NAY.

صحيح جداً ان "الدنيا ما توقف على احد" كما يقال، لكن النّفس تقف، وتقف بصورة ثابتة و راسية اكثر من الجبال في بعض الحالات

ما يدفعني للكتابة اشياء كثر، ابرزها فكرة ان هذه الاسطر هي الشاهد الوحيد تقريباً على معاركي و انتصاراتي الداخلية و الخارجية احياناً، الشاهد الوحيد على شعلة الشعور اللتي قد تنشأ و تتعاظم حتى تبلغ اكبر توهج لها و تتعاظم او تنطفئ بشكل مفاجئ و كأنها لم تكن، هذه فكرة تستحق الوقوف ولو لبضع ثوانٍ بالمناسبة، اتساءل احياناً الى اي حد يمكن استنزاف الشعور الانساني، بالجانبين الجيد و السيء رغم ان مفردة "استنزاف" قد تتنافى مع الجوانب الايجابية فيما يخص هذه الفكرة ولكن على رأي القول "الحزن هو الثمن الذي ندفعه لقاء شجاعتنا لنحب الاخرين" لا يوجد ثمن اخر، الحزن مكون اساسي للمحبة، و في فكرة ارتباطهما حديث قد يطول في سرده و لعلي اكتب شيء عنه في قادم الايام، و لعل تساؤلاتي تجاوزت إطار الامان بالنسبة لي و تخطت كل ما يمكن اعتباره في تصوراتي فأنا اتساءل عما ادرك واجهله في ذات الوقت، مثل من يحاول الامساك بشيء موجود و غير موجود ، بالرغم من ادراكه لعدم جدوى ما يقوم به الا انه لا يتوقف عن المحاولة، لان في المحاولة هرب من كل احتمال سِواها و حبل يتمسك به اليائِس، ينجيه من الاحتمالات.

في محاولتي لترتيب الفوضى خلقت فوضى جديدة بغير قصد، و صدقاً وجدت انه شيء جيد جداً بالرغم من سوءه احياناً، لولا وجود هذه الفوضى لما كنتُ اكتشفت في اي موضعٍ انا، و هل انا جزء منها أصلاً؟ تبين اني محورها، توصلت لهذا بفعل الفوضى المكروهة اللتي صيّرها الزمان باباً للنفاذ في النهاية.

ليست الغاية الكلمة، بل من خلفها وليس الشعور اقصى الامنيات إنما صاحبه و موطن انبعاثه وليس لأي شيء معنى مالم يُكلل بفخرٍ من المقصود! اي مفرداتٍ عذبة و اي مشاركة لا يعوّل عليها مادامت من سِواه، تُعرّف الاشياء في قاموسي بمصدرها لا بمهايّتها و لو كانت عظيمة او ابسط من كل شيءٍ في الوجود.

"ليس باللِقاء وإنما بالبِقاء"♥️

بالمناسبة هذا التوّق لما لَم أنل يقتلني ويستنزف شعوري ليلةً تلو أخرى، يجرني معه في دروب أعرف جيداً ان نهايتها مجهولةً بقدرِ ما كانت بدايتها واضحةً و جليّة الى درجةٍ تحجب عن عيني اي شيء سِواها، أشعر أن قلبي يُنتزع بخفة لم يسبق لي ان شهدت مثلها ولكن هذا لا يلغي حقيقة كونه "انتزاع" بكل ما تحمل هذه المفردة من معنى و شعور حاد، ولو كان يُهدى بطريقةٍ تميل للين ، ألا أن حِدة الانتزاع تؤلمني وحسبي ان اخفف وطأتها بكتابة بعض الكلمات وليتها تَفي .

"ولَمّا سكنتَ القلبَ لم يبقَ موضعٌ بِجسميَ إِلّا وَدَّ لو أنّه قلبُ"

♥️

كل عام وانتم بخير ♥️ بهجة العيد تكمل بوجودكم بقرب من تحبون