قَبَسٌ من نُور

ياربّ .. عبدُك مُتعبٌ مُنهَكٌ نالَت منهُ جميعُ الأشياء..")

لنا في الله ظن لا يخيب.

تمر بنا أوقات صعبة وظروف قاسية فيأتي الشيطان فيوسوس لنا ويقول تمنَّ الموت! هذا لا يجوز يا أحبة! لا يتمنينّ احدكم الموت! بدل من تمني الموت قم فصلّ، استغفر، حوقل، قل لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. حفظنا الله وإياكم من كل مكروه.

اللهم ارزقنا خشيتك في الغيب والشهادة!

سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر.

صلى الله عليه وسلم.

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

كنت أناقش أحد الأشخاص بالأمس -وهو من حفظة كتاب الله- فجرّنا النقاش إلى أن قلت له: ينبغي لحافظ القرآن أن لا يرى أحدًا أعلى وأفضل منه! فقال لي: عشان هيك خايف! قلت له: لماذا؟ قال لي: الناس بتفكرني حافظ وبس تقرب مني بتلاقيني غير! إني عندي ذنوب و و و! --- هنا أحببت أن أعلق: حافظ القرآن بشر يصيب ويخطئ! يعصي ويتوب! وأصلا من صفات المتقين قول الله: والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم.... وأيضًا قوله: إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا..... فالشاهد من هذه الآيات أن الله لم يثبت العصمة للمتقين! أي أنك بشؤ تصيب وتخطئ! وأصلا مجرد أنك تشعر بهذا الشعور -شعور أنك حافظ وما لازم تعصي- يعطي دليل على ما قلت وهو أنك لا ينبغي أن ترى أحدا أعلى منك! بدل من أن تفقد ثقتك بنفسك: ارجع لنفسك وابدأ بتغيير المساوئ التي هي عندك، واستعن بالله ولا تعجز. حفظ القرآن وترتيل آياته ومجاهدة حفظه وتكراره والتعب من تفلت الآيات وانشغال بالك في الآية رقم كذا في متشابهتها مع آية رقم كذا.... كل هذا خير عظيم ونعمة محروم منها كثير من الناس! فينبغي لك يا حافظ القرآن ويا من في طريق الحفظ: أن لا ترى أحدًا أغنى وأعلى منك!