الـكاتِـبـة تـبـارك الـهـلالـي🌏

مرحباً غائبي... أعلمُ قد مرت عليّ الكثيرُ من الأيام من دونِ بوح، إن المشكلة تكمن في إن هذا القلب إنهمر مثل الجليد من مكانٍ عالي و لم يتبقى منه ايُ أثر، قد حَل في بلادٍ تدفن البراهين الساطعة على بُعِد آلافِ المترات من الأرض حتى لا يتبقى منها ايُ دليل، هكذا صار بي، اللوم وحدهُ ليس كافياً لابد أن أتجزئ لِعدةِ أشخاص لِاُصبح المُتهم و المُحاسب و سجين الحُب، إنها الوساوس آفةٌ خطيرة مثل الأرضة تبدأ بمخدعٍ صغير و تأكل الأشياء حتى تدمرها جميعها، ثُم إنهُ قد غلبني النعاس كثيراً في عِزِ يقظتي ، أكتالُ من الحنين دواءً و أغرفُ من الشوق أطنانً كي أحصلُ على الطمأنينة لكن من دونِ جدوى، إنهُ سهمٌ صغير جسمهُ أبيض مصنوعٌ من خيوط الشيب يدلُ على ديمومة الشوق حتى المشيب ثبت في قاع الفؤاد لازال ينضبُ من غير أنقطاع، سلب من ذلك الفؤاد ملذة الطمأنينة قربك، لكن من صنع الأبواب عرف حينها إنك سوف تأتي ذات يوم... تبارك علي

دعيني أُبارزكِ في الكلام فإن لدي من الأقوال أياماً لا تكفيها، إن في داخلي شيئاً ينبري كقلمِ الرصاص ليبدأ بدايةً جديدة، يعتريهِ هوس النهايات و هلع الإنتهاء،أو ربما في بعض الأحيان يُخيلُ إليه إنهُ كلما بحث عن بدايةٍ جديدة تقترب نهايتهُ ، إنها لعنةُ الأفكار لا تُصيبُ إلا النُبلاء الذين يقفون عند كُلِ شيء بضعة قرون، يؤسِسون مدينةً كاملة من الرُكام بعد كُلِ إنهيار، يصنعون الأدوار و يُمجدون أُناساً مجهولين ، أكل الدهر على ثنايهم من صُنع مُخيلاتهم الفتية، و هنالك في أحد أعضاء الجسد تعيشُ مدينةً كاملة في ظروفٍ غير صالحة للعيش تنهارُ أبنيتها عند كل صعب أو رُبما يُصيبها وابل العطش مع كُلِ كلمة جارحة يقولها أحدهم حتى لو بدت معالم وجههُ قاسية ، نعم إنهُ الإنسان عجينٌ هش قابلٌ للإنطواء و كأنهُ خُلِق من تحول السكر إلى غزلِ البنات أو تحول البخار إلى غيوم، أو ربما خُلِق من أول موقفٍ بدت فيه رحمة اللّٰه قبل أن يضع الروح في آدم ... تبارك علي

ما نُشِر لي في مدونة الكفيل قصة " نهايتي التي بدأت"

من بعدِ شوط طويل من التعب وضعت رأسها على زجاج النافذة و قالت: ما أنا سوى نظرةً عالقة في مُحيطٍ لا نهاية لهُ، لقد تشعب بي الأسى حتى صار جزءاً من ثيابي و علقنا سويةً في العُمق، ثُم إني صرت أرى كل النهايات قبل بداياتها و كأني أصبحت عرافةََ بمفهوم القدر كالصوف يعلم نهايتهِ بإنه سوف يشبع ضرباً كي يُصبح فراشاً او وسادة لأحدهم، أو رُبما مثل طائرة ورقية حينما ترتفع الى السماء تعلم أن نهايتها ستكون على يدي حجر أحدهم او تتعلق بإسلاك الكهرباء حتى تفني الوانها حرارة الشمس ، و من ثم لا يوجد منطق أوسع من مُخلية الإنسان حينما يُدرك كل شئ من حوله، هو ذاته يُصبح مُخيفاً إلى حدٍ كبير و كأنه الشبح الذي يهابه الأطفال في أحلامهم أو ربما هم يرون أنفسهم قبل الأوان من غير ملامح، قبل أن يصيغ لهم الإدراك ملامحاً حادة... تبارك علي