توقيعات القصبةِ الجوفاء

‏تحيّنَ الشيطانُ يومَ النحرِ ‏حتى يريني حُسنَ وجه البدْرِ ‏في عالمِ الأدري ولا لا أدري ‏فامتلأت كآبتي في صدري

لا طعمَ للعيدِ مذ غادرتِني دنِفا أشكو إلى الليل ما قاسيتُه كلفا إن كنتُ أحسنتُ يومًا وصفَ خالجةٍ فإنّ ما لم أصفْهُ فوقَ ما وُصِفا لي أربعٌ لم أذقْ منه حلاوتَهُ كأنّ بي عن مقامِ الأُنْسِ منصرَفا إذا رآني من قد كنت آلفُهُ لم يلقَ في وجهيَ المسودّ ما ألِفا أو جاملَ الناسُ ألفوني أخا صلفٍ وما قصدتُ ورب الكعبةِ الصَلَفا

‏وما كنتُ أدري قبلها كيفَ يُجرَحُ ‏الفؤادُ ويبقى رغمَ ذلك نابضا

قال سالم: يا خليليّ من تميمٍ وَسعدِ ‏أنجدا القلبَ من جآذرِ نجدِ ‏أنجداهُ قد كان يمزح حتّى ‏صار جدًّا مزاحهُ أيّ جدِّ فقلت: خذ كلامًا ممن توالت عليه ‏نُوَبُ الحبِّ بينَ رَدٍّ وصَدِّ ‏إن قضيتَ السنينَ في الحبّ سبعًا ‏فارتقابُ السلوانِ ليسَ بِمُجْدِ ‏قد علمتُ النساءَ يبغينكَ الوَجْـ ‏ـدَ ويوقدنَ في الحشا أيّ وقْدِ ‏ثم يمضينَ في الحياةِ كأن لمْ ‏يبتلينَ الفتى الكريمَ بوَجْدِ ‏ها أنا ذا لبّيتُ لستُ لسَعْدٍ ‏وتميمٍ بل لم أكن لمَعَدِّ ‏غير أنّي إلى غزيةِ طيْءٍ ‏نسبٌ واضح وذو السوطِ جدّي وعجيبٌ من الهوى حين أهوى ‏ذات جذم من فارس غير صَلْدِ ‏قد رأوا فيّ حين أسلمَت الفر ‏سُ محلًا لنارهم دون زَندي ‏تركوها تلظى غداةَ أروني ‏ظبيةً عاتقًا أسيلة خدِّ

وفي محاضرة الترجمة قال إن من أخطاء الترجمة الحديثة الحرفية الإتيان بالفعل (قال) بعد المَقول مثال: -أين ذهبت؟ قالت ليزا. والصحيح: قالت ليزا: أين ذهبت؟ فرفعت يدي وقلت: أليس منه قول تأبط شرًا: كالحقف حدّأه النامون قلتُ له ذو ثلّتين وذو بهمٍ وأرباقِ ففرح بهذا الاستشهاد وقال: "الله منين جبتها دي؟" لأن بيتًا فصيحًا في محاضرة عّجّت بالمقارنة بين اللغة الانجليزية والعربية، يكون بمثابة استجمام، وهذا كان مقصودي (:

ومن عباراته اللطيفة، قالها في جلسة عقبت محاضرة في مسجد؛ سُئل بعد تقاعده إن كان سيرجع إلى مصر، فقال -وزوجته كويتية هي د. إلهام المفتي-: لا، فأنا مجرور بالإضافة. (:

قبل أعوام كنّا واقفين أمام قاعة المحاضرات ننتظر محاضرة الترجمة، فقال لنا الشيخُ الأجلّ سعد مصلوح -حفظه الله- وهو العالم المتبحّر في علوم اللغة القديمة والحديثة: ‏"أحبّ كوني شاعرًا على أي شيء آخر." ‏إي والله إنه لشاعر. لم ألتق بالشيخ الأجلّ بعد آخر فصل له في الجامعة، إلا مرةً درسنا عنده الآجرومية، فلما رآني عرف رسمي وغاب عنه اسمي فقال: "بتاع الترجمة؟" فكانت على قلبي أبرد مما لو عرفني بـ خالد. ☺️

هَناكَ يا قلبُ سُلوانٌ وإيقاظُ قد طالما أوردتْكَ الضنكَ ألحاظُ أرَيْتَ صدقَ مقالٍ كنتَ تُعرضُ عن وُضوحِهِ وتقولُ القومُ وُعّاظُ فصرتَ من طولِ ما كابدتَ من دَنَفٍ تضيعُ منكَ بأدنى القولِ الَالْفاظُ

دعوتُكَ دونَ الخَلْق حسبي بذاك أن ‏ترانيَ لا آتي لغيرِكَ شاكيا

القراءة تُصفّي الذهن، وأعلى مراحل التصفية حين تنعس وأنت تقرأ، حين تبدأ السطور تتداخل، والكلمات تندمج، هذه الحال لذتها لا توصف ☺️ أحتاج في كل مرة أبدأ جلسة القراءة إلى ما يقارب نصفَ ساعة لأجمع ذهني وأركز فيما أقرأ، وهذا بسبب اعتياد الذهن على مواقع التناصل، فأول دقائق أقرأ فيها بعد ساعات من المكوث هنا لا أستوعب الجمل، كأن كل كلمة منفكة عما قبلها وما بعدها، كحال مقاطع الفيديو القصيرة المتتالية التي أعرضها على ذهني في تصفّح مواقع التواصل.