محمد الحسن الكمالي

كلام الشيخ عبدالله البطاطي عن كتاب مرقاة العلوم بصفوة المتون النسخة بصيغة bdf في القناة.

لمقابلة النسخ وعلو كعب الناسخ في العلم دور في نفاسة النسخة من الكتاب، وهو أمرٌ قديمٌ عند العرب، ولهم اصطلاحاتٌ في ذلك سبقت اصطلاحات المستشرقين في تحقيق النصوص. فقد جاء عن الجاحظ أنه قال: أردت الخروج إلى محمد بن عبد الملك الزيات وزير المعتصم ففكرت في شيء أهديه له، فلم أجد شيئاً أشرف من كتاب سيبويه، فلما وصلت إليه قلت له: لم أجد شيئاً أهديه لك مثل هذا الكتاب، وقد اشتريته من ميراث الفراء، فقال: والله ما أهديت لي شيئاً أحب إلي منه. ورأيت في بعض التواريخ أن الجاحظ لما وصل إلى ابن الزيات بكتاب سيبويه أعلمه به قبل إحضاره، فقال له ابن الزيات: أو ظننت أن خزانتنا خالية من هذا الكتاب فقال الجاحظ: ما ظننت ذلك، ولكنها: . بخط الفراء . ومقابلة الكسائي . وتهذيب عمرو بن بحر الجاحظ. يعني نفسه فقال ابن الزيات: هذه أجلُّ نسخة توجد وأعزها، فأحضرها إليه، فسرَّ بها ووقعت منه أجمل موقع. —————— -ابن خلكان/وفيات الأعيان. -القفطي/إنباه الرواة في أنباه النحاة. —————— #الكتاب #سيبويه #الجاحظ #نسخ_الكتاب محمد الحسن الكمالي

[دور التلقي بالسماع والسند المتصل في ضبط العلم؛ نظم الشمني لنخبة الفكر] لا يقتصر السند على توثيق المنقول ولا على مجرّد بركة الاتصال، بل إن كلمات الكتاب تحتاج أحيانًا إلى ضبطٍ لا يُسعف به مطبوعه ولا مخطوطه حتى يضبطه الناقلون بالمشافهة من ذلك استشكال ورد على قول العلامة كمال الدين الشُّـمَُنّي -بضم الشين والميم ويجوز فتحها وتشديد النون- المالكي السكندري ثم القاهري المتوفى عام 821 وذلك في نظمه لنخبة معاصره الحافظ ابن حجر: أو حلفٍ ومن يكون منهمُ ذا إخوةٍ أو أخواتٍ يُعلمُ بأنّ كلمة "حلف" معروفة المعنى ساكنة الوسط وهي بهذا تكسر وزن البيت ولم يعلّق على ذلك من شرح المنظومة ولا تغيرت في جميع النسخ الخطيّة! على أنّ من رواها بضبط شيوخه بالسند المتصل علم أنّ هذه الكلمة حرّكت بالكسر "أو حِلِفٍ" وهذا التحريك جائزٌ لضرورة الشعر. وقد أوقع هذا المتن بعينه بعض طلاب الحديث في بعض الوهم فيه وفي مؤلفه! وقد وقع لمؤلفه طرائف واتفاقات؛ فمنها: أنه نظم متن النخبة بعد تأليفها بقليل وهو معاصر ابن حجر وقد تبادلا الثناء وأنه مات قبل شيخه وقرينه الحافظ ابن حجر صاحب النخبة بثلاثين سنة! وأنه شرح نخبة الفكر في "نتيجة النظر" قبل أن يشرحها الحافظ ابن حجر نفسه في نزهة النظر! وأنه يقال له القسنطيني أصلًا السكندري مولدًا القاهري نُقلةً، وبعد انتقاله إليها أرسل ولده يأخذ العلم عن علمائها وهو المالكي مذهبًا ومع ذلك فقد انتقل ولده الشمني الثاني للمذهب الحنفي بعد ان توفي ابوه! وقع الخلط بينه وبين ابنه وكذلك في نسبه فابنه هو أحمد بن محمد بن محمد بن حسن الشمنّي الحنفي (كما كتب بخطه وهذا ينهي الخلاف في اسمه) المتوفى عام 872 اي بعد ابيه بخمسين عامًا. وقع الخلط كذلك في اسم نظم النخبة للأب مع شرحها "العالي الرتبة في شرح نظم النخبة" للشمني الابن، والاسم يخص الشرح لا النظم. وكذلك اشتهر أن الشمني هو شيخ السيوطي، ويراد به الابن لأن السيوطي لم يدرك الكمال الشمني بل ولد بعد وفاته بزمن. من أفضل ما وجدته في ضبط أبيات النظم (لمبتغي حفظها) هو ضبط الشيخ أحمد حسن القاضي (وقد أرفقت رابطه في التعليقات) وهو قد تلقاه بالسند. على أنّ عجائب هذا النظم لا تنتهي؛ فقد أثبت في البيت 184: كنية زوجه ومن قد نسبا * (الى سوى) من لم يكن له أبا والموجود في "العالي الرتبة" لولد المؤلف (إبنًا إلى) بدل (إلى سوى)! وفي هذا دلالة على صحّة سند الشيخ الضابط إلى الناظم لا ضعفه؛ لأنّ ولد الناظم صرّح بأنه وجده هكذا بخط أبيه فغيّره لعدم استقامة معناه (فروايته كانت على أصل الناظم أداءً لأمانة النقل، وغيره في الشرح ليستقيم المعنى). اشتهر الشمني الابن بالنحو أيضًا وله فيه تصانيف وللكمال الشمني المالكي رحمه الله أبياتٌ يحث فيها على المشافهة في العلم ويحذّر من التصحيف الذي يوقع فيه الاعتماد على الكتاب، وكأنه يحصّن نظمه واسمه مما قد وقع فيه بعض آخذيه، فيقول: من يَأْخُذ الْعلم عَن شيخ مشافهة يكن من الزيف والتصحيف فِي حرمِ ومن يكن آخِذا للْعلم من صحف فَعلمه عِنْد أهل الْعلم كَالْعدمِ محمد الحسن الكمالي -رابط النظم كاملًا https://t.me/elkamaly1/50 - اجازة بخط الشمني الابن تضبط اسمه ونسبه https://t.me/elkamaly1/49

الإعراب عبدُ معناه وأسير محلِّه وإن اختلفت العلامة. واختلاف علاماتِ الإعراب من مثارات الغلط لمن أخذ النَّحو بشكله الظاهر على جفافه وجفائه دونَ معناه الباطن على دقّتهِ ورقّته. وقد قرأتُ حديثًا فيه ثلاثُ كلماتٍ بثلاث علاماتٍ، ومحلُّها في الإعراب واحد ! وهو في خطبةٍ لو ألقيتْ على جاهلٍ لظنَّ لحنًا، وما هو باللحن، وإنّما هو تغنّج اللغة بتغيير حالاتها حتّى كأنها تتراقص كلماتها على لحون معانيها! جاء في الحديث: "ومن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومن يَستَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، ومن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ" الكلمات الثلاث في جواب الشرط مجزومة، لكن: يعفَّه: حرّكت بالفتح؛ لأنّه أسهل في الخفّة عند تحريك المضعَّف، وأصله: يعفِفْهُ، فضعّفت ثمّ حرّكتْ. يغنِهِ: حرّكت بالكسرِ الذي يدلُّ على الياء المحذوفة؛ فهو مجزومٌ بحذف حرفِ العلّة. يصبّرْه: سكّنت على الأصلِ في الجزم؛ فعلامته أصليّة. محمد الحسن الكمالي

يا من ظلمة قلبه كالليل إذا يسري: أما آن لقلبك أن يستنير أو يلين! تعرّض لنفحات مولاك في هذا العشر؛ فإن فيه لله نفحات يصيب بها من يشاء، فمن أصابته سعد بها آخر الدهر. (ابن رجب الحنبلي/لطائف المنن: ٢٧٤)

الاستكثار من الكتب ذكر الإمام ابن حزم في رسالة "مراتب العلوم" دعائمَ العلم ، وعدّ منها : (الاستكثار من الكتب؛ فلن يخلو كتاب من فائدة وزيادةِ علمٍ يجدها فيه إذا احتاج إليه، ولا سبيل إلى حفظ المرء لجميع علمه الذي يختصّ به، فإذ لا سبيل إلى ذلك ؛ فالكتب نعم الخزانة له إذا طُلب. ولولا الكتب لضاعت العلوم ولم توجَد، وهذا خطأٌ ممن ذمّ الإكثار منها ،ولو أُخذ برأيه لَتلِفَتِ العلوم ولَجاذبهم الجهّال فيها وادّعَوْا ما شاؤوا، فلولا شهادة الكتب لاستوتْ دعوى العالم والجاهل) #رسائل #ابن_حزم