مُكَافَحَةُ العلمانيَّة

إن التاريخ يعيد نفسه، فما كنا نستغربه سابقا من تاريخ الأولين ها نحن نعيشه واقعا عمليا اليوم، فالخذلان والتكالب والخيانة والتخذيل هو هو. وأكثر ما كنا نُدهش له تاريخ الأندلس، لما فيه من الإمارات والدويلات وطلبُ بعض الملوك المناصرةَ من الصليبيين لمحاربة المسلمين!!! ولكن بعد أن رأينا -عدو الله- السيسي وابن زايد وابن سلمان والملك عبد الله وبقية الحثالة الخونة من حكام العرب ما عدنا نستغرب شيئا لأنهم نسفوا كل المقاييس وحطموا كل المعايير وجعلوا المستحيل ممكنا وانسلخوا من الدين انسلاخا لم يسبق له مثيل ولا نظيره، فيا رب أهلكم عن آخرهم وأهلك من معهم ومن ثبت ملكهم وأعانهم على ظلمهم.

إن أهل الإسلام لم يعودوا كما كانوا، فقد شغلتهم الدنيا وسفاسفها، وشهواتها وملذاتها، تركوا عزهم وقوتهم، وأقبلوا على شهواتهم، وإن أهل الكفر قد تفننوا في تغييب وتجهيل المسلمين، وبذلوا أوقاتهم وأموالهم وخبراتهم من أجل ذلك، فيا رب أصلح الحال واشغلنا بطاعتك ونصرة دينك.

دين الإسلام واضح وضوح الشمس عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: «سُئِلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ الرَّجُلِ: يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ الله؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم : مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ الله».   [صحيح] - [متفق عليه]

إن الحرب على الدين وأهله تجعل المسلم يدرك حجم المخاطر التي تحيط به، وليس ذلك ذريعة لكي يتخلف المسلم عن نصرة دينه ويجبن ويجلس في بيته، أو يرضى بالحال المفروض من الطواغيت، بل عليه أن ينبري لصيانة الدين والدفاع عن المسلمين، ويحقق أمر الله-إن تنصروا الله- لكي يحقق الله لنا موعوده-ينصركم ويثبت أقدامكم.

إن أعظم ما يفعله الطواغيت اليوم هو تقديس القوانين الوضعية الكفرية، وإجبار الناس على التحاكم إليها، وتجريم من حكم بالشريعة ودعا إليها، وما زالت هذه اللوثة عند بعض من ينتسبون إلى الجهاد، ولكن بأسلوب وطريقة مبتكرة. ولا حول ولا قوة إلا بالله

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد؛ فإنه لم تصب الثورة الشامية بنازلة أشد وأنكى من فاجعة العملاء الأخيرة، وما تكشف فيها من خيانات كبيرة عظيمة؛ جليلة الخطر فادحة الأثر في المعارك الأخيرة، وما أهريق بسببها من دمـاء كثيرة من خيرة المجــاهدين؛ أنصارًا ومهاجرين، وذهب بسببها مناطق واسعة من بلاد الإسلام، وما خُطط ويُخَطَّط للمحرر فيها من مكر كُبَّار؛ تكالبت عليه فيه الأمم/ واتحدت على الفتك به شتى الملل. وقد جرت السنة في الأمة الإسلامية أن تكون نوازلها الكبار محلًا لشورى واعتبار أهل الحل والعقد والوجهاء فيها، دون استثناء؛ عملًا بأمر الله سبحانه: {وشاورهم في الأمر}؛ وهذا أمر من الله تعالى لنبيه ﷺ؛ فَمَن دونه مأمور به من باب أولى، وهذا أيضًا عملٌ بسنة النبي ﷺ وسنة خلفائه الراشدين رضوان الله عليهم. ولا شك أن الشورى؛ سبب لسداد الرأي وصوابه، وسبب لثقة عموم المسلمين فيه. وأما الانفراد بالرأي فسبب للزلل والحيدة عن الحق، وفتحٌ لباب عظيم من الطعن والتشكيك في الأمر. وعليه.. فإنَّنا الموقعون أدناه نطالب بأن يكون الحكم في قضية العملاء الكبرى ضمن لجنة قضائية يترأسها الدكتور إبراهيم شاشو؛ فهو محل ثقة وقَبول من جميع الأطراف، وهو أحد القضاة الكبار في المحرر، ويثق فيه عموم الناس، ويكون لهذه اللجنة كامل الصلاحيات بلا أي مراجعة أو توجيه أو ضغط، ويكون حكمها باتًا قاطعًا غير قابل للاستئناف بحال، وينفَّذُ فورَ صدوره؛ فما حكمت به اللجنة يكون محل ثقة وقبول من الجميع سواء حكمت بإدانة أو تبرئة. وقد أعلنا هذا البيان مشاورةً لأهل الحل والعقد في المحرر فيه، ليضيف توقيعه من يوافقنا عليه. والله من وراء القصد والحمد لله رب العالمين. رجب 1445هـ الموقعون على البيان: الشيخ: عبد الرزاق المهدي الشيخ: أبو الحارث المصري "أسامة الشقيري" الشيخ: أبو الفتح يحيى الفرغلي

إن الدين عنده الله الإسلام، وهذا الذي تعبدنا الله به، فنحن نؤمن به ونستسلم لحكمه، وغيره متروك مهجور مكفور به، فاللهم مسكنا بالإسلام حتى نلقاك.

الدولة المدينة: هي الدولة اللادينية. ليس لها صلة بالدين مطلقا على اختلاف أنواعها، وكثير من المسلمين يرفع هذا الشعار ويطلب هذا المطلب، ظنا منه أن المقصود دولة العدل لا الظلم.

☘☘الطغاة الأخفياء☘☘ إن مرارة الألم التي تعانيها الأمة اليوم من تسلط جلاوزة على الحكم، فصلوا الدين عن الدولة، بل عطلوه، وصار ربهم المعبود المصلحة دون الله الواحد الأحد، وصارت الأمة إلى ما هي عليه اليوم ممزقة مبعثرة مستضعفة مقهورة، وإن الأعجب والأنكى أن هناك طبقة تسمى المثقفة -الدعاة والسياسيين والعسكريين والإعلاميين....- تدافع عن الطغاة أشد من دفاعهم عن أنفسهم، ويُسكّنون الناس باسم الدين والسياسة والمصلحة ووفرة الأمن ووو، فما هؤلاء إلا طواغيت أخفاء يثبتون عرش شيطانهم الأكبر الذي يبتغون رضاه أكثر مما يبتغون رضا الله، وما تقديمهم ما يحبه طاغوتهم على ما يحبه العزيز الحكيم إلا شاهد على خيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين، فاللهم خذ الطواغيت ومناصريهم والمدافعين عنهم ومثبتي ملكهم.