{ الذهبي-الرسمية-}

لو كانت النساء بلا قيمة .. لما كان أول بشري يؤمن بمحمد ﷺ امرأة .. ولما جُعلت خطوات هاجر فريضة لإتمام ركن من أركان الإسلام .. ولما جُعل النبي المرفوع يُنسب باسمه لامرأة .. ولما أصلح الله آسيا كأكمل النساء لتربي كليمه في حجر فرعون .. ولكن إن فسدن أو عِشن بلا هدف كن أشد الفتن وأولها .. والسبب الرئيس لدمار الأجيال وتجذر الهزيمة ..

الشجاعة التي امتلكها الصحابة لم يتكرر وجودها على مدار تاريخ البشرية .. فلقد وقفوا بشموخ وثبات أمام سخرية واستنكار مجتمعهم لأفكارهم التي كانت محل رفض تام .. وهم في قاع الضعف والفقر وسيطرة أعداءهم عليهم .. ثم انتقلوا لمرحلة قتال هذا المجتمع بشجاعة.. لم يهزها البكاء على ذكريات ملاعب الصبا ولا الحنين للأشقاء والأقارب ومحاولة إيجاد تبرير لهم أو التقارب معهم .. ثم الصمود الذي فاق صمود الجبال وثباتها حين انقلبت كل #الجزيرة عليهم وحاصرتهم في مدينتهم .. ثم دخولهم معارك مع القوى العظمى في العالم وقد كانوا دوما العدد الأقل في العُدة والعتاد والأفراد .. مع فقر وجوع لا يقارنان بغنى وشبع عدوهم .. ثم زلزال فقد قائدهم وانقلاب الجميع عليهم وثباتهم والعمل على التنمية المضاعفة للإرث الذي تركه لهم سيدهم ومعلمهم حتى تجاوزوا كل توقع .. وتفاجأوا هم أنفسهم بما أنجزوه .. هذا الجيل الفريد تفوق بأمر واحد فقط .. هذا الأمر كان في قلوبهم التي أضاءت العالم بما أُشبعت من إيمان وحرارة عزم وهمم لم يستطع مخلوق على وجه الأرض أيا كان حجمه وقوته .. كسرها أو تبديدها ..

كان الضباط الذين يحققون معنا يصرحون بأنه لا مانع لديهم من وصفهم بالخروج من المِلة بعد أن نوضح لهم أسباب هذا الحكم .. بل كان منهم من يقسم بأنه كَا.فر بالله .. ويعلم ذلك ويتعمد سب الدين ليؤكد فكرته العبقرية .. ولكن ما كان يشغلهم ويؤكدون عليه أن التَكفير فكر شخصي وكل إنسان حر فيه لكن مشكلتهم أن يتحول لفعل .. فتُسكب دماء من خرج من الملة بيد من أصدر الحكم أو بيد من إقتنع بالحُكم الذي قاله قائله .. لذا فهم لا يخشون من التأصيل ولا من الأحكام الشرعية ولكن كل خوفهم من تبعات هذه الأحكام ..

( إنما يبكي على الحب النساء ..) جملة قالها قاتل الصحابي الجليل زيد ابن الخطاب شقيق الفاروق لأبيه بعد إسلامه .. عندما قال له عمر وهو أمير المؤمنين : إني والله لا أحبك .. فقال له أبو مريم القاتل : وهل هذا يمنع حقي يا أمير المؤمنين .. فقال له عمر : لا .. فقالها له .. ومعناها .. أن حبك لي أو بغضك لا يهتم الرجال به .. فهذا يهتم به النساء .. قلت : صحت القصة أو لم تصح .. فمعناها صحيح .. وليتنا نقتدي بهما .. فلا عاطفة الفاروق منعته من إقامة الحق .. ولا القاتل التائب اهتم بحب وبغض من حوله وان كان الفاروق .. هذه الأجيال كانت صريحة وواضحة وتأنف التملق وتعتبره من الذل والمهانة .. لذلك عزوا وسادوا ..

بعد ليلة ممطرة وطرقات طينية صعبة وتخفي وزحف.. تصل للمكان المراد حيث تجد استبشار النفس وسعادة الروح وبهجة المُهج .. هناك تجد طباع الأشخاص قد تغيرت كما تتغير حياتهم وملابسهم وأماكن إقامتهم .. فتستمع لصوت الترتيل الرهيب و أنشودة تقشعر لها ذراتك كلها .. تنظر في الوجوه تجدها غير الوجوه كأنها اكتست بومضات نورانية لا أرضية .. تتعجب ..! فصاحبها كان معك في مكان غير المكان بشكل غير الشكل وكأنه هنا تحول و أصبح خلقا جديدا .. رائحة عجيبة تكسو المكان وكأنها رائحة عطور قد امتزجت بكل ما حولك حتى رائحة جسدك في هيبة مهيبة ووقار شامخ أعلى من أعلى قمة حولك رأتها عينك .. ملامستك لتربة خندق مبللة بماء كأنها دمع عين تساقطت من بين أتربة وبقايا غصون .. تبث الشجون.. لتبكي ظلما عاشته .. مع أول لمسة لها تبكي لك شاكية أهولا رأتها .. بعد إحساسها الفطري بتعاطفك معها وقدومك لها مُخَلصا .. فتجد كل ما حولك من رذاذ مطر وثمرات جوز ورمان أحمر يسقط لك بلا تعب مُقدرا فخورا متمنيا أن يستقر في بطن ستقيم جسدا جاء مدافعا عنها متواضعا لها يسكب دمه وتخرج روحه سهلة رخيصة لرب خلقها .. فتجد نفسك قد اختلطت ببيئة شعرت أنها جزء من جسدك من قلبك من كيانك .. حب وعناق بين أديم أرض مقدس ورجل جاء بوجه يشع منه ضوء ملائكي لعمل اصطفاه الله له .. بين قدس وقداسة .. كيف نصف هذا وعجز اللسان والنسيان هو أصل الانسان .. فكم من شعور تعجز عن وصفه فتدمع عينك كما دمعت أرض إحتضنتك وإحتضنتها في مشهد من أصدق المشاهد .. هذا المكان لن ترى مثله ولن تشعر بإحساسه على الأرض .. أبدا .. أنى لك أن تحيا في أعبد الأماكن لله .. ؟ ! إنه الرباط العظيم .. رزقنا الله و إياك أجره ..

لم ينزل جبريل بآيات الجِهاد والحَاكمية من أجل الجِهاديين كما يظن بعض من ضاعت منه البوصلة وجعل خطاب الإله بحسب توجه المسلم ورغبته الشخصية..! فإن كان شابا قويا متدفق الأحاسيس يحب قصص البطولة والنخوة و #إغاثة_الملهوف .. يختار فئة (الجهاديين) من الباقة ويضغط #إرهاب.. وإن كان رومانسيا يتقيأ لو شاهد دجاجة تُذبح .. يختار فئة (الرقائق والقلوب) من الباقة.. ويضغط #تسامح ..! لا .. هذا اللعب غير متوفر في باقة الإسلام .. فهي مجموعة كاملة تأخذها كلها أو تتركها كلها .. لا يوجد شيئ اسمه شيوخ الجِهاد.. وشيوخ الحيض والرقائق والنفاس .. هذه التقسيمات فقط في الباذنجان ..

لن تجد هنا ما تبحث عنه من منشورات الأدعية و المقولات المأثورة ولا جمل التقعر بالعربية ولا تحذلق الألفاظ الذي يطرب من يبحث عن كلمات كثيرة بمعنى بسيط .. ولن تجد نقلا لكلمات السلف العامة ولا مقالات تتعمد عمومية المعنى ليظن كل اتجاه أنها معه .. لا .. ولن تجد عليه هذا الفرح التمثيلي بأعداد حُفاظ القرآن و تزاحم المصلين في #المساجد و ولن يضع بالونات الاحتفال مع إعلان إسلام هذا الممثل أو ارتداء رافعة الأثقال تلك للحجاب .. لا .. أيضا .. لن تجد هذه الأمور وأشكالها وما هو قريب منها هنا .. لذا وجب التحذير حتى لا تلوم أو تجادل الكاتب .. فغالبا لن تجد ردودا .. فانتبه وأنت تقرأ وتتابع .. فالمحتوى #صادم .. 👈 +18 ..

الانخراط طوعا في الصراع لن يكون كمن دخله مجبرا ثم حاول التأقلم معه .. لذا تجد تأسيس النفوس وترسيخ القلوب على عقيدة واضحة أمر يجعل الإنسان على جاهزية مستمرة .. مع صعوبة تبديل الحال من فكر إسلامي يؤمن فيه بعالمية الصراع إلى فكر وطني قومي ينحصر بحدود وضعها محتل .. بل و ينكر على من انطلق فكره خارجها ..! كثير ممن بدأ خوض الصراع او متابعته مع أحداث الثورات تبنى أفكار (الجها. ديين) كما يحب المغيبون تسميتها وكأن جبريل عليه السلام نزل بأحكام الجها.د لهم حصرا .. أما هم فينحصر دينهم في الرقائق و الطهارة والسمت الظاهر .. وهذا التبني كان عند علو نجمهم وقبول النظام الدولي وقتها للخطاب الصارخ الانفعالي والذي ينخفض فجأة كما بدأ فجأة -كالمعتاد- .. لأنه كان يتوافق مع مصالحه .. أما اليوم .. فلا تجد إلا اللوم والجدال ممن كان يصفق لهم ويتغنى بمدحهم ..! فالسوق انفض -بزعمهم- والحفلة انتهت .. ولابد من التماشي مع الجو العام باسم الإنصاف و قول الحق ..

شخصية النبي التي يظهرونها لك عبر وسائل إعلامهم ومنابرهم ويتحدثون عنها بافتخار ويمدحونها وتقدمها عمائم ولحى تابعة لهم.. لا علاقة لها بشخصية النبي الحقيقية .. فهم يصنعون شخصية للحبيب تتوافق مع هواهم وجرائمهم وطوامهم .. كما يفعل #المداخلة مع ابن تيمية أو أحمد .. فيجعلونه شيخهم ورأس مذهبهم وفي الحقيقة لو كانوا يعيشون في زمانه لأفتى بقطع رقابهم لتنجو الأمة من فتنتهم .. فالنبي الذي يقدمه خطاب الطغاة شخصية وهمية لم يرسلها الله لعباده ولم تنصر الحق يوما .. أما نبينا خاتم المرسلين فهو عدوهم ويكرهونه ويسمون دينه إرهابا.. بل ويتتبعون كل من سار على طريقه للتخلص منه بسجن أو قتل ..