سَديم

"لم تكن الطرق سهلة، ولم أكن بذات الصبر كل مرّة، ولم تقف الظروف معي في طريقي لكنّني أكملت المسير على أي حال وصبرت على الرغم من كل شيء، ومشيت الطرق رغم وعورتها.. لأنني كنت أثق.. أثق بالله ثم بقدرتي على ذلك.

"وأنا يا ربّ مفزوعٌ من فوات الأوان وعناء السعي، خائف من تكرار الخطوات وغياب الوجهة، أرني الدروبَ وامنحني من الطرق أيسرها."

‏بطبيعة الحال، لا أطيرُ فرحاً، لكنّي أيضاً لستُ كئيباً ويائساً، أنا أحسّ بالهدوء والسكينة كما يجب أن يكون عليه شخص يتمتّع بضمير حي وينظر إلى الحياة بدون أوهام.

كيف لي أن أشرح لك بأني مُتعب من الطريق، والناس، والأحلام، وحذري، وترددي، وقلّة حيلتي، ومُتعب أيضًا من الغد وهو لم يأتِ بعد، ومن أمس وهو مُنتهي، ومن الأيام، والوعود، والصبر، وطولة البال، ومن التعقل، والتأني، والغضب، من دون أن تشعر بأنني أبالغ؟

أؤمن بالسعي، وأؤمن بالرزق، وأؤمن أن الإنسان يجب أن يبذل كلّ ما بوسعه ثم يختار الرضا بما قسم الله له.

لم أكسب من محبتي المُفرطة سوى هذا الشعور بالقلق والخوف من أن يتبدّل كل شيء، أن أصبح الهامش بعد أن كُنت العنوان، لكن هذا لم يعد مُهماً لأنني أدركتُ أن ما لا تستطيع المحبة أن تحفظه لا يُعوّل عليه

"شاركتهم بالغرق وانفردوا بالنجاة"

‏"ربَّما لم يطمع المرءُ في الحُب ‏بقدر رغبته في أن يفههُ أحد"

‏إلهي الودود؛ أنا مُتعب من فوات الفرص، وتأجيل الأحلام، وتمزق السبل، مُتعب لأنني أريد ولا يسعني الوصول، مُتعب لأنني أشعر بالحياة تمر من كل الجهات إلا جهتي، مُتعبٌ وخائفٌ ومملوءٌ بالحذر، ساعدني يا رب ولا تتركني لحيرتي وجهدي .. آمين

يستحق المرء منّا أن يجد هناك مَن يحاول لأجله، يستحق المرء أن يرى نفسه إنجاز وهناك مَن يحارب لأجل الحصول عليه، يستحق المرء أن يشعر أنه مرغوب ووجوده يشكل فارقاً في حياة مَن يحب