حُلمْ الزَيْنَبّية

قد تكون الأيام العشرة من إقامة العزاء قبل يوم العاشر لبعض الناس دورة للتوجه والاستعداد للبكاء والحرقة في يوم عاشوراء. أولي القلوب الغافلة وأولئك الذين قد قلّت مشاعر حبّهم للإمام الحسين عليه السلام على أثر انشغالهم بتعلقات الدنيا، لديهم فرصة لمدة عشرة أيام لكي يكتسبوا الاستعداد اللازم في مجالس المصائب والعزاء وعبر استماع المواعظ والمعارف الدينية، لكي لا يمر عليهم يوم مصيبة أبي عبد الله الحسين عليه السلام العظمى وهم غافلون ولا يعيشون مشاعر الحزن والأسى .. الشيخ علي رضا بناهيان

الجَمِيع لَدَيهِم مَجَالِس لَكِن أنْتُم أجعَلُوا أنفُسَكُمُ المُتَميِّــزِينَ فِي مَجَالِسِ الحُسَيْنِ (عليه السَّلام) بِالصِّــــدْقِ!.. كما وردَّ فِي زيارةِ عاشوراء {وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ }..

‏مجالسُ البُكاءِ في ليلةِ الجُمْعةِ مُخْتَلِفةٌ في الأثرِ النَّفسي، وكأنّها ثِيابٌ تسْترُ الرّوحَ العاريةَ من الطمأنينة!..

كانتْ أُمُّ البنين منَ النّساءِ الفاضلاتِ العارفاتِ بحقِّ أهلِ البيتِ عَليهِم السَّلَامُ مخلصةً في ولائهِم ممحضةً في مودتهِم ولهَا عندهُم الجاه الوجيه والمحل الرّفيع...

لستُ مِن الّذين ينتظرون ذلك اليوم الّذي ليس كمثلهِ يوم أُحاول الهروب مِنهُ ولا أجِدُ مَفرًا ضجيجُ داخِلي مخبوءٌ بين أوتادي وحُروفهِ (نَفسي على زَفراتِه مَحبوسة) لا أعلم هل هذا ضَجيجٌ هادئ أم هدوءٌ ضاج! هذا الغمّ؛ حُزن مجهول الوصف يبيتُ مُغتربًا مِن غُربتهِ يأسرني حيثُ أنت.. أنا، أحيا بهِ وأُقتل بهِ قَد جُمِعَ النَّقيضَينِ! واجتماعهما مُستحيلٌ، لايُمكِنُ! فقط عليهِ؛ أحيا وأموت.. آهٍ لِذلك اليوم.. كما قال الإمام عَلي ابن موسى الرِّضا(عليه‌السّلام) : ‏"إِنَّ يَوْمَ الْحُسَيْنِ أَقْرَحَ جُفُونَنَا، وَأَسْبَلَ دُمُوعَنَا" ويبقى السؤال: كيفَ قُتِل من للكون روح؟

المؤمن الذي يمضي عمره يلهج "يا حُسين" هل يُعقل أن الامام الحسين عليه السلام ينساه في ساعة الشدّة؟! حاشى وكلّا، حاشى وكلّا.. •الشيخ حسين كوراني رحمه الله