فرح حسن

العاقِلون عند وقوعهم في البلاء يقولون، سنتحمّل ونصبر وكلّ هذا سَيمرّ، أمّا العاشقون فعندما يقعون في البلاء يقولون : إن كان لها ميلٌ لِغيري، فلماذا كسرتْ ليلاي إنائي ؟ بِمعنى أن البلاء من المعشوق، إشارةً منه لِتوجّهه نحوك و بإنّه ملتفتٌ إليك العاشق مرتضى آويني ..

‏نحن كائنات بشرية غير كاملة ، ندرك هذا الفناء حتى عندما نطرده بعيدًا ، وقد فشلنا بسبب تعقيدنا الشديد ، لذلك عندما نحزن على خسائرنا فإننا نحزن أنفسنا أيضًا ، في السراء والضراء. كما كنا. لأننا لم نعد. لأننا لن نكون في يوم من الأيام على الإطلاق ..

عتبي عليَّ، رفعتهم لمحاجريّ ‏ندمي أنا.. بجلتهم تبجيلا"

وحده صاحب الزّمان من كان يعرف بأنّ رائحة الحريق تلك ما نبعت إلّا من قلوبنا.. فكان يأخذها بيده ليخفّف عنها لهيبها وحسيسها.. وحده من رأىٰ دخّان الألم يسكن في أسفل العيون مهلكًا إيّاها، فيمسح بآيات الله الكبرىٰ علىٰ ما خلّفه التعب فينا.. وحده صاحب العصر من كان رفيق اللحظة المؤلمة، والفقدان الفاجع، والفراغ الموحش، والألم حد اللا انتهاء.. فالحمد لله رب العالمين علىٰ نعمة وجود أنفاسه الشريفة بيننا، ويده الحانية فوقنا..

إذا كان العبد محلّ عناية الله تعالى، فإنه يُبتلى بصنوف الإبتلاءات حتى يلتفت إلى خالقه تعالى ويهذّب نفسه.. هذا هو طريق الهداية ولا يوجد طريق آخر..

يظَلُّ الإنسانُ الطيبُ حبيسَ نفسِه جباراً على ألمِه وظروفِه حتّى يمُرّ بموقفٍ يَضعُفُ فيه فجأة فيُريهِ كُلّ إنسانٍ بِقدره، الطيبُ والخبيثْ والظالم والمظلوم ومدّعي الإيمان بقلقلةِ اللسان والخلوقْ و المنافق .. يظَلّ الإنسانُ الطيبُ حبيسَ نفسِه حتى ينتشِلهُ الله، وحدهُ الله القادرُ على انتشاله واحتضانه، في ضعفِه وألمه وتعبه وهمه وغمه وأحزانه، في شكواهُ ومعاتبته وسؤاله وبكائه وانكسراه، الله فقط يربتُ على قلبه. يا حبيبَ من تحببَ إليك ويا قرةَ عين من لاذ بك,💙

أحدث صورة لسماحة السيّد السيستانيّ مع وفد من مُؤسسة العين!