- رُتّبَ لنَّا مَوعَـد ..

أُعاني من مرض قلب هدّني حتّى انهرت، مريضةٌ أنا، قلبي بالحياة أصبح معدومًا أصبح الشّهيق يكتمني والزّفير يخنقني، أُعاني من ألم هذهِ الحياة فَهيَ ألمٌ كبير علي، رغم ثراء قلبي أصبح فقيرًا، رُغم بياضه أصبح أسود، أنعت جثّتي وأنا حيّة وترحموا على نفسي، وأنا بينهم يتمنون موتي كلّ ساعة وكأنّ عذابي سعادةّ لهم، جثّتي ليست مصدرًا هال بالمال عليهم، أعلم أنّني أخطأت وسعادتي كانت لهم عائقًا، دموعي لم تنشف في يوم من الأيّام، وسادتي احتضنت الأحزان وهم كلهم أطياف يمرّون حولي ويختفون في أسرع وقت، أنظر إلى السّماء القمر ثابت والهواء مارّ والسّماء دار، دار أسكن بها والقمر برّد أحزاني، وحدتي هي كل حياتي، وقلمي هو شريك أيّامي، دموعي تسقط على الورق كلّ ثانية، عسى أن تخفّ آلامي، روح جفّت وانطوت، أحلامي ذهبت كلّها مع أيّامي... لا تعتقد منّي غياب ساعة أو ثانية.. أنا هنا مكتئبة وحدانيّة. .

‏احياناً اريد ان اتحدّث عمّا يجري.. عن الكثير والكثير.. لكني اعلم ان لا جدوى... ولن تكون هنالك اية جدوى.. وسوف يستمر هذا الحمق إلى أجلٍ غير مسمى...

- ذنب الأيّام الضّيقة

وما بين رسالةٍ ورسالة أكتبها لك، حدائقُ الألم تحترقُ أزهارها وأشجارها وأغصانها، فتصبحُ رمادًا. تخيّل هذا الكمّ الهائل من الدّمار الذي يحدثُ حين أُمسكُ بِيَرَاعِ مأساتي، وأضعهُ في مِحبرة جراحي، لأنظمَ سطورَ الأنينِ الذي لا يُسمعُ صداه، وهأنذا الآن أعيدُ الكرّة، وأخطُّ رسالتي الأخيرة التي لن تصل، ربما تسقطُ من ساعي البريد، أو تصل إليك لكنك لن تقرأها، وإذا قرأتها، فستقرأ حروفها متجاهل الأرواح المختبئة خلف كل حرف، وهكذا يكون مصيرها بأنها لن تصل وإن اختلفت الطرق. رسالتي لك سيدي: " ستمر بما مررت به، ستتألم كما تألمت، سيتمزق قلبك فرقًا وحسرة، حينها ستشعر بحجم ألمي الذي حفر خندقًا في روحي المتهالكة، عندها لن أشفق عليك -كما كنت أفعل- وأحنوا عليك وأرأف لحالك، لم يعد في استطاعة روحي أن تحتمل خندقًا آخرًا.. وليتك تقرأ!

أنّ يقَول لكَ أحدهَم ‏أنتِ الوحيدة التي أريدُ ان أحمل عنها قلقها وعثراتها وجراحها وأهديها ضحكاتٍ حقيقية و بالًا مُطمئِن . ذلكَ هَو عمق الحب🍂

لا بُد أن يَبتسم الحظُ لكِ يوماً ، فَهو الآن يقفُ عاجِزاً أمام حُسنكِ وصبركَ وسَيبقى صامِتاً حتى يجِدَ فرحةً ما تليقُ بكِ !

‏أبدع كارلوس زافون في وصف أمه، في كتابه ظل الرّيح، قائلًا: ‏"كانت لها رائحة كل الأشياء الطيبة في العالم".

"في مدخل جامعة في جنوب أفريقيا وضعت لافتة عليها: إن تدمِير بلدٍ لا يتطلبُ قنابل ذرية، يكفي تخفِيض نوعِ التعليم و السَّماح بالغش في الإمتحان حِينها سيمُوت المريض بين يدي الطبيب، و تنهار المبانِي علىٰ يد المُهندسين، و سيُهدَر المال علىٰ يد الإقتصاديِين، و ستضِيعُ العدالةُ أمام القُضاة، فإنهيارُ التعليم كفيلٌ بإنهيارِ الأمة"

‏"إن مجاعة الفكر اليوم أفجع من مجاعة العيش."