ربيع العُمر

‏"أقبلت إلينا عشرٌ هي خيرُ أَيام الدُّنيا والعام، والعملُ الصَّالحُ فيها ثقيلٌ جداً في الميزان، والغفلةُ عنها من الدَّواهي العِظام، والعاقلُ من أَيقظَ قلبهُ قبل فوات الأَوان، واِنْتهزَ فضيلةَ الزمان بالتوبة، وبِما يُقرِبه من رضا الرَّحمن! 🤍 ‏عشرٌ معدوداتٌ فاضلاتٌ قليلاتٌ، هي سُوقٌ رابحةٌ لِلمُتاجرةِ مع اللهِ الغنيِّ الجواد، دعانا لاِغْتنام ما فيها من تَنَزُّلِ الرَّحمات، وغُفرانِ الزَّلات، والمُسابقةِ بِالخيرات، والدُّخولِ في زُمْرةِ الذَّاكرينَ اللهَ كثيراً والذَّاكرات".

"فتراهُ يُبدي للأنامِ جلادةً والهمُّ في أضلاعهِ محبوس."

النموذج الذي يشغلني ويسطو على تفكيري، وأغبط أهله، وأهرول دائما للحاق بهم، والدخول في زمرتهم=نموذج الأخفياء! العاديين! الذين لا يأبه بهم أحد، وليس لهم صورة تدل على لقب، أو منصب! لكنهم من أهل الخزائن العامرة بالسر الإلهي، والسرائر المصدقة في الملأ الأعلى! قد يبدو لك شخصا عاديا، لا شيخًا ولا عالمًا ولا مشهورا! قد يكون رجل أعمال، أو عاملا في مطعم، أو تاجرا لا علاقة له بالعلم، أو رجلا يكنس الشارع، أو بوابًا لعمارة! لكنه ملِك هنالك في الملأ الأعلى! صاحب سر وسرائر، وقلب دافئ بالله! لا يحسن الكلام ولا زخرفته، لكنه فصيح القلب، ناضر السر! تعرفهم عند خواتيمهم الحسنة، وتفوح روائح قلوبهم في يومهم الأخير! هؤلاء هم من أحبهم وأحب مجالستهم ومتابعة أخبارهم. اللهم نورا من لدنك يعمر القلب ويخلصه من كل ما لا يرضيك، في عافية وسعة ونور! وجدان العلي.

"لمَّا كانت وقائعُ أشواقي إليك عجلى، وطلائعُ ثنائي لحصر أوصافك خجلى، وعهد محبَّتك قديمٌ ثابت، وغرْس مودَّتك مُورِقٌ نابِت، سألتُ الله بقاء حياتك العليَّة، ودوام ذاتك الرضيَّة، مُهنَّأ الحال، مُمتَّعا، مقرونًا أنت والفضل معا."

عن ابن مسعود قال: «مرّ الملأ من قريش بالنبيّ ﷺ، وعنده صهيب وعمار وبلال وخبّاب، ونحوهم من ضعفاء المسلمين، فقالوا: يا محمد، أرضيت بهؤلاء من قومك؟ هؤلاء الذين منّ الله عليهم من بيننا؟ أنحن نكون تبعًا لهؤلاء؟ اطردهم عنك، فلعلك إن طردتهم أن نتّبعك. فنـزلت هذه الآية: «وَلَا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيِّ يُريدون وجهه».

‏كم صنعةٍ في الورى للهِ قد شقِيَتْ بها العقولُ فما تدري خفاياها حتى إذا انبلجتْ أنوارُ حكمتِهِ صاحتْ مُكبِّرةً ما أحكمَ اللهَ! مشعل النوري

وليس سواك لي سند

"رعى الله عهدًا منك فيه رعيتني ‏وأوليتني برّ الكريم المقاربِ ‏وكنت إذا أهوى جناحي وصلتَه ‏وسنّيت نُجحي في بلوغ المآربِ ‏وكنت خليلَ الصدق في دهم كربةٍ ‏أخا ثقةٍ إن ناب سهمُ النوائبِ ‏وكنت كماء المزن عذبَ سجيّةٍ ‏وشيمةَ حُرٍّ من كريمِ المناسبِ ‏وإني لمُحبٍ بالثناء على المدى ‏فعالك في شُهدانكم والمغايبِ فحُييت منا حيث كنت وما بدا ‏شهابٌ وأجلى الصبحُ ليل الغياهبِ ‏وجازاك ربي منه أحسن ما جزى ‏أخًا عن أخٍ بالفضل جزلَ المواهبِ"