مُحَمَّدْ عَبْدِالْوَاحِدْ🔻

المرء منا لا يتريث عندما يحب، يسكب كل ما في قلبه دفعة واحدة، بل يتكلف أحايين كثيرة ليكون مرغوبا. يريد أن يحظى بشيء ما الآن، لا ينتظر للغد، ولا يتمهل في سيره نحو محبوبه، انتظاره المرير جعله متأخرا في نظر نفسه أمام غيره الذي حظى ونال! لهفته مصيبته، وتعجله مراره، سُلبت حكمته وبصيرته جراء الاندفاع ليُحب ويُحب! وكم رأينا حكماء وعقلاء سلبهم التعجل والاندفاع ألبابهم. فَتريث، وتجرع المر في تريثك؛ ذلك أهون وأجدر من مرارة لاحقة نتيجة التعجل، ولا تسكب كل ما في جعبتك مرة واحدة، واضبط قلبك، وابصر من أمامك بعناية، وكن مستنيرا بتقوى الله فهي ميزانك، واحسن في تعاملك كله ولا تتشبع بما لم تعط. كن معتدلا في شعورك ولا تحصر نفسك في الخطوة الأولى فتنجرف وتستجلب كل الشعور ثم تستهلكه دفعة واحدة! لأنك بذلك تنافق نفسك وغيرك.

طبيعة الدنيا إنها دار بلاء، ولكن من رحمة ربنا بينا إنه دلنا على حاجات تساعدنا في دفع الضر عنا.. قال رسول الله ﷺ: "مَن قال: بسمِ اللهِ الذي لا يَضرُ مع اسمِه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماءِ وهو السميعُ العليمِ ثلاثُ مراتٍ، لم تصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُصبحَ، ومَن قالها حينَ يُصبحُ ثلاثَ مراتٍ لم تُصبْه فجأةُ بلاءٍ حتى يُمسي".. كلمات بسيطة لازم تحافظ عليها في بداية يومك ونهايته، وتستشعر معية الله عز وجل وحمايته لك سبحانه.. ومن كان الله حاميه، فمن يؤذيه؟!

مِن خير الأعمال في هذه العشر: الإكثار من ذِكر الله -عز وجل- ومِن أفضل الذِّكر: سبحان الله ، والحمد لله ولا إله إلا الله ، والله أكبر فرددوا واستكثِروا ولا تحرموا أنفسكم من الخير

لو مش قادر تصوم فمتغفلش عن شكر الله -عزَّ وجلَّ- بعد الأكل والشرب قال -ﷺ- : «إن للطاعم الشاكر من الأجر مثل ما للصائم الصابر» وقال -ﷺ-: «إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا» رِضا الله -سبحانه وتعالى- هو أعلى الغايات وأكمل النعم ومنتهى الآمال ، تناله باستشعار نعمته عليك في مأكلك ومشربك وقولك "الحمد لله" وتنال بذلك أجر الصائمين!

أدركوا اللحظة الفارقة. د.حازم شومان

المتنفس الحلال كثير؛ وأعظم مُتنفس للإنسان من همومه وأحزانه؛ القرآن. من الممكن أيضا أن يكون متنفسك بجانب القرآن؛ خليل صالح، أو قراءة نافعة في بعض كتبك. المهم ألا تقسو على نفسك وتعذبها وتندم ندما طويلا على ما فاتك! الحياة إنما خُلقت للحراك لا السكون، والله قد رزقنا قلوبا تكابد وتجاهد وتفعل، لا لتتسمر مكانها يثقلها العجز. استعذ بالله من كل شائبة واستعن به في كل أمرك، وَقُم من فورك أعد العدة لآخرتك، ولا تنسَ نصيبك من الدنيا.

🎙️| القارئ: ماهر المعيقلي 🎙️| القارئ: خالد المهنا 🎙️| القارئ: بندر بليلة ❒   الرواية: حفص عن عاصم 📬 @muushfequn