آلَاء وَلِيدْ حُسَيْنْ ✎.

عندما دمَّرت صديقتي قيمتي_لم أكن أعي الخُبث حينها_بين طُلابِ صفِّي في المدرسة كان ذلك الخذلان الأول، حتى وصلنا إلى مشاجرات طفولية وقطعنا الوِدَّ، ظننتها الأمنية التي تمنيتُها مرارًا لترافق وحدتي، ولكنها حبطت سريعًا، فصادَقْتُ أخرى... وظننتها النعمة التي رزقني اللّٰه بها لتُعوض ما كسرته بداخلي الماضية، ولكنها اتسمت بشعورِ الغيرة عليَّ، كان هذا أمرًا فظيعًا؛ حيث لم أبادلها الشعور ذاته، وأيضًا كثرة النزاعات كلما تعاملت مع أخرى، كنت أتساءل، هل أنا زوجتك لتشعري بالغيرة عليَّ؟ كم هذا مقزز، أظنُّها سببًا في جَعلِي غير اجتماعية! وبعد سنوات، تباعدنا في صمتٍ بارد، وهنا وجدت مشاعري لا تختلف شيئًا عن المُبرِّد -وما زالت على هذا النحو حتى الآن، وكان هذا يقتلهن-، ثم صادقت أخرى -والأخيرة-، حتى فضَّلت عليَّ غيري، بئس الطباع البشرية، تخلَّت بعد أن عظَّمت من شأنها في حياتي وجعلت من وجودها السعادة، الأمل، والحياة، وظننتها السيدة التي ستعالج الجروح، ولكنها كانت منبعًا لبحرِ الآلام والأحزان، بعد أن أيمنتُ للجميع بأنها تختلف عمَّن مضوا، وأنها ليست مصدر للخذلان أبدًا، خابت توقعاتي تمامًا، وتركت للكثيرين مسافة أن يشمتوا في توقعاتي، الآن أكرهها كثيرًا، رغم أننا نتقابل، ونتحدث في أمورٍ مختلفة، ولكن لا تتمدد معرفتنا عن لقاءاتٍ صدفة. على الرغم من عودة ثلاثتهن ومحاولتهن في إحياء الصداقة، إلا أنني أقسمت على عدم نشأ أي ذكريات أخرى بين إحداهن، مستحيل أن تُعاد تلك الوجوه في حياتي لأُظهر لها حُبي -رغم نفوري الشديد- وأتشارك مع إحداهن مرة أخرى، أبدًا، باللّٰه ولو كُنَّ آخر مَن في البشرية، لن أقتل نفسي بينهن، سأعيش وحدي وسأسعد بذلك. ومن بعدِها، لم تقدر إحداهُن -بعيدة كانت أو قريبة- على مصادقتي جد صداقة، ولم أسمح بإعطاء الأخريات أدنى ثقة، فقط تقتصر علاقاتي على الحاجَة وينتهي الأمر عند انتهائها، توقف - أو مُنِع - الخذلان على أن يُذكر بين كلماتي، أو التحدث عن الصداقة، أو الثقة، لقد انتهت كل هذه الخرافات. - آلَاء وَلِيدْ حُسَيْنْ. @A7_W_H

ولو تكرر الزَّمن، لأعدُّتُّ الكثير من الأخطاء التي لم أندم عليها؛ لأثرها الإيجابي على نفسي فيما بعد، وسأسمح لنفس الأشخاص الذين جرحوني بالمرور مرة أخرى؛ لِأستحضر روحًا ناضجة أكثر مما كانت، تديرُ أيامها بتأنِّي، لم يكن مرورهم عبثًا، بل كان منفعة كبيرة، وأنا ممتنة لذلك. - آلَاء وَلِيدْ حُسَيْنْ. @A7_W_H

منذ عقدٍ مضى، كانت اللحظات تمتلئ بالبهجة، كانت تتسم ملامحي بالنور، والأعين المُضيئة، والشَّعَر الكثيف المسترخي على ظهري، أفكاري المُشعة دون احباطٍ أو توقف عن تنفيذها، صوتي المشتعل في كل الأرجاء ويدب في الأفئدة الثقة، والأمان، كلها عوامل سعادة كنت أمتلكها، أما الآن فقد انخسفت الأعين، وبهتت الملامح ولم تعد تُظهر سوى الظلام، تقلص شعري وبات كالأموات، أيضًا عقلي لم يتوقف عن التفكير، لكن بالأفكار المظلمة، السوداوية، أو تبحث عن حلول للأزمات المُرَّة التي حاوطتني، لم يعد لصوتي مجال في الحياة، الصمت والفساد يحيطان بالأرجاء، لقد تحطم كل شيءٍ، وذهب كل جميل، واعتزل كل منير، وانطفئت الأنوار، ومددت الفراش على جسدي لأغوص بقيلولة أبحث فيها عن بعضِ الراحة لاستكمال هجمات الحياة. _آلَاء المُعِز.

يذهب ويعود من دوراته الدراسية وعمله برفقة ظِلِّه، في حيٍّ فارغٍ مِن الأحياء، يسكن في المنزلِ وحده، أسلاك التلفاز مقصوصة، أوعية البُن تملئ الأرفف، يقدس الأركان الهادئة، لا يقرأ الكتب إلا بعينيه، لا يكترث لقائمة أصدقاءه الفارغة، ولا لأيِّ دخيلٍ على أوقاته، ومازال يشعر أنه يحتاج إلى المزيد من الصمت. - آلَاء وَلِيدْ حُسَيْنْ. @A7_W_H

المسافاتُ لا تُعيق القلوبَ عن التواصُلِ، لا تمنع التفكيرَ البالغ في الآخرين، لا تمنع الدموعَ مِن السقوطِ، ولا تقِف في طريقِ الحُب، المسافات ما هيَ إلا مُسمَّى يعيق النظرات، العناق، الإكتمال، وتساهمُ في الفراقِ. - آلَاء وَلِيدْ حُسَيْنْ. @A7_W_H

عاتَبنا وتَعَاتبْنَا. مَاذا بَعد؟ لا شيء تغيَّر، ما رأيتُ لهفة اللقاء الآخر، ولا الحُبّ المُوضَّح في الغياب، ولا زادت حياتِي شيئًا إلَّا هَمًا، أينَ لهفة الحصول عليَّ مرة أخرى بَعد خُسارةٍ عُظمىٰ؟ أم أنني كُنت وما زلتُ عاديًا كمَا الباقي؟ ملَكتُ الحق كاملًا عندما قطَعت بِكُم الوِد، وقتلتُ فؤادِي وقتلتكم داخلي، لَم ولَن يُقدَّر فؤادِي بينكم، وسأضعكم رِفقته في مدافني. - آلَاء وَلِيدْ حُسَيْنْ. @A7_W_H

لقاء، وعناق نسكنه الباقي من العُمر، أو ليقف الزمن قبل أن تفلت الأذرع عن بعضها، ربما هذا كل ما نحتاجه. _آلَاء المُعز.

جميع ما أستطيع توريثُه، اللُغة والألم. https://t.me/fotatt1

ونظن أنَّنَا تخطَّيْنا، ولكنَّنا نُهزَم فَورَ ذِكرِ أسمائهم. _آلَاء المُعز.

للتبادل: @REWASAEED https://t.me/leR20o06