الأنابيش
خاطراتٌ ومُختاراتٌ في سبيل إصلاح النفس وصلاح الأمَّة..
Show more2 153
Subscribers
+124 hours
-27 days
-1530 days
- Subscribers
- Post coverage
- ER - engagement ratio
Data loading in progress...
Subscriber growth rate
Data loading in progress...
•••
«... فصبرًا يا إخواني على ما أقامكم الله فيه، من نُصرة دينه وتقويم اعوجاجه، وخِذلان أعدائه.
واستعينوا بالله، ولا تأخُذْكم في الله لومةُ لائم، وإنما هي أيامٌ قلائل، والدين منصورٌ، قد تولّى الله إقامَته، ونُصرةَ مَنْ قَامَ به من أوليائه - إن شاء الله - ظاهرًا وباطنًا.
وابذُلوا فيما أقمتم فيه ما أمكنكم من الأنفس والأموال، والأفعال والأقوال، عسى أن تُلحَقوا بذلك بِسَلَفِكُمْ أصحاب رسول الله ﷺ، فلقد عرفتم ما لَقُوا في ذات الله، كما قالَ خُبَيْبٌ حين صُلب على الجِذع:
وذلك في ذات الإله وإن يشأ •• يُبارِكْ على أوصال شِلْوٍ مُمَزَّع
وقد عرفتم ما لقي رسولُ الله ﷺ مِن الضُّرِّ والفاقة في شِعْبِ بني هاشم، وما لقيَ الأوَّلون من التعذيب والهجرة إلى الحبشة، وما لقي المهاجرونَ والأنصارُ في أُحُد، وفي بئر مَعُونة، وفي قتال أهل الرِّدَّة، وفي جهاد الشام والعراق، وغير ذلك.
وانظروا كيف بذلوا نفوسَهم وأموالَهم لله، حُبًّا له، وشوقًا إليه، فكذلك أنتم ــ رحمكم الله ــ كلٌّ منكم على قدر إمكانه واستطاعته، بفعله، وبقوله، وبخطه، وبقلبه، وبدعائه. كلُّ ذلك جهادٌ.
أرجو ألا يخيبَ مَنْ عامل الله بشيءٍ من ذلك، إذ لا عيشَ إلا في ذلك، ولو لم يكن فيه إلا أنَّ هِمَمَكم مزاحِمة لأهل الزيغ مُشوِّشةٌ لهم، تبغضونهم في الله، وتطلبون استقامتهم في دين الله، وذلك من الجهاد الباطن إن شاء الله تعالى».
ابن شيخ الحزَّامين رحمه الله!
"التذكرة والاعتبار" ضمن "الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيميَّة خلال سبعة قرون" (ص١٣٤-١٣٥)
•••
تَهَدَّمَ جِسْمِي دونَ إدْرَاكِ غايَتِي •• وقَصْدِي بَعيدٌ والسَّفينُ تَحَطَّما
وَكَيْفَ يُطيقُ الْجِسْمُ آمادَ غايَتي •• وَلَوْ كانَ كَالْفُولاذِ بَأْسًا.. تَهَدَّمَا
وَلكِنَّني أمْضِي بِرُوحِي مُحَلِّقًا •• وَجِسْمِي أسيرُ الأرْضِ في أُفُقِ السَّمَا
وَأوثِرُ عَيْشَ الْحُرِّ صابًا وعلقَمًا •• عَلَى أنْ أعيشَ الدَّهرَ عَبْداً مُنَعَّمَا
أُصِبْتُ فَلَمْ تَثْنِ الْمَصائِبُ عَزْمَتي •• إذا ما امْرُؤٌ خَوْفَ المَصائِبِ أحْجَمَا
وعاهَدْتُ رَبّي أنْ أعيشَ مُجاهِدًا •• وَحَسْبِيَ أنْ يَرْضَى الْجهادَ ويَرْحَمَا
عصام العطار
-------
إنا لله وإنا إليه راجعون..
توفي الليلة الأستاذ الداعية المصلح عصام العطار أحد أدباء الدعوة الإسلامية وخطبائها، وصهر الشيخ العَلَم علي الطنطاوي، بعد عمر مديد نيَّف على التسعين، رحمه الله وغفر له ورفع درجته وتقبَّل عنه أحسن ما عمل، وجزاه بخير ما يجزي به الصالحين من عباده..
•••
قد يكونُ تركُ الجوابِ لكلمة السُّوءِ أقذعَ جوابٍ لها، وقديمًا قالَ شاعرُهُم:
لعَمْرِي لقَدْ سابَبْتَنِي فَغَلَبْتَنِي ••• هَنِيئًا مَرِيئًا أنتَ بالسَّبِّ أحْذَقُ!
•••
أَبو شُجاعٍ أَبو الشُجعانِ قاطِبَةً •• هَولٌ نَمَتهُ مِنَ الهَيجاءِ أَهوالُ
تَمَلَّكَ الحَمدَ حَتّى ما لِمُفتَخِرٍ •• في الحَمدِ حاءٌ وَلا ميمٌ وَلا دالُ
عَلَيهِ مِنهُ سَرابيلٌ مُضاعَفَةٌ •• وَقَد كَفاهُ مِنَ الماذِيِّ سِربال
وَقَد أَطالَ ثَنائي طولُ لابِسِهِ •• إِنَّ الثَناءَ عَلى التِنبالِ تِنبالُ
إِن كُنتَ تَكبُرُ أَن تَختالَ في بَشَرٍ •• فَإِنَّ قَدرَكَ في الأَقدارِ يَختالُ
كَأَنَّ نَفسَكَ لا تَرضاكَ صاحِبَها •• إِلّا وَأَنتَ عَلى المِفضالِ مِفضالُ
وَلا تَعُدُّكَ صَوّاناً لِمُهجَتِها •• إِلّا وَأَنتَ لَها في الرَوعِ بَذّالُ
لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ •• الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ
وَإِنَّما يَبلُغُ الإِنسانُ طاقَتُهُ •• ما كُلُّ ماشِيَةٍ بِالرَّحلِ شِملالُ
إِنّا لَفي زَمَنٍ تَركُ القَبيحِ بِهِ •• مِن أَكثَرِ الناسِ إِحسانٌ وَإِجمالُ
•••
وعلى تَفنُّنِ واصِفِيهِ بوَصْفِهِ ••• يَفْنى الزَّمانُ وفيهِ ما لم يُوصَفِ(ﷺ)!
•••
«... وليسَت إساءةُ مَن أساءَ في القليل، وأحسنَ في الكثير، مُسقِطةً إحسانَه.
ولو كثُرت إساءته أيضًا ثم أحسنَ، لم يُقلْ لهُ عندَ الإحسان: أسأت، ولا عندَ الصواب: أخطأت.
والتوسُّطُ في كلِّ شيء أجمل، والحقُّ أحقُّ أن يُتَّبع».
"الأغاني" لأبي الفرج (١٥\١٠٠).
•••
للفَقِيه الزَّاهِد أَبي إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن مَسْعُود الإلبيريِّ رحمه الله:
للهِ أكياسٌ جَفَوا أوطانَهُم •• فالأرضُ أجمعُها لَهُم أوطانُ
جَالَتْ عُقُولهمُ مَجَالَ تَفَكُّرٍ •• وتَدَبُّرٍ فَبَدَا لَهَا الكِتمَانُ
رَكِبَتْ بِحَارَ الفَهْمِ فِي فَلَكَ النُّهَي •• وَجرى بهَا الإِخْلَاص وَالإيمَانُ
فَرَسَتْ بهِم لمَّا انْتَهَوا بجُفُونِهِم •• مَرسًى لَهُم فِيهِ غِنًى وأمانُ
"التكملة لكتاب الصلة" (٣/ ٢٠)