cookie

We use cookies to improve your browsing experience. By clicking «Accept all», you agree to the use of cookies.

avatar

قناة الشيخ مصطفى دياب

القناة الرسمية...|

Show more
Advertising posts
3 054
Subscribers
+324 hours
+217 days
+3630 days

Data loading in progress...

Subscriber growth rate

Data loading in progress...

أخى الحبيب : هجر المحرمات و صون الخلوات ما دامت الحياه .. فلا تكن أمام الناس قديس و فى الخلوات ابليس (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِيالسَّاجِدِينَ .. ) ثم عوداً حميداً الى البَرُ الرحيم (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَل التَّوْبَة عَنْ عِبَاده وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَات وَيَعْلَم مَا تَفْعَلُونَ .. ) و ربما تجد المعوقات فى طريق عودتك الى الله فاصبر و امضي حتى تبلغ ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ )
Show all...
41👍 5
قافلة الراحلين كتبه: فضيلة الشيخ مصطفى دياب الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، صلى الله عليه وسلم .. كتب الله على نفسه البقاء ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ و ما من نفسٍ خلقها الله إلا وتذوق كأس الموت ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ و قد قال الحبيب -صلّى الله عليه وسلم- ( أتاني جبريل فقال يا محمد عِشْ ما شِئت فإنك ميّت، وأحبِب من شِئت فإنك مفارِقُه، واعمَل ماشِئت فإنك مَجْزِيٌّ به، واعلم أن شرفَ المؤمن قيامُه بالليل وعِزّه استغناؤه عن الناس) ولا أحد على ثقةٍ من الخلود؛ ولكن سُنةَ الدينِ. •• وكم آلمنا فراق الأحباب؛ وليس أيّ أحباب، ولكن من كان لهم أثر في حياتنا وحياة قطاعٍ كبير من أبناء المجتمع، فقد تعدّى نفعُهم وعمّ خيرُهم وبقِيَت آثارهم. إننا نُفجع بين الحين والحين بفقد عمودٍ من أعمدة الدعوة والعمل للدين؛ فمن نفقِدهم تذكُرُهم مواضعُ بِرِّهِم وأعمالهم، فما من موضع فيه نصرة للدين إلا وتجد أحدَهم، إنهم قضوا ما عليهم .. أما نحن فهل قضينا ما علينا ؟؟ •• أخي الحبيب: نسمع في جنائزهم من يتكلم عن حُسن أعمالِهم التي كانوا يُخفونها؛ مما يُشعِرك وكأنك كنت تعيش وسط رجالٍ حالُهم أقرب لحال الصحابة (من استطاع منكم أن يكون له خبءٌ من عمل صالح فليفعل). ولكن هل تخيلت أخي ما يُقال عنك يوم جنازتك؟؟ •• أخي الحبيب: اعمل بصوت خافت؛ فغداً تتحدث عنك أعمالُك بصوتٍ مُرتفع. ••أخي الحبيب: لا تدَع موطِنا لنصرة الدين والعمل لخدمته إلا كنت فيه رقما مؤثِّرًا؛ فلعلنا غداً نودّعك وتكون في قافلة الراحلين، واعلم أن أعظم ما يستحق التخطيط له والعمل من أجله هو فترة ما بعد الرحيل عن هذه الحياة. تزوّد للذي لا بُدّ منهُ فإن الموت ميقاتُ العبادِ وتُبْ مما جنيتَ وأنت حيٌّ وكن متنبهاً قَبلَ الرَّقادِ ستندم إن رحلتَ بغير زادٍ وتشقى إذ يناديك المنادِ •• أخي الحبيب: اترُك أثراً ضَعْ بَصمَتَك كُن إيجـابيّـا احفر خندَقَك ابحث لك عن دور اذهب إلى مكانٍ ليس به طريق واصنع أنت الطريق. رحل العاملون المجتهِدون، وأحدُنا يشقُّ عليه قراءة بعض آيات القرآن لضيق الوقت مع أنه يقرأ مئات المحادثات على "الواتس" وغيره . كانوا طيفاً ورحَل، كان أحدهم حاضر المشاعر والأحاسيس، كان إذا تكلم عن النّهر ترفع ثيابك خشية أن يصيبك البلل، وأحدنا يقصِّر في درس علم وتحضيرِ خُطبة ولا روح ولا حياة لكلماته. •• أخي الحبيب: الزم مجالس العلم والعلماء، وزاحمهم بالرُكَبِ؛ فبين أيدينا اليوم شيوخ أجِلّاء وقادةٌ ربّانيين، فالتفّوا حولهم، واستفيدوا من عِلمِهم وأدَبِهم. فقد لا تراهم بعد ذلك فقد لا تراهم بعد ذلك إنهم رُفقاء الطريق ومصابيح الدُجى وهُداة الخلق من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، فإذا ماتوا صرنا كالأيتام على موائد اللئام، حَفِظَهم الله ورَعَاهم وسدّد على الحق خُطَاهُم. •• أخي الحبيب: كان أيوب السختياني رحمه الله يقول: إني اُخبَرُ بموت الرجل من أهل السنة كأني أفقِد بعض أعضائي. •• هيا نتسامح ونتغافر، ونجمع شعثنا، ونغفر لبعضنا الزلّات، ونُغلق ملف القيل والقال. من اليوم تعارفنا ونطوي ما جرى منا فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا و إن كان و لابد من العتب فبالحسنى فقد قيل لنا عنكم كما قيل لكم عنا كفى ما كان من هجر فقد ذقتم وقد ذقنا فما أحسن أن نرجع إلى الوصل كما كنا •• أخي الحبيب؛ لك و لمن مات من أحبابك: قال -صلى الله عليه وسلم-: (سبعة يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علماً أو أجرى نهراً أو حفر بئراً أو غرس نخلاً أو بنى مسجداً أو ورَّثَ مُصحفاً أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته) اللهم اجعلنا ممن إذا مات ماتت معه سيئاتُه، واجعلنا ممن إذا مات عاشت بعده حسناته. يا راحلين عن الحياة وساكنين بأضلُعي يا راحلين وساكنين بقلبيَ المتصدعِ يا شاغلين خواطري في هَدْأتي وتَضَرُعي هل تسمعون تَوجُعُي وتَوجُع الدُنيا معي ؟! وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
Show all...
15👍 7😢 6🥰 2
إننا نُفجع بين الحين والحين بفقد عمودٍ من أعمدة الدعوة والعمل للدين؛ فمن نفقِدهم تذكُرُهم مواضعُ بِرِّهِم وأعمالهم، فما من موضع فيه نصرة للدين إلا وتجد أحدَهم، إنهم قضوا ما عليهم .. أما نحن فهل قضينا ما علينا ؟؟ •• أخي الحبيب: نسمع في جنائزهم من يتكلم عن حُسن أعمالِهم التي كانوا يُخفونها؛ مما يُشعِرك وكأنك كنت تعيش وسط رجالٍ حالُهم أقرب لحال الصحابة (من استطاع منكم أن يكون له خبءٌ من عمل صالح فليفعل). ولكن هل تخيلت أخي ما يُقال عنك يوم جنازتك؟؟ •• أخي الحبيب: اعمل بصوت خافت؛ فغداً تتحدث عنك أعمالُك بصوتٍ مُرتفع.
Show all...
27👍 1
Show all...
Log in or sign up to view

See posts, photos and more on Facebook.

1
مقال (العبادة وقود القياده) الشيخ مصطفى دياب مع تزاحم الأحداث، وتتابع المواقف والأحداث، وكثرة الواجبات وقلة الأوقات، وكثرة المشكلات، وانشغال القادة بحل المشاكل وتتبع المتغيرات والأحداث، والفصل فيها وتحديد المواقف، والحفاظ على الهوية والثوابت والكيان والأفراد و ... و ... تنشغل القيادة عن العبادة؛ فتُقصر القيادة فى كثير من العبادات التى يأتيها آحاد الناس والقيادة بها أولى؛ إذ هى محل القدوة، وإذا صلح القائد أو الراعى صلحت الرعية، وإذا استقام القلب استقامت الجوارح، ولكن مع ضغط الأعمال و كثرة الأعباء تتساقط كثير من الطاعات فى الطريق؛ فترى القائد أو المسئول يصلى فى المسجد وقد أتى متأخرًا عن الصف الأول وتكبيرة الإحرام، ودائمًا تراه مسبوقًا ولاحول ولاقوة إلا بالله، وإذا انتهى من صلاته انطلق ملهوفًا مشغولًا ولا يُردد أذكار مابعد الصلاة، وقد لا يصلى السنن البعدية، وقد يضيع السنن القبلية وينشغل بقضاء مصالح الناس وينسى ورده من القرآن، ومن شدة العناء لا يستطيع الصيام، ومع شدة الإرهاق لا يستطيع القيام؛ فليس له حظ من قيام الليل أو صيام النهار و لا حول و لا قوة إلا بالله! و كأنى بمحمد بن ثابت البُنانى وهو يقول:"ذهبتُ أُلقنُ أبى (وهو يحتضر) فقال: يا بنى، دعنى فإنى فى وردى السادس (وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين). وهذا أسيد الأنصارى يصبح فيقول:" *إنا لله وإنا إليه راجعون، فاتنى وردى من الليل"،* و هذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائد والعابد والقدوه تأخر يومًا على قومٍ كانوا ينتظرونه فقال -صلى الله عليه وسلم-: ( حبسني وردي من القرآن فكرهت أن أخرج حتى أُتمه)،وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا عَمِلَ عملًا أثبته، وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، ولما سُئِل النبى -صلى الله عليه وسلم- أى العمل أحب إلى الله قال: ( أدومه وإن قل )، و قال عمر رضى الله عنه: (من فاته حزبه - ورده – من الليل فليقضه إذا أصبح)؛ وهكذا كان القادة بالأمس يُدركون أن عمل الليل وقود النهار، ويدركون أن الطاعة وقود القيادة، وأن العبادة من أسس نجاح القيادة؛ فالعبد لا حول له ولا قوة إلا بالله، أما اليوم فربما تأخر صاحبُنا عن صلاة الفجر، أو لم يقم أصلًا للصلاة فى وقتها و لا حول ولا قوة إلا بالله! نعم الأعباء كثيرة والواجبات أكثر من الأوقات ، ولكن هناك أولويات، فماذا ربحتُ أنا إذا دخل الناس كلهم الجنة بسببى ودخلت أنا النار؟! لابد من التوازن والاعتدال، نعم تُبذل الأوقات فى طاعة الله وهداية قلوب الناس إلى الله، والقيادةإذ ذاك تبذل جهدًا كبيرًا ولا تتمكن من استكمال الأوراد؛ وهذا لن يضيعه الله، فالجزاء من جنس العمل، *فكما أنك سبب فى هداية قلوب الناس إلى الله، فإن الله سوف يهدى قلبك إليه* ويفتح عليك بما لم يفتح على غيرك، فتقرأ الآيات فترى فيها إشراقات لا يراها غيرك، وتتأثر بما لم يتأثر به غيرك، ولكن المهم أن يكون هناك وجود لأصل العمل؛ فأقرأ ولو وردًا قليلًا، وصلِّ ولو ركعات يسيرة، وصُم ولو أيامًا معدودة , ولا تكن كالشمعة التى تحترق لتضيئ لغيرها، ولكن كن كالشمس تحافظ على نفسها وتمنح الناس من دفئها وضوئها بحول الله وقوته؛ فلابد من التوازن إذن كما قال سلمان لأبى الدرداء رضى الله عنهما: "يا أبا الدرداء ، إن لجسدك عليك حقًا، و لربك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا؛ صُم و أفطر , و صلِّ وأتِ أهلك، وأعطِ كل ذى حقٍ حقه"، كذلك قال النبى -صلى الله عليه وسلم- لعثمان بن مظعون: (أَمَالَكَ فيَّ أسوه؟!) وأمره بالتوازن. فليكن للقاده فى رسول الله أسوة حسنة، ولا ننسى موقف النبى -صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب وقد أرسل حذيفه يستطلع خبر القوم فى ليلة شديدة البرد، وشديدة الريح، وشديدة الظلمة، فلما رجع حذيفة إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- وَجَدَهُ قائمًا يصلي! *هكذا فليكن القادة* والمسئولين مهما كانوا مهمومين فإن الله ييسرلهم أمورهم ويسدد على الحق خطاهم؛ فالعبادة وقود القيادة ، فلا تفريط فى العبادة" واتقوا الله ما استطعتم""ومن يتوكل على الله فهو حسبه...". وصلِ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم!
Show all...
13👍 4🥰 1🤩 1👌 1
و قال عمر رضى الله عنه: (من فاته حزبه - ورده – من الليل فليقضه إذا أصبح)؛ *وهكذا كان القادة بالأمس* يُدركون أن عمل الليل وقود النهار، ويدركون أن الطاعة وقود القيادة، وأن العبادة من أسس نجاح القيادة؛ فالعبد لا حول له ولا قوة إلا بالله، أما اليوم فربما تأخر صاحبُنا عن صلاة الفجر، أو لم يقم أصلًا للصلاة فى وقتها و لا حول ولا قوة إلا بالله! *من مقال{العبادة وقود القيادة}* الشيخ مصطفى دياب
Show all...
17👍 7
الشيخ مصطفى دياب يكتب : أنت لست صغيرا الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فيا فتى الإسلام، أعرف أنك تشتكي -دائمًا- من الأب والأم والمدرسين والمصلين في المسجد، تشتكي أنهم يعاملونك على أنك ما زلت صغيرًا لم تكبر بعد، وللأسف فإن الناس تنظر لمن كان في سن العاشرة من عمره أنه صغير، ويعامل معاملة الصغير، وكذلك من كان في الثانية عشر من عمره يُعامل على أنه صغير، حتى الفتى ابن الستة عشر عامًا يعامل على أنه صغير، وربما يعامل من هو أكبر من ذلك على أنه صغير، فمثلاً جدك يعامل والدك على أنه صغير، ولكني أقولها لك صريحة: "أنت لست صغيرًا". وأظنك سوف تجري -الآن- لتنادي من حولك، الأب، الأم، الأقارب: اقرءوا معي: "أنت لست صغيرًا"، وأقول لك: "مهلاً يا أخي فأنت قد تكون صغير السن ولكنك كبير القدر، والذي أريد أن أتفق معك عليه، هو أنك مادمت تفهم ما يقال لك فلست صغيرًا مهما كانت سنك، وإذا فهمت واستطعت أن تتعرف على أوامر ربك؛ فقد شابهت الرجال في مبدأ الفهم وبقي أن تحاول أن تكون مثل الصالحين منهم في تطبيق كل ما تتعلمه وأن لا تقدم على فعل شيء تعرف أنه يغضب ربك". أخي الفتى الحبيب: إذا هممت بفعل شيء؛ فسل نفسك: "هل هذا يرضي الله أم لا؟" فإن كان يرضيه؛ فافعل، وإلا فاحذر وارجع، وإذا فعلت هذا أصبحت كبيرًا، بل تصبح أكبر من كثير من الكبار الذين يعصون الله تبارك وتعالى، وكان عتبة بن غزوان رضي الله عنه يقول: "فإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيمًا وعند الله صغيرًا" (رواه مسلم). فليس الشأن أن تكون كبير السن صغيرًا عند ربك بمعصيتك إياه؛ ولكن الشأن أن تكون عظيمًا كبيرًا عند ربك بطاعته وتقواه، فكم من صغير السن عظيم القدر عالي الهمة {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13]. واعلم أن المرء بأصغريه، بقلبه ولسانه، فإذا رزق الله العبد لسانًا لافظًا وقلبًا حافظًا؛ فقد استحق الكلام، ووجود الأدب والحياء عندك لا يعني الضعف والخوف، بل إذا صاحب ذلك الشجاعة الأدبية وتعودت عليها كانت صفة فيك فتقوى شخصيتك، ويتفتق ذهنك، وينضج عقلك. واعلم أن المرء بأصغريه، بقلبه ولسانه، فإذا رزق الله العبد لسانًا لافظًا وقلبًا حافظًا؛ فقد استحق الكلام، ووجود الأدب والحياء عندك لا يعني الضعف والخوف، بل إذا صاحب ذلك الشجاعة الأدبية وتعودت عليها كانت صفة فيك فتقوى شخصيتك، ويتفتق ذهنك، وينضج عقلك. فلم يعنفه النبي صلى الله عليه وسلم أو يزجره، ولا أحد من الحاضرين فعل شيئًا من ذلك، ولربما فعل بعضنا ذلك، فليفرق بين سوء الأدب والشجاعة الأدبية. أخي الحبيب فتى الإسلام: إنك حين تقلب صفحات التاريخ -تاريخ سلفك الصالح- سوف تدهشك النماذج الرائعة من فتيان هذه الأمة الخالدة، فهذا عمرو بن سلمة كان يؤم قومه وهو ابن سبع سنين أو ثمان، فانظر -رعاك الله- إلى هذا الطفل وهو يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عام "الفتح" ويتلقى القرآن والعلم ويحفظ ما تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يستقر في صدره إلى أن أسلم قومه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي بهم أحفظهم، فكان الحافظ القارئ هو ذاك الطفل الصغير الذي صار إمامًا للناس بما جمع من القرآن، فالقرآن يرفع الله به أقوامًا ويضع به آخرين وكان عمرو ممن رفعه الله تعالى بالقرآن، الله أكبر.. ما هذه الأعمار المباركة في هذا الجيل المبارك؟! وهذا بطل آخر -وإن شئت قلت: فتى آخر- هاجر مع أهل بيته وأقاربه وله عشر سنين وحفظ القرآن ولزم الاشتغال من صغره في طلب العلم حتى صار إمام الحنابلة بجامع دمشق، وكان عابدًا زاهدًا ورعًا ينتفع الرجل برؤيته قبل أن يسمع كلامه، إنه إمام الأئمة ومفتي الأمة -يومها- خصه الله بالعقل الوافر، فطنت بذكره الأمصار، وضنت بمثله الأعصار، وله مؤلفات غزيرة وقد صنف كتابه (المغني) في عشر مجلدات و(الكافي) في أربعة وغيرها من الكتب. أظنك عرفت هذا العالم البحر الذي حفظ القرآن وعمره عشر سنين، ورحل وتحمل المشقة في طلب العلم فألبسه الله لباس النور والوقار، وصار من أذكياء العالم بما ناله من بركة القرآن والعلم، إنه العلامة "ابن قدامة المقدسي" رحمه الله. أخي الفتى الحبيب: إن صفحات تاريخنا السلفي لا تحمل في طياتها سيرة الرجال فحسب، بل وفضليات النساء كذلك، فهذه سلمى بنت محمد بن الجزري -أم الخير- شرعت في حفظ القرآن 813 هجريًّا وحفظت مقدمة (التجويد) ومقدمة (النحو) ثم حفظت (الألفية)، وعرضت القرآن على والدها حفظًا بالقراءات العشر، وأكملته قراءة صحيحة مجودة مشتملة على جميع وجوه القراءات. فانظر إلى تلك الأعمار المبكرة المباركة، كيف صاروا علماء أعصارهم وفقهاء أمصارهم؟! وقد كانوا فيما يرى الناس صغارًا. أخي الفتى الحبيب: لحظة من فضلك!
Show all...
👍 5 4
لعلك أدركت أن الكبير لا يكون كبيرًا إذا تلطخ بالمعاصي والآثام، ولذا؛ فإن التزامك لا يكمل حتى تتخلق بأخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم وتقتدي به وتجعله مثلك الأعلى وقدوتك وقائدك ودليلك إلى مرضاة الله والجنة، وتذكر أن التزامك بأخلاق الكبار لا يعني أنك لا تسمع ولا تطيع لأمر والديك أو ترفع عليهما صوتك، أو أنك حر لا تحترم الكبير ولا توقره وتذكر دومًا أمر ربك لك ببر الوالدين: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا} [الإسراء:23]، وتذكر دومًا أمر نبيك صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا» (رواه الترمذي، وصححه الألباني). وإذا كان الشيطان قد صور لكثير من الفتيان أن إثبات رجولتهم يكون بتقليد الكبار في الأمور التي يعصون الله فيها كالتدخين والمخدرات والمسكرات، ومعاكسة الفتيات واقتناء الصور الساقطة وسماع الأغاني والموسيقى، فيظن الفتى أنه لا يكون رجلاً إلا إذا شرب السيجارة واصطحب البنات وهاتفهم وراسلهم وعاكسهم وفعل كذا.. وكذا.. ويظن أنه قد صار رجلاً -أو: قل: صار بطلاً- أوقع البنات في حبه، وهو -في الحقيقة- يفقد رجولته كلما خاض في هذه المعاصي ويبعد عن معنى الرجولة، بل ويصبح صغيرًا حقيرًا عند ربه وعند الناس، فالناس لا يحبون أخلاق من يشرب الدخان أو يصطحب البنات أو يفعل كذا.. وكذا.. أخي الحبيب.. فتى الإسلام: كن ملتزمًا بإسلامك.. بإيمانك.. واعمل بالطاعة وأقبل على المطيعين لطاعتهم، واجتنب المعصية وابغض العصاة لمعصيتهم، واحذر رفقاء السوء فإنهم سبب كل ضياع، وكن واحدًا من هؤلاء: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب:23]. {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} [النور:36]. أخي الفتى الحبيب، من أنت؟ ما همك؟ ما هدفك؟ ما شعارك؟ ليكن همك أن تكون عند الله كبيرًا. ليكن هدفك أن يرضى ربك عنك. ليكن إيمانك {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّه} [النحل:53]. ليكن شعارك {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه:84]. أخي الحبيب، {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه:84]. وإلى لقاء جديد إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
Show all...
11👍 5🥰 5
لعلك أدركت أن الكبير لا يكون كبيرًا إذا تلطخ بالمعاصي والآثام، ولذا؛ فإن التزامك لا يكمل حتى تتخلق بأخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم وتقتدي به وتجعله مثلك الأعلى وقدوتك وقائدك ودليلك إلى مرضاة الله والجنة، وتذكر أن التزامك بأخلاق الكبار لا يعني أنك لا تسمع ولا تطيع لأمر والديك أو ترفع عليهما صوتك، أو أنك حر لا تحترم الكبير ولا توقره وتذكر دومًا أمر ربك لك ببر الوالدين: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا} [الإسراء:23]، وتذكر دومًا أمر نبيك صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا» (رواه الترمذي، وصححه الألباني). وإذا كان الشيطان قد صور لكثير من الفتيان أن إثبات رجولتهم يكون بتقليد الكبار في الأمور التي يعصون الله فيها كالتدخين والمخدرات والمسكرات، ومعاكسة الفتيات واقتناء الصور الساقطة وسماع الأغاني والموسيقى، فيظن الفتى أنه لا يكون رجلاً إلا إذا شرب السيجارة واصطحب البنات وهاتفهم وراسلهم وعاكسهم وفعل كذا.. وكذا.. ويظن أنه قد صار رجلاً -أو: قل: صار بطلاً- أوقع البنات في حبه، وهو -في الحقيقة- يفقد رجولته كلما خاض في هذه المعاصي ويبعد عن معنى الرجولة، بل ويصبح صغيرًا حقيرًا عند ربه وعند الناس، فالناس لا يحبون أخلاق من يشرب الدخان أو يصطحب البنات أو يفعل كذا.. وكذا.. أخي الحبيب.. فتى الإسلام: كن ملتزمًا بإسلامك.. بإيمانك.. واعمل بالطاعة وأقبل على المطيعين لطاعتهم، واجتنب المعصية وابغض العصاة لمعصيتهم، واحذر رفقاء السوء فإنهم سبب كل ضياع، وكن واحدًا من هؤلاء: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب:23]. {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} [النور:36]. أخي الفتى الحبيب، من أنت؟ ما همك؟ ما هدفك؟ ما شعارك؟ ليكن همك أن تكون عند الله كبيرًا. ليكن هدفك أن يرضى ربك عنك. ليكن إيمانك {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّه} [النحل:53]. ليكن شعارك {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه:84]. أخي الحبيب، {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه:84]. وإلى لقاء جديد إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
Show all...
Choose a Different Plan

Your current plan allows analytics for only 5 channels. To get more, please choose a different plan.