مُستَنفَذْ

ذكر أهل العلم: أن هجاء كفار قريش وغيرهم للنبي الأغر ﷺ، لم يبق منه شيء، ولم يصلنا منه شيء، ولم يتناقله أهل السير، كرامة لجناب المصطفى ﷺ.

من لطائف ما كتب ابن القيّم في (طريق الهجرتين وباب السعادتين): «وقوله: "المحبة لا تظهر على المحب بلفظه، وإنما تظهر عليه بشمائله ونحوله" هذا حق، فإن دلالة الحال على المحبة أعظم من دلالة القال عليها، بل الدلالة عليها في الحقيقة هو شاهد الحال لا صريح المقال. ففرق بين من يقول لك بلسانه: إني أحبك، ولا شاهد عليه من حاله، وبين من هو ساكت لا يتكلم وأنت ترى شواهد أحواله كلها ناطقة بحبه لك. قال جعفر: قال الجنيد: دفع السرى إليه رقعة، وقال: هذه خير لك من سبعمائة قصة وكذا وكذا فإذا فيها: ولما ادّعيتُ الحب قالت كذبتني فما لي أَرى الأعضاء منك كواسيا فما الحب حتى يلصق القلب بالحشا وتذبلُ حتى لا تجيب المناديا وتبخل حتى لا يُبقي لك الهوى سوى مقلةٍ تبكي بها وتناجيا. وبالجملة فشاهد المحبة الذي لا يكذب هو شاهد الحال، وأما شاهد المقال فصادق وكاذب. قوله: "ولا يفهم حقيقتها من المحب سوى المحبوب، لموضع اقتداح الأسرار من القلوب" يعني أن حقيقة المحبة وسرها لا يفهمه من المحب إلا محبوبه. وذلك لشدة الاتصال الذي بينه وبين محبوبه فى الباطن، فروحه أَقرب شيء إليه، وأما الغير وإن علم أنه محب بظهور أثر المحبة عليه وقيام شاهدها لكن لا يدرك تلك اللطيفة والحقيقة التى يدركها المحبوب من مُحبِّه، لموضع اتصال سره، وقرب ما بين الروحين، ولا سيما إذا كانت المحبة من الطرفين فهناك العجب والمناجاة والملاطفة والإشارة والعتاب والشكوى، وهما ساكنان لا يدرى جليسهما بشأْنهما.. فعجيب شأنهما.»

أصابني 'أبو فراس الحمداني' في مقتلٍ حين قال: «تَطولُ بيَ السـاعاتُ وهيَ قَصــيرَةٌ وفي كُلِّ دَهـرٍ لا يَسُـــرُّكَ طــــــولُ تَناســـانيَ الأصحـــابُ إلّا عُصَيــبَةً سَتَلـــحَقُ بالأُخــرى غـدًر وتَحــولُ ومَن ذا الذي يَبقى على العَهدِ إنَّهُم -وإن كَثُـــرَت دَعواهُـــمُ- لَقَليـــلُ أُقلِّـــبُ طَرفي لا أرى غيــرَ صاحـبٍ يَميلُ مــعَ النَعمــاءِ حيثُ تَميــــلُ وصِــرنا نرى أنَّ المُــتارِكَ مُحسِــنٌ وأنَّ صَديـــقًـا لا يُــضِــرُّ خَلــيــــلُ أكُــلُّ خَليــلٍ هكذا غَيرُ مُــنصِـفٍ؟! وكُــلُّ زمـــانٍ بالكِــرامِ بــخــيــلُ؟! نَعَم.. دَعَتِ الدُنيا إلى الغَـدرِ دَعـوَةً أجــابَ إليــها عـالِـــمٌ وجَـــهـــولُ وفـــارَقَ عَـمْــرُ بنُ الزُبَيــرِ شَقيــقُهُ وخـلّى أميــرَ المـؤمِنيــنَ عَقــيـــلُ فيــا حَسـرتا مَن لي بِخِــلٍّ مُـوافِـقٍ أقـــولُ بِــشَـجـوي مَــرَّةً ويَــقــولُ» .. إلى أن قال: «لَقيتُ نُجــومَ الأُفـقِ وهيَ صــوارِمٌ وخُضــتُ ســوادَ الليلِ وهوَ خُــيولُ ولَــم أرعَ لِلنـفــسِ الكــريمَةِ خِـلَّـةً عـشيَّـةَ لَـم يَعـطِـف علَــيَّ خَلـيـــلُ ولـكـن لَقيــتُ المــوتَ حـتّى تَركتُها وفيها وَفي حَــدِّ الحُــســامِ فُــلــولُ ومَن لَــم يُـــوَقِّ اللهُ فـــهــوَ مُمَـزَّقٌ ومَن لَــم يُــعِـزِّ اللهُ فـــهــوَ ذَلــيـلُ وما لَــم يُـــرِدهُ اللهُ في الأمـــرِ كُـلِّـهِ فـلَيــسَ لِمَخلــوقٍ إلــيــهِ سَــبيـــلُ»

ما هو بالضرورة ننشر الإيجابية كل صباح..

قالَ أبو العتاهية: «لَيتَ شِعري أيُّ شيءٍ بعدَ شيءٍ أتَنَظَّر قد رأيتُ الدهرَ يُفني مَعشرًا مِن بعدِ مَعشر»

«يا بِكْرَ آمنةَ المُبارَكِ بِكرُها وَلَدتهُ مُحْصَنةٌ بِسعدِ الأسعَدِ نورًا أضاءَ على البريَّةِ كُلِّها مَن يُهدَ للنورِ المُباركِ يَهتدي يا ربِّ فاجمعنا معًا ونبيَّنا في جنةٍ تثني عيونَ الحُسَّدِ.» حسَّان بن ثابت.

«وطيت جمرة حامية حرّها حر ‏وأنا الذي وسط الضماير سترها»

"إننا في مرحلة من أعمارنا، نفهم أخيرًا: أن العلاقة المستقرة، من تهبّك التجرُّد، لا تلك التي في خضمها تكن: لامعًا، قويًا، مُهابًا، بلّ تلك التي تتيح لبشريتك بالإنكشاف، دونما يجرحك ذلك، تسمحك ضعيفًا باليقين مدى قوتك، خافتًا باليقين مدى لمعانك، هزيلاً باليقين مدى مرحك. ليان ممتد"

على النبيِّ، وآلِ البيتِ، والشُهدا ‏مولايَ صلِّ وسلِّمْ دائمًا أبدا

«من عاش متذري وفي بارد الظل ماهو مثل من عاش في واهج القيظ»