الفردوس الاعلى🕊

صبر يوسف عليه السلام على الزنا فنال مكانة عظيمة دينيا ودنيويا. قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنه من يتق﴾ الزِّنا، ﴿ويصبر﴾ على الأذى؛ ﴿فإن الله لا يضيع أجر المحسنين﴾ يعني: جزاء مَن أحسن حتى يوفيه جزاءَه قلت:الزنا أنواع أشده زنا الفرج ومنه ما هو دون ذلك كزنا البصر وزنا السمع، فليبشر من صان جوارحه عن الحرام بالرفعة في الدنيا والآخرة.

‏بدعاءٍ واحدٍ ‏أغرقَ اللهُ الأرضَ انتصاراً لعبده نوح ‏بدعاءٍ واحدٍ ‏أصلحَ اللهُ الزوجةَ العاقر لعبدِه زكريا ‏بدعاءٍ واحدٍ ‏جعل اللهُ بطن الحوتِ أمناً على عبده يونس ‏بدعاءٍ واحدٍ من إبراهيم ‏"واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم" ‏صارت مكة مهوى القلوب ❤ ‏ثِقْ أن الدعاء يعيد ترتيب ما تبعثر !

وتبكِي بُكاء المُضطر وتنَام والله لاينَام عن تدبِير أمرِك

🔹 كثير من الشباب بيتمنى أمور كثيرة في حياته سواء من واسع الرزق والفضل والبركة أو وظيفة معينة أو زواج من حد معين، لكن بيكون فيه مجاهدة شديدة بين تحصيل رضا الله عز وجل والرضا بالقسمة والرزق والأقدار وبين مد العين والمقارنات والبون الشاسع في الفروق الاجتماعية والمادية وفضل الله عز وجل باختلاف درجاته على عباده.. ساعات كتير بتضيق الصدور بكثرة المجاهدة في عدم مد العين والمقارنات، لأن المجاهدة متعبة جداً ومستنزفة للروح والسكينة والطمأنينة، لكن لا سبيل لنا إلا المجاهدة والصبر ولا سلوان لنا إلا ظننا الحسن بالله عز وجل (نعم الرب ربنا) أنه رب الخير الذي لا يأتي إلا بالخير.. فلو تعبت من المجاهدة وإحساس الثقل النفسي: اعلم أنك مش هتاخد في النهاية غير اللي ربنا قسمه لك (فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط). ومين عارف، يمكن لو اتحقق لك اللي أنت عايزه ييجي عليك يوم وتقوله: يا ريتني ما طلبته، يا ريتني ما عرضت نفسي للفتنة دي، يا ريت الزمان يرجع بيا وأرضى بنصيبي زي ما هو.. أنت دلوقت في اللحظة دي، في لحظة "الشكر والامتنان"، فاجبر نفسك وأرغمها على الرضا عن رب العالمين وعن توزيعة الرزق واعلم أن الله عز وجل عند ظن عبده به، خيراً أو شراً، هذا الظن سيأخذه العبد لا محالة.

🔺 نصيحتي لك: أنت لازم تخاف ألا تقوم لك قائمة في أمر دينك وعبادة ربك، لازم لازم تخاف! لازم تخاف من أنك تتأخر عن المبادرات وطلب العلم والعبادات، وبعد ما يُطلب منك استدراك فبرضة تتأخر عنه وتفوت كتير، وتفضل فترة شبابك لحد ما تكبر في السن بتفوت وتفوت وتفوت لحد ما تموت مش معاك حاجة تقابل بها ربنا.. الحل للكسل والتسويف: الدعاء والاستعاذة ثم الخوف الإيجابي الدافع للعمل! الخوف الإيجابي! من إيه؟ تخاف من: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾ بسبب الآية دي: لازم تخاف على نفسك من أن ربنا ممكن يكون كره انبعاثك فثبطك وأقعدك مع القاعدين، لازم تقف وقفة صارمة جداً مع نفسك، لازم تشتغل وتتعب حتى ولو هتبكي من الألم والتعب والمجاهدة (ومفيش ألم بيدوم، وربنا شكور، أنت بس اتعب في البداية واصبر لحد ما الألم يتحول إلى لذة العبادة لرب العالمين)، لأن المكابدة والتعب والمجاهدة والألم أهون بكثير من الحرمان من فضل الله ورضاه!

"ستدركُ يوماً ‏أن الصلاة كانت خيراً من النوم، ونمتَ ‏وأن ورد القرآن كان يطمئنك، وهجرتَ ‏وأن الأذكار كانت تزيد يومك بركة، وتكاسلتَ ‏وأن الإستغفار كان يوسع رزقك، وتغافلتَ ‏وأن قيام الليل كان يبعث الطمأنينة في قلبك، وتركتَ ‏وأن باب التوبة مفتوح في كل وقت، فأجلتَ ‏أدرِكْ هذا باكرا وأَقبِل"

"يا عِبَادِي إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ"

﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ - «سُبْحَانَ اللهِ» - «الحَمْدُ للهِ» - «لَا إلَهَ إلَّا اللهُ» - «اللهُ أكْبَرُ» - «سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ» - «سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ» - «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ» - «أسْتَغْفِرُ اللهَ وَأتُوبُ إلَيْهِ» - «لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ»

إيّاك أن تترك الدعاء مهما تأخرت عليك الإجابة، فهناك دعاء من قوّته وكثرة إلحاح صاحبه وشدّة توسّله، يغلب أقدارًا تنزّلت وشارفت على الوقوع، تعلّم كيف تجثو على ركبتيك في الأسحار، وكيف تدعو مرارًا حتى يجفّ لسانك من شدّة إلحاحك، فتلك الكلمات لن تضيع أبدًا ستراها يومًا ما.

_ هنيئًا لأولئك الذين يتخذون الله ملجأً لهم ويتخذون القرآن منبع راحة هنيئًا لأولئك الذين يتخذون الله حصنًا كلما شعروا أن الحزن على وشك أن يُهاجمهم هنيئًا لكل مَن توكل على الله وكفى بالله وكيلا .