cookie

We use cookies to improve your browsing experience. By clicking «Accept all», you agree to the use of cookies.

avatar

ابو بشر عبدالرحمن النجدي

قال ابن بطة العكبري رحمه الله : «"فَإِنَّ هَذِهِ الْفِتَنَ وَالْأَهْوَاءَ قَدْ فَضَحَتْ خَلْقًا كَثِيرًا , وَكَشَفَتْ أَسْتَارَهُمْ عَنْ أَحْوَالٍ قَبِيحَةٍ"» الإبانة الكبرى لابن بطة"جـ٢:صـ

Show more
Advertising posts
219
Subscribers
No data24 hours
-37 days
-1030 days

Data loading in progress...

Subscriber growth rate

Data loading in progress...

Repost from N/a
ابتلاء الله لأصحاب الإيمان إن الله تعالى يبتلي العباد حتى يظهر منهم من هو راسخ العقيدة حقيقة ومن هو غير صحيح المعتقد. فمثلًا: بعض الناس يدخل في الإسلام من غير المسلمين، ويجعل ذلك كتجربة، ويقول: ننظر في هذا الإسلام الذي يدعو إليه هؤلاء، فإن جاء بما يوافقنا وإلا رجعنا إلى بلادنا وعشنا فيها على الدين الذي كان عليه أسلافنا. فهؤلاء قد يسلط الله عليهم ابتلاء وامتحانًا من الفقر والمرض والأذى، فإذا جاءتهم هذه المصائب سبوا الدين وسبوا هذا المعتقد، وقالوا: ليس في هذا الدين خير، بل منذ أسلمنا ونحن في هذه المصائب، فإذا شفينا من مرض أتى بدله، وإذا سلط علينا إنسان وتخلصنا منه تسلط علينا آخر. نقول لهم: اصبروا وصابروا، وتحملوا ما تلقونه من الأذى، فإذا كنتم على العقيدة الصحيحة فتحملوا ذلك ولا تتزعزعوا، ولا ترجعوا عما كنتم عليه فتخسروا دينكم وحياتكم؛ فإن البلاء يسلط على الأنبياء وأتباع الأنبياء، كما جاء في الحديث: (لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الدنيا وليس عليه خطيئة)، وقال: (إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة شدد عليه وإلا خفف عنه)، فالله تعالى ابتلى صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم عندما أسلموا وأخبرهم بهذا الابتلاء، ولكن أمرهم بالصبر، واقرأ قول الله تعالى: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ﴾ [آل عمران:١٨٦]، فالذين صبروا واتقوا وتحملوا ما حملهم على ذلك إلا بشاشة الإيمان التي باشرت قلوبهم، والعقيدة الصحيحة ملأت أفئدتهم، والإيمان بالله وبدينه وبشريعته باشر أفئدتهم وأشربته لحومهم ودماؤهم، فعند ذلك صبروا وقالوا: ﴿هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:٢٢]، ونقول: إن هذه آثار العقيدة. فإذًا أنت تعرف صادق العقيدة وقوي العقيدة، وتعرف الكاذب وضعيف العقيدة، ولكن لا يعرف ذلك ولا يظهر جليًا إلا عند الامتحان، فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان، والامتحان هنا معروف أنه من الله تعالى، وذلك بأن يسلط الله الأذى المؤمن كامل الإيمان وعلى راسخ الإيمان، ويكون هذا التسليط وهذه المصائب التي تصيبه رفعًا لدرجاته وتكريمًا له وزيادة في حسناته، كما حصل للأنبياء، وقد تكون في حق المؤمن أيضًا رفعًا لدرجاته ولكنها في الحقيقة اختبار وامتحان لكثير من الناس في أمر إيمانهم هل هم صادقون أم لا؟ ولذلك قال الله تعالى: ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾ [العنكبوت:١١]، وقال تعالى: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ [العنكبوت:٢-٣] أي: أتحسبون أن تقولوا: آمنا وتسلمون من الفتنة؟! لابد من الفتنة، ولابد من الابتلاء، فالله تعالى يبتلي من يبتليه لما ذكر من الحكمة في قوله تعالى: ﴿وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ﴾ [العنكبوت:١١]، والعلم هنا هو علم الظهور، أن يظهر معلوم الله تعالى في حينه، فيظهر علم الله في هذا الرجل أنه منافق وأنه يعبد الله على حرف، فلما جاءه هذه الابتلاء رجع القهقرى، وأن هذا قوي الإيمان، فما زادته الفتنة إلا ثباتًا ورسوخًا وتقدمًا فيما هو عليه وصبرا ًواحتسابًا.
Show all...
Repost from N/a
حال ضعاف العقيدة إذا ضعفت هذه العقيدة في القلب كانت عرضة للزوال وللتزعزع؛ ولأجل ذلك كثير من الناس الذين لم ترسخ العقيدة في قلوبهم ينحرفون بسرعة ويرجعون القهقرى ويكفرون بعد إيمانهم؛ حيث إنهم لم يصلوا إلى اليقين الذي هو اليقين الحقيقي؛ لأن اليقين هو الإيمان كله كما ورد عن بعض السلف أنهم قالوا: الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله. فاليقين هو الاعتقاد الصادق. وقد ذكر الله تعالى بعض الذين لم ترسخ العقيدة في قلوبهم، وذكر أنهم يتزعزعون وينحرفون، قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ﴾ [الحج:١١]، هكذا حال بعض الذين لم ترسخ العقيدة في قلوبهم، دخلوا في الإيمان ولكن دخولهم كان كتجربة، ينظرون في هذا الدين فإن جاء بما يوافق أهواءهم وما يحبونه ساروا مع أهله وإلا رجعوا إلى ما كانوا عليه، فإن أصابهم خير من نصر ورزق وفتح ومال وإقبال الدنيا عليهم وما يسرهم من زهرة الدنيا وزينتها اطمأنوا وساروا على ما هم عليه من معتقدهم ولو كان ضعيفًا. أما إذا ابتلوا وأصيبوا في أموالهم وأبدانهم بشيء من المصائب فما أسرع رجوعهم وما أسرع انقلابهم على أعقابهم، فأحدهم إذا أصابته فتنة أو أوذي أو اضطهد أو نحو ذلك انقلب على عقبيه .
Show all...
Show all...
عقيدة أهل السنة والأثر

قال ابو سعيد : وما ظننا أنّا نُضطر الى الاحتجاج على احد ممن يدعي الإسلام في اثبات العرش والإيمان به حتى ابتلينا بهذه العصابة الملحدة في ايات الله فشغلونا بالاحتجاج لما لم تختلف فيه الامم قبلنا .

Repost from N/a
Show all...
عقيدة أهل السنة والأثر

قال ابو سعيد : وما ظننا أنّا نُضطر الى الاحتجاج على احد ممن يدعي الإسلام في اثبات العرش والإيمان به حتى ابتلينا بهذه العصابة الملحدة في ايات الله فشغلونا بالاحتجاج لما لم تختلف فيه الامم قبلنا .

فانظر للفرق بين من اجتهد بالاحكام وبين من اجتهد واداه اجتهاده الم بدعة كتحريف الصفات والشرك بالله ان الاول ليس كالثلني لان الثاني نقض اصل دينه الذي هو رأس المال، قال المزني رحمه الله : (سألتُ) الشَّافعي عن مسألة في الكلام، فقال : سلني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت فيه : أخطأت، ولا تسألني عن شيء إذا أخطأت فيه قلت: كفرت)! [ « ذم الكلام» للأنصاري (۱۱۳۱)]، عن الحسن رحمه الله قال: (مرَّ بي أنس بن مالك ه ، ـ وقد بعثه زياد إلى أبي بكرة له يُعاتبه ،فانطلقت معه ،فدخلنا على الشيخ وهو مريض، فأبلغه عنه. فقال : إنه يقول : ألم أستعمل عُبيد الله على فارس ؟! ألم أستعمل روادًا على دار الرزق ؟! ألم أستعمل عبد الرحمن على الديوان وبيتِ المال؟ ! فقال أبو بكرة له : هل زاد على أن أدخلهم النَّار ؟! فقال أنس له : إنِّي لا أعلمه إلَّا مُجتهدًا. قال الشَّيخُ: أقعدوني. فقال : قُلتَ : إنّي لا أعلمه إلَّا مُجتهدًا! وأهل حروراء [يعني : الخوارج قد اجتهدوا أفأصابوا، أم أخطأوا ؟! قال الحسن : فرجعنا مَخصُومين). [«مسائل» صالح بن أحمد (٨٧٤) ، وتهذيب الكمال» (۷/۳۰)] فانظر هداك الله وقف عند كلام السلف واترك عنك كلام المدجنة ممن يحرف بغير دليل ويدلس عليك ويغشك في دينك، واجعل غضبك لله تعالى لاسمائه وصفاته لوحدانيته سبحانه،وعظم قدر الله في قلبك واياك وان تكون ممن قال الله تعالى فيهم ( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) الأحزاب . والحمدلله رب العالمين. #مقال
Show all...
طاغوت الاجتهاد المزعوم بسم الله الذي على عرشه مستوٍ جالس والصلاة والسلام على من يقعده الله على العرش مقاما محمودًا وعلى آله وصحبه الذين آمنوا بكل هذا وصدقوا أما بعد: الزعم بإن الاجتهاد( وحقيقته التحريف والضلال)يسوغ في أصول الدين هو تحريف للنصوص وكتم للعلم الذي انزله الله تعالى، وما يقع اليوم من تحريف المدجنة وغش الناس حقيقته الكذب على الله تعالى، اذ وصل بهم الى ان يسموا المشرك الذي استغاث بغير الله ودعا غيره انه مجتهد وله أجر وأن المحرف للصفات مجتهد وله أجر لانه اخطأ! فجعلوا الاصل كالفرع مع علمهم بحقيقة الامر لكنه الضلال بعد الهدى، فمن حرف العلو والقدرة والعلم واليد ونحوها من صفات الله تعالى عندهم مجتهد وله أجر واحد، وهذا ان دل فهم يدل على عدم تعظيمهم لله تعالى في قلوبهم إذ انهم لو احد وصفه اهله بالاعور مثلًا او بالابكم مثلا او تعرض لاهله بسوء لقامت الدنيا ولم تقعد وهذا لتعظيمهم في قلوبهم، ثم هؤلاء منن يدافع عن الجهمية والمشركين تجده من اشد الناس حربًا على من وحد الله تعالى باسمائه وصفاته وإلهيته، فتجد ابن حجر وشركه في ديوانه والنووي وشركه في روضة الطالبين ونحوها غير تحريفهم لصفات الله تعالى كالعلو ونفي الرؤية وغيرها واضح جلي بل لايخجلون بالتصريح بهذا واما المدجنة ومن انتهج نهجهم تراه يدافع ويواري ويدلس عنهم حتى مايكشفهم الناس ، بل وبدعوا من بدعهم ومن كفرهم ورموه بالخارجية فجعلوا ارباب الكفر وطواغيت الاشاعرة محنة يمتحن بها اهل التوحيد، مع علمهم بما وقع من هؤلاء من بدع مكفرة الا انهم يصمون الاذان ويغضون الطرف عن هذا كله بحجة المصلحة،ولا ادري اي مصلحة اعظم من مصلحة التوحيد، ويقولن ان فعلهم هذا اجتهاد مع انه كفر صريح فهل كل من اجتهد في اصول الدين يعد مجتهدا؟ اليك بعض اقوال السلف التي توضح لك ماهو الاجتهاد الذي يزعمه هؤلاء، قال ابن منده (٣٩٥هـ ) رحمه الله في «التوحيد» (٣١٤/١): (ذِكرُ الدليل على أن المجتهد المُخطِئ في معرفة الله ووحدانيته كالمُعانِدِ). انظر الى من اجتهد واخطأ في معرفة توحيد الله تعالى كان اخطأ في توحيد الربوبية او الالوهية او الاسماءوالصفات فهو عند اب مندة كالمعاند يعني ماذا يا ابو حنبل؟ يعني كافر كفره ابن مندة فقط لانه اجتهد واخطأ في اصل الدين ، ومعلوم ان الاجتهاد باصل الدين ليس كمن يجتهد في فرع من الفروع، وابن جرير رحمه الله له تفصيل في هذا؛ قال ابن جرير (۳۱۰هـ) رحمه الله في «التبصير في معالم الدين» (ص ۱۱۳): (قال رسول الله : من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر»، وذلك الخطأ فيما كانت الأدلة على الصحيح من القول فيه مختلِفةً غيرَ مُؤتلفة، والأصول في الدّلالة عليه مفترقةً غير متفقة، وإن كان لا يخلو من دليل على الصَّحيح من القول فيه، فميز بينه وبين السقيم منه، غير أنَّه يغمضُ بعضُه غموضًا يخفى على كثير من طلابه، ويلتبس على كثير من بغاتِهِ. والآخرُ منهما غير معذورٍ بالخطأ فيه مُكلّف قد بلغ حدّ الأمر والنهي، ومُكفَّرُ بالجهل به الجاهلُ، وذلك ما كانت الأدلة الدالة على صحتِهِ مُتَّفقةً غير مُفترقةٍ، ومُؤتِلفةً غير مُختلفة، وهي مع ذلك ظاهرة للحواس). انظر هداك الله الى التفريق بين الاصل والفرع والى كلامه ( والآخرُ منهما غير معذورٍ بالخطأ فيه مُكلّف قد بلغ حدّ الأمر والنهي، ومُكفَّرُ بالجهل به الجاهلُ، وذلك ما كانت الأدلة الدالة على صحتِهِ مُتَّفقةً غير مُفترقةٍ، ومُؤتِلفةً غير مُختلفة، وهي مع ذلك ظاهرة للحواس) يتبين لك من كلامه انه لا عذر لمجتهد مكلف بالغ بلغ حد الامر والنهي بل يكفر من كان جاهلا!،فكيف لو كان عالما معلما مثل القرطبي والهيتمي والعسقلاني ابن حجر والنووي وغيرهم من ارباب الضلال وأئمة الكفر والفساد وومن شرحوا ولهم مصنفاتهم فمن باب اولى واحرى تكفيرهم وتضليلهم والتحذير منهم ومن ابتداعهم بالدين، بل هؤلاء من المتكلمين المذمومين، وقد سؤل الشافعي رحمه الله عن الذي يفتي ويخطيء في اصل الدين وقال : والله لأن يُفتي العالم، فيقال: أخطأ العالم، خيرٌ له من أن يتكلم فيقال: زنديق، وما شيء أبغض إليَّ مِن الكلام وأهله). وكم مقلد لهؤلاء بكفرهم وتحريفهم للصفات وشركهم برب السماوات ولاحول ولاقوة الا بالله العظيم، ثم لو سلمنا انهم معذورون فهل يعذر الرافضة لانهم اجتهدوا ثم اشركوا والخوارج ايضا مجتهدين على قواعدهم وايضا الجهمية وغيرهم من ملل ونحل، قال ابن أبي زيد القيرواني (٣٨٦هـ) رحمه الله في «كتاب الجامع (ص ۱۲۱) : ومِن قَوْل أهل السُّنة : إنه لا يُعذر من أداه اجتهاده إلى بدعة ؛ لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل فلم يُعذَروا، إذ خرجوا بتأويلهم عن الصَّحابة، فسماهم عليه الصَّلاة والسَّلام: (مَارِقِينَ مِن الدِّين)، وجعل المجتهد في الأحكام مأجورًا وإن أخطأ).
Show all...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معاكم عبدالرحمن خوي ابو حنبل✋🏻
Show all...
التأويل الباطل قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: والتأويل الباطل أنواع: أحدها: ما لم يحتمله اللفظ بوضعه الأول مثل تأويل قوله ﷺ: ««حتى يضع رب العزة فيها رجله»» بأن الرجل جماعة من الناس، فإن هذا الشيء لا يعرف في شيء من لغة العرب البتة. الثاني: ما لم يحتمله اللفظ ببنيته الخاصة من تثنية أو جمع، وإن احتمله مفردا كتأويل قوله: ﴿لما خلقت بيدي﴾ [ص: ٧٥] بالقدرة. الثالث: ما لم يحتمله سياقه وتركيبه وإن احتمله في غير ذلك السياق كتأويل قوله: ﴿هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك﴾ [الأنعام: ١٥٨] بأن إتيان الرب إتيان بعض آياته التي هي أمره، وهذا يأباه السياق كل الإباء، فإنه يمتنع حمله على ذلك مع التقسيم والتنويع والترديد، وكتأويل قوله: ««إنكم ترون ربكم عيانا كما ترون القمر ليلة البدر صحوا ليس دونه سحاب، وكما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب»» فتأويل الرؤية في هذا السياق بما يخالف حقيقتها وظاهرها في غاية الامتناع وهو رد وتكذيب يستتر صاحبه بالتأويل. الرابع: ما لم يؤلف استعماله في ذلك المعنى في لغة المخاطب وإن ألف في الاصطلاح الحادث، وهذا موضع زلت فيه أقدام كثير من الناس حيث تأولوا كثيرا من ألفاظ النصوص بما لم يؤلف استعمال اللفظ له في لغة العرب البتة وإن كان معهودا في اصطلاح المتأخرين وهذا مما ينبغي التنبه له فإنه حصل بسببه من الكذب على الله ورسوله ما حصل، كما تأولت طائفة قوله تعالى: ﴿فلما أفل﴾ [الأنعام: ٧٦] بالحركة وقالوا: استدل بحركته على بطلان ربوبيته، ولا يعرف في لغة العرب التي نزل بها القرآن أن الأفول هو الحركة في موضع واحد البتة، وكذلك تأويل الأحد بأنه الذي لا يتميز منه عن شيء البتة، ثم قالوا: لو كان فوق العرش لم يكن أحدا ; فإن تأويل الأحد بهذا المعنى لا يعرفه أحد من العرب ولا أهل اللغة إنما هو اصطلاح الجهمية والفلاسفة والمعتزلة ومن رافقهم، وكتأويل قوله: ﴿ثم استوى على العرش﴾ [الأعراف: ٥٤] بأن المعنى أقبل على خلق العرش، فإن هذا لا يعرف في لغة العرب ولا غيرها من الأمم، لا يقال لمن أقبل على الرحل: استوى عليه ولا لمن أقبل على عمل من الأعمال من قراءة أو دراسة أو كتابة أو صناعة قد استوى عليها، وهذا التأويل باطل من وجوه كثيرة سنذكرها بعد إن شاء الله تعالى، لو لم يكن منه إلا تكذيب رسول الله ﷺ لصاحب هذا التأويل لكفاه، فإنه ثبت في الصحيح ««إن الله قدر مقادير الخلائق قبل السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء»» فكان العرش موجودا قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة فكيف يقال: إنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم أقبل على خلق العرش، والتأويل إذا تضمن تكذيب الرسول ﷺ فحسبه ذلك بطلانا. الخامس: ما ألف استعماله في غير ذلك المعنى لكن في غير التركيب الذي ورد النص، فيحمله المتأول في هذا التركيب الذي لا يحتمله على مجيئه في تركيب آخر يحتمله كتأويل اليدين في قوله تعالى: ﴿ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي﴾ [ص: ٧٥] بالنعمة، ولا ريب أن العرب تقول: لفلان عندي يد، وقال عروة بن مسعود للصديق ﵁: لولا يد لك عندي لم أجزك بها لأجبتك. ولكن وقوع اليد في هذا التركيب الذي أضاف سبحانه فيه الفعل إلى نفسه ثم تعدى الفعل إلى اليد بالباء التي هي نظير كتبت بالقلم، وجعل ذلك خاصة خص بها صفيه آدم دون البشر، كما خص المسيح بأنه نفخ فيه من روحه، وخص موسى بأن كلمه بلا واسطة. فهذا مما يحيل تأويل اليد في النص بالنعمة، وإن كانت في تركيب آخر تصلح لذلك، فلا يلزم من صلاحية اللفظ لمعنى ما في تركيب صلاحيته له في كل تركيب. وكذلك قوله تعالى: ﴿وجوه يومئذ ناضرة - إلى ربها ناظرة﴾ [القيامة: ٢٢ - ٢٣] يستحيل فيها تأويل النظر بانتظار الثواب، فإنه أضاف النظر إلى الوجوه بالنظرة التي لا تحصل إلا مع حضور ما يتنعم به لا مع التنغيص بانتظاره، ويستحيل مع هذا التركيب تأويل النظر بغير الرؤيا وأن كل النظر بمعنى الانتظار في قوله تعالى: ﴿انظرونا نقتبس من نوركم﴾ [الحديد: ١٣]، وقوله: ﴿فناظرة بم يرجع المرسلون﴾ [النمل: ٣٥] . ومثل هذا قول الجهمي الملبس: إذا قال لك المشبه: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ [طه: ٥] فقل له: العرش له عدة معان، والاستواء له خمس معان، فأي ذلك المراد؟ فإن المشبه يتحير ولا يدري ما يقول. فيقال لهذا الجاهل: ويلك، ما ذنب الموحد الذي سميته أنت وأصحابك مشبها وقد قال لك نفس ما قال الله تعالى، فوالله لو كان مشبها كما تزعم لكان أولى بالله ورسوله منك لأنه لم يتعد النص. وأما قولك: العرش له سبعة معان ونحوه، والاستواء له خمسة معان فتلبيس منك على الجهال وكذب ظاهر، فإنه ليس لعرش الرحمن الذي استوى عليه إلا معنى واحد وإن كان للعرش من حيث الجملة عدة معان فاللام للعهد قد صار بها في العرش معينا وهو عرش الرب تعالى، الذي هو سرير ملكه الذي اتفقت عليه الرسل وأقرت به الأمم إلا من نابذ الرسل.
Show all...
Choose a Different Plan

Your current plan allows analytics for only 5 channels. To get more, please choose a different plan.