وثاق

من صور اختبار الله التي أؤمن بها أن يختبر عبده فيما يكثر الحديث فيه مع نفسه أو غيره كعقيدة أو مبدأ، ويشدد عليه الاختبار في ذلك حتى يرى أقلب عبده صادق أم أنه حديث وسع لايثبت ساعة أمام الامتحان. كنت رأيت قبل أيام كلامًا مطابقًا لهذا الذي أؤمن به، وسرني توافق المعاني مع صاحبه، لكني عجبت من كاتبه، أن عقب وقال: إني لأجل ذلك أخاف الحديث ببعض الأمور خشية أن أختبر فيها، فأسقط. قلت في نفسي: ومما يخاف المرء؟ ليس شيء أقبح من شعور الخوف من غير الله، حتى من نفسك التي هي أشد أعدائك عليك، لا تخف منها مادامت يدك في يد الله، أما ترى الطفل يمسك بيد والده من بين الناس، ويشعر بأمان الدنيا كلها في قلبه؟ ولله الرحيم المثل الأعلى! مثل ذلك تمامًا أن يعرف الله من قلب عبده حبًا لغير ما يحب، ليس هذا في الأشخاص كما هو المتعاهد في الأذهان ولا المقصود هنا وإن كان ذلك لونًا من ألوان العذاب والبلاء، وإنما أيضًا في خلجات النفس والفكر، حينما تتنازع الرغبات؛ فتختار لنفسك الأعفّ عن حظوظها. ستنازع والله في هذه الطريق؛ فالثبات الثبات، سترى التيارات الجارفة تريدك معها حتى لتوشك أن تبكي وتقول: ما أردت هذا وما اخترت هذا. تذكر حينها أنها الطريق؛ ليست مفروشة بالورود، وأنها ليست لكل السالكين، فلا تقارنن نفسك بغيرك؛ فتوشك أن تهلك، واثبت فالثبات عزيز، ولا يثبت دومًا إلا الخُلّصُ الذين صدقوا الله، فصدقهم الله. آمل أن لا أقرأ هذا النص يومًا إلا بابتسامة كابتسامة الحبيب حينما كان يعلم من فعل محدثه غير ما يقول؛ أقرأه؛ فأقول: كنا عيالًا يحسبهم الجاهل إن نصحوا؛ فقد بلغوا. - كاتب هذه الكلمات كتبها في ساعة ظن الفجر فيها لن يأتي، ولكنه أتى وكذا كل ساعة ضيق يعقبها فرج ولابد.

‏وثائقي عبري مترجم عن القسامي إبراهيم حامد، المحكوم بـ54 مؤبد. اعتبر الاحتلال إبراهيم الأخطر؛ لأنه يباغتهم بالعمليات الاستشهادية ويستهدف في ذلك أعدادًا كبيرة لا حافلة بـ٣٠ راكبًا أو ما شابه -هذا وهو بينهم لا في جبال أو جبهات أو مدينة أخرى-، وهو في ذلك يتمتع بسرية وذكاء عاليان، فلم يقبض عليه إلا بعد عشر سنوات؛ لهذا قال اليهودي هنا: جعلنا أضحوكة على مدار عقد من الزمن. شاهد كيف مسلم واحد فقط -مستمسك بعقيدته- يؤرق العدو هكذا، هذه والله عزة الجهاد التي يجب أن نغرسها في نفوسنا ونفوس أبنائنا حتى يكون العيش لمثل هذا هو المقصد، وتكون راية الله هي العليا. اللهم أقر عيوننا بفكاك أسر إخواننا قريبًا اللهم. https://youtu.be/MrzoHHfwyAcز

{ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ } قال سيد في تفسير الآية: «تعبير عجيب عن معنى عميق -إن الشهداء لمختارون-، يختارهم الله من بين المجاهدين ويتخذهم لنفسه سبحانه وتعالى. فما هي رزية إذن ولا خسارة، أن يستشهد في سبيل الله من يستشهد، إنما هو اختيار وانتقاء، وتكريم واختصاص. إن هؤلاء هم الذين اختصهم الله ورزقهم الشهادة، ليستخلصهم لنفسه سبحانه وتعالى ويخصهم بقربه.» إذا علمنا أن الشهادة اصطفاء فوق اصطفاء الجهاد، فما يضر إخواننا قول أحد من المخذولين فيهم؟ العارف يعلم فطرة الحق من الباطل باستخدام الله للعباد، فمن العباد من يستخدمه الله في إخوانه مفرقًا لصفهم، خادمًا لعدوهم، ومنهم من يستخدمه في أعدائه كابتًا لعدوهم، بل ويزيد باصطفائه، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. لاريب أن من الصبر على الطريق، الصبر على مثل هؤلاء الذين لا تخلوا ساحة منهم. قد صبر نبينا عليهم وعلى أشد منهم، فمالنا ألا نصبر؟ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولمّا يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتّى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب. أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين؟. الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين. اللهم تقبل إخواننا في شام الإيمان من الشهداء، اللهم واخلف لرفاقهم فيهم خيرًا، وثبت اللهم أقدامهم.

الجراح واحدة تنام على شهداء من فلسطين، وتُصبح على شهداء من سوريا، عبثًا يحاولون وأد هذه الأمة، ولكن وعد الصادق المصدوق دويٌ فينا: يا أُبَي بن كعب: بَشِّر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة، والتمكين في الأرض، والنصر!

«أيها الشباب: ساء مثلا مَنْ أوهمكم أن بينكم وبين الموت فسحةً وإمهالاً، لقد علمتم أن الموت لا يخاف الصغير، ولا يعاف الكبير. وأسوء منه نظراً مَنْ تَوَهَّم أنكم لذلك أبعد عن الله من حيث المعاد؛ فإنكم أقرب إلى الله من حيث المبدأ، وأن أثر يد الله فيكم لأظهر، وأن المسحة الإلهية على شبابكم لأوضح، وإن أغصانكم الغضة المورقة لمطلولة بنداء السماء، وقد وخزتها خضرته من كل جانب، وإن نفحات الله لتشم من أعطافكم وشمائلكم؛ فلئن كنا قريباً من لقاء الله بالموت فلأنتم أقرب إليه بالحياة، ولئن صحبكم الاتصال به في جميع المراحل فيا بُشراكم، ولئن كنا نقبل عليه كارهين مُتَسَخِّطين على الموت فأنتم مقبلون من عنده فرحين بالحياة مستبشرين؛ فَصِلوا حبلكم بحبله واحفظوا عهده، وحذارِ أن تقطعكم عنه القواطع. أيها الشباب: إن الشباب نسب بينكم ورحم وجامعة، ولا مؤثِّر في الشباب إلا الشباب؛ فليكن بعضكم لبعض إمامًا، وليعلِّم المهتدون الضُّلالَ. دينكم أيها الشباب لا يفتننكم عنه ناعق بإلحاد، ولا ناعٍ بتنقص. وربّكم أيها الشباب لا يقطعنكم عنه خنَّاس من الجِّنة والناس. وكتاب ربّكم أيها الشباب هو البرهان والنور، وهو الفَلَج والظهور، وهو الحجة البالغة، والآية الدامغة؛ فلا يزهدنكم فيه زنديق يؤول، وجاهل يعطل، ومستشرق خبيث الدخلة، يتخذه عضين؛ ليفتن الغافلين، ويلبِّس على المستضعفين. إن دينكم شَوَّهَتْه الأضاليل، وإن سيرة نبيكم غمرتها الأباطيل، وإن كتابكم ضيعته التآويل؛ فهل لكم يا شباب الإسلام أن تمحوا بأيديكم الطاهرة الزيف والزيغ عنها، وتكتبوه في نفوس الناس جديداً كما نزل، وكما فهمه أصحاب رسول الله عن رسول الله؟. إنكم قد اهتديتم إلى سواء الصراط؛ فاهدوا إلى سواء الصراط، إنكم لو عبدتم الله الليل والنهار لكان خيراً من ذلك كله عند الله وأقرب زلفى إليه أن تجاهدوا في سبيله بهداية خلقه إليه. إن تلك الفئة القليلة من أصحاب محمد ما فتحوا الكون بقوة العَدد والعُدد، ولكن بقوة الروح؛ فانفخوا في هذه الأرواح الضعيفة التي أضعفها الضلال عن طريق الحق تنقلبْ ناراً متأجّجة. حيّاكم الله وأحياكم، وأبقاكم للإسلام تذودون عن حياضه، وتوردون في رياضه، وللغة العرب تصلون أسبابها، وتردون عليها نضرتها وشبابها، ولمواطن الإسلام تصونون عرضها، وتردون قرضها، وتحفظون سماءها وأرضها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.» ¹ ¹ آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي -رحمه الله-.

قال لي أحدهم قبل أيام أرأيت فلانا حكموا عليه بستة عشر سنة وهو الذي لم يفعل ويفعل وفلانا الذي بلغ كذا بالسجن لمجرد رأي له في الظلم، قلت وتظن حفتر الذي بلغ من الكبر ما بلغ سيبقى ١٦ سنة في الحكم؟ اللهم لا، ويالصفاقته إن كان يحلم بذلك. مسألة حفتر أصبحت مسألة وقت فقط إن شاء الله -والفضل لله أولا وآخرًا ثم للرجال الذين أخروه سنينًا في بنغازي ودرنة حتى استطاعت تركيا دخول المعركة بقوة موازية-، وعلى العاملين في الساحة العمل على ما بعد حفتر. *الصفاقة: الوقاحة، وقلة الحياء.

ليست واحدة ولا اثنان من تحاول الانتحار من سوء ما هي فيه، هذا ملخص حال السجينات عند حفتر لما سألت عن افتخار، لعل الكاتب سيذكر قصتها بالتفصيل، وقد وعد بها.. يستحلون الجرم فيهن؛ لكونهن زوجات مختار بلمختار وآل سرور وفلان وفلان، والله يرى فعلهم في النساء الضعيفات، والله لا ينسى، والله ينتقم، أليس الله بعزيز ذي انتقام؟. وكفى بالله. لا تنسوا أخواتكم من الدعاء، فهذا واجب لا يسقط عنا بوجه أبدًا، ووطنوا أنفسكم على الاستعداد لمثل هذه البلاءات، فهذه هي الطريق.

قرأت قبل قليل عن المرأة التي أحرق جنود حفتر يديها في السجن؛ لكتابتها عنه، ولا أعلم مدى صحة هذا، وإن كان كاتبه حقوقيًا موثقا للحالة، لكنه لا يستغرب، فقد حصل مثله، وهي حالة أخرى لم يتداول الإعلام خبرها كانت قد حاولت حرق نفسها، ولم ينقذها إلا من معها من النساء. وعن أحد الذين خرجوا قبل أيام من سجون حفتر ببنغازي، وكان من أوائل المسجونين عنده ساعة قدومه، قال: كنا نسمع صوت النساء عندما يعذبن يأتينا حتى زنازيننا، وهذا مصداق ما قيل عن زوجة آل سرور ومن معها قبل مدة من كونهن يعذبن عند النقاش والسؤال: ما مصيرنا؟. قلت: سبحان الله الشريعة تحرم قتل القاتلة الواضعة حتى يبلغ طفلها العامين، ثم يطبق عليها الحد، وتحرم جلد الزانية حال ضعفها، أو ولادتها؛ لأن غرض الشريعة التأديب لا التعذيب، وإسقاط العقوبة الآخروية بالعذاب هنا، وهؤلاء الذين ما خلق الله أقل منهم يضربون النساء بتهم مناصرة إخوانهم المجاهدين على مثل الفيسبوك، وتبني آراء فكرية مخالفة لهم. لا يعزينا في مثل هذا إلا حكمة الله من وراء هذا، وإلا لمات المرء كمدًا على نساء العراق والإيغور وسورية اللواتي لا يحصين منذ زمن.. يعزينا أن نساء من الأمة بدأن يعين بأن واجب نصرة هذا الدين سواء بسواء على المرأة والرجل، لا اختلاف إلا في نوع الثغر. - مصدر التي أحرقت يداها: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=4062193930508781&id=346656882062523

بخصوص الثناء على من تلطخت أيديهم بدماء أهل السنة و"تكريمهم"من قِبل بعض الحركيين، واشتعال مواقع التواصل بالموضوع، لا أريد أن أفتح باب الجدل لقلة فائدته..لكن لا بد من تقرير حقائق: 1. دماء المسلمين لها نفسُ الحرمة والقيمة في كل البلدان، ومناصرة المسلمين في فلسطين ليست أوجب من مناصرة المسلمين في سوريا واليمن وغيرها. 2. نصرة الأقصى وأهلنا في غزة وفلسطين واجب يجب أن تجتمع عليه الكلمة ويبقى فيه الزخم، ولا علاقة له بتصريحات أية حركة، ولا بموقفنا منها..والمواقف المستنكرة لبعض الحركيين لا تبرر لنا خذلان المسلمين، (ولا تزر وازرةٌ وزر أخرى). 3. الجماعة أو الحركة الواحدة قد يكون لديها حق ومعروف وباطل ومنكر. وعلى المسلم أن يوطن نفسه على قبول الحق والمعروف وإنكار المنكر، دون تعصب حزبي ولا تعلقات عاطفية عمياء. 4. هناك من يرصد الاختلاف بين المسلمين في شأن التصريحات والمواقف فيسره تباغضهم، بعدما ساءه اجتماع كلمتهم من قريب على نصرة الأقصى وأهل فلسطين.. هناك أعداء ذلوا وخنسوا، والآن ينتظرون انشغال المسلمين وافتراق كلمتهم ليعودوا إلى تنفيذ مخططاتهم من جديد.. تذكروا يوم رأينا هؤلاء الأعداء مذعورين صاغرين قد ذاقوا من الكأس التي أشربوا الأمة منها طويلا. دعوا الجدل... لا تتركوا عدوكم يلفتكم عن أداء ما وجب عليكم تجاه المستضعفين من المسلمين في كل مكان، ولا تشمتوا الأعداء. اللهم اهدنا جميعاً لما تحب وترضى.

وأنت ترى في الأخبار تقدمات مجاهدي طالبان تذكر أن هذا هو مقر قائد الجهاد الأفغاني الملا محمد عمر -رحمه الله-، من هذا المكان السرّي استمر الملا عمر ١٢ سنة يدير المعارك دون أن تكتشفه المخابرات الأمريكية حتى توفي سرًا -تقبله الله-. صرخوا بوجه الكفر و هو مزمجر.. نحن الأباة صناعة القرآن. لا لن نهاب جيوشكم و عتادكم.. فالنسر يأنف ذلة الغربان.