طِمَأنِينَة - Tumanina 🧡"

مساءُ الخير… أَأُنهِكتَ من التَّعب؟ أما زال حلم الوصول يؤرِّقُك؟ أما زلت تُفكِّرُ كيف ستصل ومتى؟ بدأتَ تشعرُ بأنَّ كلَّ تلك الجهود الّتي تبذلها ليست كافيةً، بينما تمتلئ قائمة مهامك بالكثير مما يتوجَّب عليك فعله؟ متى سأفعل كلَّ هذا؟ ما زال يومك مليئًا بالقراءة بين تلك الكتب تطوي واحدًا وتفتحُ آخرًا، ولا يشغل تفكيرك سوى كيف سينتهي هذا اليوم ومتى ستنتهي كلُّ تلك الأعباءِ؟ يا صديقي إن لم تكن حياتك هكذا فكيف ستكون! إن لم يملأ العلمُ والعملُ يومَك فماذا سيملؤه؟ إن لم تنهض بنفسك أنت فمن سينهض بأمَّتك!

)).

‏"فمن كان الله يحبه، استعمله فيما يحبه".

منذ فترة بسيطة قالت ليّ أخت هداها الله: المواعين مبتخلصش غير بسماع الأغاني. لا أستطيع إنجاز شيء إلا بسماع  كذا وكذا وبعد فترة قابلت أخت أخري بارك الله فيها ورضي عنها وعن أهل بيتها: (فكانت تتحدث عن استغلال الوقت وإدراك العمر وأن الواجبات أكثر وأكبر من الأعمار): أنا أقضي حوالي أربع ساعات في المطبخ يوميًا أذني مع الشيخ ويدي تعمل بنية أجددها كل يوم لله من أجل زوجي وأولادي! أنهيت ختمات كثيرة بسبب السماع المتواصل لأكثر من قارئ أنهيت أكثر من سلسلة عن أسماء الله الحسني أنهيت كذا وكذا وكذا، كنت أستغل وقتي في المطبخ بسماع المواعظ وشرائط القرآن والأمور التي لا تحتاج لتدوين. فشتان بينهم! - أم عبدالله.

﴿ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقى ۝ إِلّا تَذكِرَةً لِمَن يَخشى ۝ تَنزيلًا مِمَّن خَلَقَ الأَرضَ وَالسَّماواتِ العُلَى ۝ الرَّحمنُ عَلَى العَرشِ استَوى﴾ [طه: ٢-٥] أهل القرآن ليس في قلوبهم مُستراح للشقاء فمن كان مع القرآن ، كان القرآن له صاحبًا في الغربة، وثباتًا عند الفتنة، وسلوة عند الشدة، وشفاء من العلة، ومؤنسًا في الوحشة ، و دليلًا إلى الجنة بفضل الله و رحمته ..

من مات وهو يتعلم القرآن يتم الله له ذلك بعد موته. قال ابن القيم: إنّ الله سبحانه وتعالى يُكمِلُ لأهل السعادة من عباده بعد موتهم النقص الذي كان في الدنيا.. حتى قيل: إنّ من مات وهو طالب للعلم كُمِّل له حصوله بعد موته، وكذلك من مات وهو يتعلم القرآن والله أعلم. [تحفة المودود ص١٦١] اللهم إن توفتني قبل حفظ القرآن فأكتب لي الأجر يا ربّ.

اللهم أرزقني حفظ القرآن والفهم والعمل بالقرآن وهداية القرآن ونور القرآن وبركة القرآن وأجعلني معلمة لهُ آمين.

أولىٰ أمنياتي، وأوسطها، وآخرها. كُل أمنياتي.. أن ترضى عنّي، وترضى وترضى، وَتقرب منّي كُل عمل يؤهلنِي أَنْ أستحق جنتك، ثُمَّ أَنْ تأخذنِي إليكَ وَأنَا عبدٌ صالِح، وَأنَا عبدٌ لَا يستحيي أَنْ يلقاك. يا ربّ

﴿وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا﴾ - «سُبْحَانَ اللهِ» - «الحَمْدُ للهِ» - «لَا إلَهَ إلَّا اللهُ» - «اللهُ أكْبَرُ» - «سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ» - «سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ» - «لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ» - «أسْتَغْفِرُ اللهَ وَأتُوبُ إلَيْهِ» - «لَا إلَهَ إلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ»

كل عام وكل شتيتين قد اجتمعا، وكل التائهين الحيارى وَصَلوا. وكل الخائفين اطمئنوا وسكَنوا، وكل ذي مطلبٍ قد ناله أو أدرك الحكمة من مَنعه. وكل وحيد قد تآنس وكل مخذول قد تجاوز وعَرف كيف يعيش. وكل الساخطين قد رضَوا وتقبّلوا وعرفوا كيف يسعدوا بالنِعم وهي بين ايديهم، ألّا تأكلهم الحسرة عليها لاحقًا. كل عام ونحن في حالٍ نُحبه ويَرضاه الله، ونعيش ما دَعونا بِه حقيقة♥️🫂.