرواية.. بعد هذهِ الرّواية لن تطرح ذلك السّؤال الّذي لطالما داهم فكرك ولم تجد له جوابًا (كيف لسكّان أرض الكوفة الّتي احتضنت عطف عليّ وبكت لمصابه أن تخذل ريحانته؟!). سوف تجعلك هذهِ الرّواية تعيش كأنّك فردٌ من سكّان الكوفة، وتأخذك بقفزة زمنيّة إلىٰ ما قبل الطفّ، تُرىٰ هل سوف تملك القوّة مع كلّ تلك الفتنة والغربلة، حيث ترىٰ من كنت تظنّهم مؤمنين انقلبوا، واتّبعوا الباطل وبقيَ النّور وريحانة رسول الله ﷺ مع القلّة القليلة؟.. هل سوف تختاره والجميع اختار غيره؟! وما الذّي يضمن لكَ أن تكون من ضمن تلك القلّة القليلة ؟ ".

- لا ينبغي لكَ أن تغرقْ فـي عِشقِ أحدٍ كما غَرِقتَ ؛ بحيث يصبح الله في مرتبةٍ ثانية، عليك أن تفهم أن الله هوَ الجَمال المُطلق -

بسببْ عِشقي لَك..

ابحر قليلًا في مُناجاة هذا الإنسان؛ ستدرك حقًّا إنَّ الألم هو عطاءُ حبٍّ في حضرة الله.. كان الشّهيد وحيدًا، وكان يتوجّع، لكنَّ قلبه في رضىٰ يتمتّع ؛ وهذا ما صنعه!

تُرىٰ بأيّ وصفٍ أصفُ فيهِ هٰذا الكِتاب؟، حَقًا إنّهُ مِن أجمل الكُتب التي قرأتُها في حَياتي!، الكِتاب يَتحدّث عَن رجُلٍ يُدعىٰ سَعيْد، إنّهُ رجُلٌ مُلتَزِم بدِينِه يُحاوِل العَودة إلىٰ اللّٰه مِن دونِ حق للنّاس قد أغتصَبهُ، وهُوَ مُهندس لديه زميلٌ مُلحد معَهُ في العَمل، وبما أنّهُ بلا دِين لم يكُن نضيفًا في عَملهِ فقد كانَ يَغصبُ حقّ النّاس ولا يُبالي، لذلك أصبح غَنيًّا، وكان كانَ سعيْد يُحاوِل سحبهُ مِن المُستنقَع الذي هُوَ فيهِ، لكن لم ينفع معه، فقتل سَعيدَ غَدرًا، وهُنا تَبدأ رِحلة سَعيْد في العوالم الأُخرىٰ، فيتفاجَئ هٰذا العَبدُ الذي يحسبُ أنّ لا شيء له عِندَ اللّٰه مِن السّيئات والذّنوب بالكَثير مِنها كَان غافَلٍ عَنه، لتبدأ رِحلة تطهيْرهِ منها.. مَلحَوظَة: الكَاتب هُنا قد أعتمَد علىٰ بعضِ الرّوايَات في سرد الرّواية، وهٰذا لا يَعني أنّ كُلَّ إنسَان سيجرِي معه كُلّ ما جَرىٰ في الرّواية، فعالم الموت عالمٌ مَجهول إلىٰ الأن وإنْ كُنّا نعرف البعض عَنهُ، الفِكرة التي يُحاوِل الكاتب إيصَالها هي أنّ علينَا الإستِيقاظ مِن غفلتِنا قبل أنْ يحلّ أجلُنا علينا، كي نكونَ مُستعدّين له " إنّ هٰذا الطَّريقَ طويلٌ ووعر وخيرُ الزّاد التّقوىٰ".

__