وعد عصام

عيش بجبنة وكوب شاي واحد، كنت بصوّر فيه ليلة أمس في الصباح قبل أن أنزل؛ لكي يضيع الوقت ولا أبكي كثيرا.

مثلما أخشى صالة بيتنا، فإني أخشى بيت عمي، أخشى أن أذهب فلا أجده يهلل بقدومي ويأخذني يمينا ويسارا ونصنع كل شيء معا ونتكلم في كل شيء.. أخشى كل شيء، وكل مكان، أعيش خائفة طوال الوقت، أخاف كل شيء.

مازلت حتى يومنا هذا إذا دخلت على أمي وهى نائمة أقترب منها بهدوء لأسمع أنفاسها.. أسمعه نفسا نفسا كي أستطيع أن أنام. كيف يعيش المرء وهو طيلة الوقت خائف؟

شيءٌ في نفسي، لا أستطيع الخلاص منه والانفكاك عنه، كأني وهذه الذكرى أصبحنا شيئًا واحدًا.. ليلة أمس جلستُ لأبدأ التعرف على أول مادة في الفرقة الثالثة في الامتحانات «النحو»، فما أسعفني الوقت حتى وجدتُ نفسي ابدأ بعد منتصف الليل، بعد أن ذهب جميع العائلة إلى النوم، وبعد أن بدأت بدقائق وجدتُ انقباضًا شديدًا جدا في قلبي، وخوف شديد، لا أعرف لمَ هذا الخوف؟ لست أرى في المكان سوى أبي يأتي من «المطبخ» ويسقط في «الصالة» وكأني أراه بهيئته والله، حاولتُ تجميع أفكاري في الكتاب الذي أمامي حيث أجلس في الصالة ولكن سرعان ما تنظر عيناي لنفس الموقع وأراه ينظر لي النظرة الأخيرة التي رأيتها بعيني ولم أكن أعرف وقتها أنها الأخيرة...بكاء شديد خوف شديد.. ماذا يارب؟ ماذا أفعل؟ تضيق عليَّ نفسي ويضيق المكان.. لا أستطيع الجلوس في هذا المكان، أريد أبي هنا.. هذا ليس تدلل أطفال، ولكنني لا أستطيع الجلوس في هذا المكان بمفردي منذ أن سقط أبي فيه ولم يقم بعدها أبدا، ولا أحب النظر لهذا المكان.. لا أعرف كيف عاش أبي عشرة سنوات وكان قد مات أبوه بين ذراعيه، وماتت أمه وحملها على صدره، لا أعرف كيف عاش هذه السنوات وهو بالطبع يشعر بهما على يديه، كيف تخطى أن يتعامل بيديه وأنا لازلت أخشى التعامل في المكان الذي كان يقف فيه.. ما أتذكر أفعاله إلا وقلت لأنه رجلا قويا جدا، رجلا لديه نفس وهمة لم تكن لأحد، استطاع وعاش بآلالامه باختلافها ولم يقل شيئًا واحدًا، بل كان يبتسم في وجهنا دائما ووجوه كل الناس، ما حادث أحدًا إلا وجعله يبتسم، هكذا وقد رأيته اقوى الرجال على الإطلاق ولازلت لا أرى من بعده، فكيف إذ رايته لا حول له ولا قوة! ولك بين يدي رحمة الله بإذن الله.. يخوّفني، أن هذا وهو وأقوى رجال الأرض، هذا وهو الذي لا أخاف شيئًا لأنني أعرف وإن كان ليس هنا لئن اتصلت به يأتيني، هذا وما كنت أخشى شيئًا لأنني أعرف إذ ألتفتُ وجدته يقف خلفي ويبتسم قائلا: لا تخافي تحركا... فكيف إذا فتشت بعيني ولم أجد أحدًا!! تعوّدت منه أن يدفعنا لعدم الخوف من شيء سوى من االه عز وجل، فكان إن قلت له أخاف كذا، أو أخي يقول له أن هناك ولد في مكان ما ضربه وهو يخاف منه.. ما كان من أبي إلا ينهرّنا بقوة ويقول لنا: لا أحد يبكي، لا شيء في هذه الدنيا يُخوّف سوى أنها دنيا.. وكان أشد ما يكره أن يرى أحدنا يبكي، لأن البكاء ضعف، وهو يكره أن يرى منا ضعيفا أبكي كل يوم عندما أصنع الشاي في الصباح بمفردي وكنا نصنعه معا، أبكي عندما أجلس مع نفسي بمفردي قبل أن أنزل، وقد كنا نجلس معا وننزل معا والجميع نائم. لا أستطيع تخطي كل مكان في البيت وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا! وكيف نحيا والحياة ماتت!

كل دا عشان منشور النحو! اللاااه صحيح أنام ملئ جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصموا وكدا..

اتفق والله.

هى هزار عادي. بيكرهوا اللغة العربية؟ شفاهم الله مما أصابهم وابتلاهم.

دا كدا كدا يعني.

لا أعرف، لا ذوق عام في مثل هذه الأمور، كل شخص بحسب شخصيته واحتياجاته. والسلام.

عادي مفيش فيها حاجة. 😂