زاد الواعظ

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعود لم يره.

ذلك الشَيء الّذي تتذمَّرُ مِنه، أوجِد ميزاته، و انتفع به. قبل أن يسلبهُ الله مِنك، فتكتشف محاسِنهُ مُتأخِّرًا، و هو في أيدٍ أُخرىٰ.

عِندَما تَقِف أمام ضريح الإمام الحُسين "عليه السلام" هذا يعني أنَّك تُجسِّد فعليًّا قوله تعالى: "وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ".

يجِب أن تُدرَج زيارة الإمام الحُسين "عَلَيه السلام" -دوائيًّا- ضمن العِلاجات الضروريّة لأوجاع القَلب!.

نحنُ لسنا صالحين بما يكفي، لِنَضمِن دخولنا الجنَّة و استِشعار نعيمها، لكنَّ الدخول لِحضرةِ الإمام الحُسين، يُتيحُ لنا هذه الفُرصَة.

تقولُ له الأغاني حرام، يقول لك: هات لي آية من القُرآن. تقولُ له كذا فِعل حرام، يقول: هات لي آية من القُرآن. و علاقته بالقرآن لا تتعدّىٰ كونه يعتقد، أنّ القُرآن يقُرأ في شهر رَمَضان فقط!.

إن كنت ممّن لا يحتملون رؤية أحّدهُم في موقفٍ مُحرِج، أو لا تستلذّ بإحراج أحد، فأنت مُعافىٰ نفسيًّا، سليم القلب.

ردَّة الفِعل -مِن الإنسان الطبيعي- إتّجاه الإهتمام، هي التقدير، و الردّ بالمِثل. أمّا المليئ بالعُقد النفسيّة؛ يتعالى.

كُلُّ مرَّة تقرأ فيها زيارة عاشوراء، استشعُر حدّ السيوف، صهيل الخيل، و دكِّ الحوافِر، ليمسّك التراب، و لِتلسَع وَجهك نار الخِيَم. و حين تلعن؛ صُرّ علىٰ أسنانك، لا تقرأ بدَمٍ بارِد.