cookie

We use cookies to improve your browsing experience. By clicking «Accept all», you agree to the use of cookies.

avatar

مصطفى صادق الرافعي

حُجَّةُ العرب، ومؤيِّدُ الدين، حارِسُ لغةِ القرآن، صدرُ البيان العربي، الأديبُ الإمام، مُعجِزَةُ الأدب. 🇪🇬🔻 🇵🇸 "لا أحلل الاقتباس لأصحاب القنوات"

Show more
Advertising posts
7 464
Subscribers
+824 hours
+887 days
+45730 days

Data loading in progress...

Subscriber growth rate

Data loading in progress...

إنَّ التاريخَ ليتكلَّمُ بلغةٍ أوسعَ من ألفاظِه إذا قرأهُ مَن يَقرؤهُ على أنه بعضُ نواميسِ الوجود، صُوِّرَتْ فيها النفسُ الإنسانيةُ كيف اعتورَتْ أغراضها، وكيف مدَّتْ في نسقِها، وكيف تَغَلغَلَتْ في مَسالكِها، وما تأتَّى لها فجرَتْ به مَجراها، وما دفعَها فانحدرَتْ منه إلى مَقارِّها، فهو ليس بكلامٍ تستقبلُه تقرأُ فيه، ولكنه أحوالٌ من الوجودِ تَعترِضُها فتُغَيِّر عليك حِسَّكَ بإلهامِها وأحلامِها، وتتناولُها من ناحيةٍ فتتناولكَ من الأخرى؛ فإذا الكلمةُ من ورائها معنى، من ورائهِ طبيعةٌ، من ورائها سببٌ وحِكمة؛ وإذا كُلُّ حادثةٍ فيها إنسانيَّتُها وإلهيَّتُها معًا، وإذا الوجودُ في ذِهنِكَ كالساعةِ تَرسِمُ لك حَدَّ الثانيةِ بخَطْرَتَين، وحَدَّ الدقيقةِ من عددٍ محدودٍ من الثواني، وحَدَّ الساعةِ إلى حَدِّ اليوم؛ وإذا البيانُ في نفسِك من كُلِّ هذه الحواشي، وإذا التاريخُ فيما تقرؤهُ مُفَنَّنٌ في ظاهرِه وباطنِه يَفيءُ عليك من ألفاظِه ومعانيهِ بظلالٍ هي صِلَتُكَ أنتَ أيُّها الحيُّ الموجودُ بأسرارِ ما كان موجودًا من قبلُ. [وحيُ الهِجرة || وحي القلم]
Show all...
يجبُ أن يَنشأَ المسلمُ: غِناهُ في قلبِه، وقُوَّتُه في إيمانِه، ومَوضِعُه في الحياةِ مَوضِعُ النافعِ قبل المُنتفِع، والمُصلِحِ قبل المُقَلِّد؛ وفي نفسِه من قوةِ الحياةِ ما يموتُ به في هذه النفسِ أكثرَ ما في الأرضِ والناسِ من شهواتٍ ومَطامع؟ [وحيُ الهِجرة || وحي القلم]
Show all...
وكُلُّ حوادثِ المُدَّةِ قبل الهِجرةِ على طُولِها ليست إلا دليلَ ذلك الزمنِ على أنه زمنُ نبيٍّ، لا زمنُ مَلِكٍ أو سياسيٍّ أو زعيم؛ ودليلُ الحقيقةِ على أنَّ هذا اليقينَ الثابتَ ليس يقينَ الإنسانِ الاجتماعيِّ من جهةِ قُوَّتِه، بل يقينَ الإنسانِ الإلهيِّ من جهةِ قلبِه؛ ودليلُ الحِكمةِ على أنَّ هذا الدينَ ليس من العقائدِ الموضوعةِ التي تنشرُها عَدوى النفسِ للنفس؛ فها هو ذا لا يَبلُغُ أهلَهُ في ثلاثِ عشرة سنة أكثرَ مما تَبلغُ أسرةٌ تتوالدُ في هذه الحِقبة؛ ودليلُ الإنسانيةِ على أنه وحيُ اللهِ بإيجادِ الإخاءِ العالميِّ والوحدةِ الإنسانيَّة. أفلم يَكُن خروجُه عن مَوطنِه هو تَحَقُّقَه في العالم؟ [وحيُ الهِجرة || وحي القلم]
Show all...
يا دُموعَ النبوَّة! لقد أثبَتِّ أنَّ النفسَ العظيمةَ لن تتعزَّى عن شيءٍ منها بشيءٍ من غيرِها كائنًا ما كان، لا من ذهبِ الأرضِ وفِضَّتِها، ولا من ذهبِ السماءِ وفِضَّتِها إذا وُضِعَتِ الشمسُ في يدٍ والقمرُ في الأُخرى. [وحيُ الهِجرة || وحي القلم]
Show all...
بدأ الإسلامُ في رجلٍ وامرأةٍ وغُلام، ثمَّ زادَ حُرًّا وعَبدًا؛ أليستْ هذه الخَمسُ هي كُلّ أطوارِ البشريَّةِ في وجودِها، مخلوقةً في الإنسانيَّةِ والطبيعة، ومصنوعةً في السياسةِ والاجتماع؛ فها هنا مَطلَعُ القصيدة، وأوَّلُ الرمزِ في شِعرِ التاريخ. [وحيُ الهِجرة || وحي القلم]
Show all...
قرأتُ بالأمسِ تاريخَ الهِجرَةِ النبويَّةِ في كتابِ أبي جعفر الطبريّ لأكتُبَ عنه هذه الكلمة، فلم أكُن — عَلِمَ اللهُ — في كتابٍ ولا في حكاية، بل في عالَمٍ انبَثَقَ في نفسي مخلوقًا تامًّا بأهلِه، وحوادثِ أهلِه، وأسرارِ أهلِه جميعًا، كما يرى المُحِبُّ حبيبَه: لا يكونُ الجميلُ في محلٍّ إلا امتلأَ مكانُه بعاشقِه، فهو مكانٌ من النفس، لا من الدنيا وحدها، وفيه الحياةُ كما هي في الوجودِ بمَظهرِ المادة، وكما هي في الحُبِّ بمَظهرِ الروح. وتلك حالةٌ من القراءةِ بالروحِ والكِتابةِ بالروح، متى أنتَ سَمَوتَ إليها رأيتَ فيها غيرَ المعنى يُخرِجُ معنى، ومن لا شيءَ تُخلَقُ الأشياء؛ لأنك منها اتصلتَ بأسرارِ نفسِك، ومن نفسِكَ اتصلتَ بأسرارٍ فوقها؛ فيُصبِحُ التاريخُ معك فنَّ الوجودِ الإنسانيّ على الوجهِ الذي أَفضَتْ به الحِكمةُ إلى الحياةِ لتستمِرَّ بالنفسِ الإنسانيَّة، لا فَنَّ عِلمِ الناسِ على الوجهِ الذي أَفضَتْ به الحوادثُ مما بين الحياةِ والموت. [وحيُ الهِجرة || وحي القلم]
Show all...
وأُوذِيَ رسولُ اللهِ ﷺ، وكُذِّبَ وأُهِين، ورجفَ به الوادي يَخطو فيه على زَلازِلَ تتقلَّب، ونابَذَهُ قومُه وتَذامَروا فيه، وحَضَّ بعضُهم بعضًا عليه، وانصفقَ عنه عامَّةُ الناسِ وتركوهُ إلا مَن حَفِظَ اللهُ منهم؛ فأُصِيبَ كبيرًا باليُتْمِ من قومِه، كما أُصِيبَ صغيرًا باليُتْمِ من أبَوَيه. وكان لا يَسمعُ بقادمٍ من العربِ له اسمٌ وشَرَفٌ، إلا تَصَدَّى له فدعاهُ إلى اللهِ وعرضَ نفسَه عليه؛ ومع ذلك بَقِيَتِ الدعوةُ تَلوحُ وتختفي كما يشقُّ البرقُ من سَحابةٍ على السماء، ليس إلا أن يُرى ثمَّ لا شيءَ بعد أن يُرى. [وحيُ الهِجرة || وحي القلم]
Show all...
لقد كان في مَكَّةَ يَعرِضُ الإسلامَ على العربِ كما يُعرَضُ الذهبُ على المُتوحِّشِين: يَرَونَهُ بَريقًا وشُعاعًا ثمَّ لا قِيمةَ له، وما بهم حاجةٌ إليه، وهو حاجةُ بني آدمَ إلا المُتوحِّشين، وكانوا في المُحادَّةِ والمُخالفةِ الحَمقاء، والبُلوغِ بدَعوتِه مَبلغَ الأوهامِ والأساطير، كما يكونُ المريضُ بذاتِ صَدرِه مع الذي يَدعوهُ في ليلةٍ قارَّةٍ إلى مُداواةِ جسمِه بأشعةِ الكواكب! [وحيُ الهِجرة || وحي القلم]
Show all...
حتى إذا كانت الهِجرَةُ من بعدُ، فانتقلَ الرسولُ إلى المدينة، بدأتِ الدنيا تَتَقَلقَلُ، كأنما مَرَّ بقَدَمِهِ على مَركزِها فحَرَّكَها؛ وكانت خُطواتُه في هِجرَتِهِ تَخُطُّ في الأرض، ومَعانيها تَخُطُّ في التاريخ؛ وكانت المسافةُ بين مَكَّةَ والمدينة، ومعناها بين المَشرِقِ والمغرب. [وحيُ الهِجرة || وحي القلم]
Show all...
وكانت مَكَّةُ هذه صَخرًا جُغرافِيًّا يَتحطَّمُ ولا يَلين، وكأنَّ الشيطانَ نفسَه وضعَ هذا الصَّخرَ في مَجرى الزمنِ ليَصُدَّ به التاريخَ الإسلاميَّ عن الدنيا وأهلِها. [وحيُ الهِجرة || وحي القلم]
Show all...
Choose a Different Plan

Your current plan allows analytics for only 5 channels. To get more, please choose a different plan.