زاوية فكرية.

كنت رأيت تساؤلًا يجري على ألسنة الناس عن سبب أن كثيرا من صفحات طلبة العلم والمشايخ من متوسطي الشهرة والمغمورين ليس فيها عن غزة والسودان كثير نشر، وتعييب عليهم بهذا واتهامهم اتهاما مبطنا بأنهم اعتادوا ونسوا. أنا هنا لا أدافع عنهم بل أبين حقيقة غائبة عن الأذهان، وهي أن سبب كثير من هذا ليس الخوف من السلطات وإلا فما الضير في الدعاء ونشر الأخبار؟ كل الناس تدعو وتنشر. ما وراء هذا الصمت شعور عميق بالخزي والعجز، أفضى إلى السكوت، والمتابعة بدون كلام والدعاء في السر على خجل. فالأمر عندهم أنه لم تحن فرصة لجهاد حقيقي مثل اليوم، وهم محبوسون عنها ودونها حدود وجنود واستعداد قبل الوصول إلى ذلك كله. هذا هو السبب الأساسي للصمت: الخزي والخجل. هل أعتذر لهم؟ لا كل منهم يقدم عذره بين يدي الله غدا، ولكني أبين حقيقة ما هم فيه لا أكثر.

«سَهْلٌ إِذْا لَمَسَ الصَّفا سالَ النَّدى صَعْبٌ إِذْا لَمَسَ الأشَمَّ تَصَدَّعا» - كمال الدين بن النبيه

مقطع صوتي من مكان الحدث قبل قليل في النصيرات لأصوات الاشتباكات العنيفة بعد اكتشاف المقاومة لقوة صهيونية خاصة. T.me/a2qanita1

وقال الرَّبيع بن زياد: رأيتُ جارية عند قبرٍ، وهي تقول: بنفسي فتًى أوفى البريَّة كلِّها وأقواهُمُ في الموتِ صبرًا على الحبّ فقلت: بم صار أوفاهم، وأقواهم؟ قالت: هويني، فكان أهلي إن جاهر بحبِّي لاموه، وإن كتمه عنَّفوه، فلمَّا أخذه الأمر؛ قال: يقولون إنْ جاهرتُ قد عضَّك الهوى وإنْ لم أَبُحْ بالحبِّ قالوا تصبَّرا وليس لمنْ يهوى ويكتُم ما به من الأمر إلَّا أن يموت فيُعذرا ولم يزل يُردِّد هذين البيتين حتى مات، فوالله يا هذا! لا أبرحُ، أو يتَّصل قبرانا. ثم شهقت شهقة، فصاح النِّساء، وقُلْن: قد قضت. والذي اختار لها الوفاة! فما رأيت أسرع، ولا أوحى من أمرها. -روضة المحبّين/ابن القيم.

عليكم بالجماعة والائتلاف على طاعة الله ورسوله والجهاد في سبيله؛ يجمع الله قلوبكم ويكفر عنكم سيئاتكم ويحصل لكم خير الدنيا والآخرة. أعاننا الله وإياكم على طاعته وعبادته وصرف عنا وعنكم سبيل معصيته وآتانا وإياكم في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ووقانا عذاب النار وجعلنا وإياكم ممن رضي الله عنه وأعد له جنات النعيم إنه على كل شيء قدير وهو حسبنا ونعم الوكيل. -شيخ الإسلام.

قبل فترة كانت تحدثني صديقة كريمة عن أن لا كرامة بين الأزواج.. وتقصد أنه لا تعالي ولا كبرياء. إذا زعل الزوج تراضيه زوجته حتى وإن كان قد أخطأ طلبا لرضاه، وكذلك الزوج يراضي زوجته. لو طلب منها أمر، تفعله دون أدنى تفكير بـ "كيف يطلب مني هذا وكيف يأمرني" كنت غير متصورة حقيقةً لماهية كلامها ومدى تطبيقه.. وكنت أستصعب أحيانا فكرة مراضاة الزوج وإن كان على خطأ، وفكرة أوامر الزوج يجب أن تُنفذ، وإن كنت مدركة لهذه الأمور كلها وأعلمها وأعلم أن هذا شرع الله، لكن النفس وهواها! وأحيانا المرء يقف قليلا ويفكر بكرامته وكبريائه في مثل هذه المواقف.. لكن بعد خطبتي (عقد شرعي) أدركت حقيقة كيف يمكنني التغاضي عن الأخطاء والمسامحة وطلب الرضى وخفض الجناح وقول حاضر لما يطلب.. عجيب كيف يقلب الله الموازين بمجرد هذا الميثاق الغليظ، ويصبح من كان أبعد الناس عنك أقربهم إليك، سبحان الله! ولعل السعادة والطمأنينة التي يبحث عنها الأزواج متحققة في خفض الجناح واللين والطاعة، والرحمة وأظن أن الندية والمعاملة بفوقية وعدم محاولة التنازل للطرف الآخر هي أساس البلاء والنكد بين الأزواج.. حاشية: قد تكون لم تُسعفني الكلمات فلا يُفهم أن الزواج أوامر وطلبات يجب تنفيذها فقط ومراضاة للمخطئ دائما لكن هذا كله في إطار هذه العلاقة المقدسة بالمودة والرحمة.

زخم معرفي هائل، دورات في كل شيء، المعلومات متناثرة في كل مكان، المعلومة الجيدة موجودة والسيئة موجودة.. وعلى الرغم من إدراك كثير من الناس الصحيح والسقيم من التصرفات ألا إننا نرى جهلا هائلا وانعدام حكمة في التصرفات والأحداث.. على مستوى طلب العلم والزواج والعلاقات وكل شيء.. المعرفة موجودة لكن ما سبب الفشل في التطبيق، برأيكم؟!

سبحان الله، إذا قلّبت ما في بالك كله، لحسبته غير مجاوزٍ سطرًا أو سطرين، حتى إذا أمسكت القلم، خَرَّ الكلام خَرًّا، وجرى منك جريان السَّيل، فإذا بالكلمة التي أردت تصير إلى مقالة. ما أحسن قول الرافعي، "وحي القلم" وكأنه يوحىٰ إليه حقيقةً.

الغراب من أكثر الكائنات الملفتة بالنسبة لي.. كائن ذكي عجيب ماكر أكثر شيء كان يعجبني وقت دوامي في الجامعة كثرة الغربان فيها.. كنت أستغرق وقتي في تأمله وهو يمشي مشية المتكبر في الحديقة..